شريط

26‏/4‏/2011

عبدالرحمن إبراهيم..الكتابة بلون الحُسن

عبدالرحمن ابراهيمقراءة في ديوان " مزاج الهدهد "

قال الراوي: كان أهل الجاهلية يعتقدون أن الناس يُحشرون ركباناً على البلايا ، ومشاة إذا لم تعكس مطاياهم عند  قبورهم ؛ فهل خشي أهل الشعر الحر أن يحشروا مترجلين حتى عكسوا رقبة القصييدة وعقروا قوائمها ؟!

عبدالرحمن ابراهيم شاعر حديث ، وشاعر الحديث لم يعد اليوم شاباً حدِثاً ، ولكنه ما يزال يملك حلماً ، يصحّ فيه قول الشاعر:

          وما الحداثة من حلمٍ بمانعةٍ  /  قد يوجد الحلم في الشبان والشيب

في ديوانه الأخير "مزاج الهدهد" شعر وحكي ، وفيه "فرّدانية" وجدانية ، وهمس وصراخ معاً. وفي الديوان تفتيت لإطار الخليل ، وتجريب للبتر والفراغات ومزاوجة للقصيدتين العمودية وقصيدة التفعيلة ، وفيه تجريب حتى للقصيدة البصرية.

في الديوان الحالة غير منظمة والفكرة تهرب من الفكرة وتناقض الحدس أحياناً في القصيدة الواحدة مما يكشف حال الشاعر المبعثرة  ونفسيته المضطربة. تدخل ديوان عبدالرحمن من بابه فتجد نفسك مترنحاً في مناف ، وتمرُّ بشجن القصيدة أو يمرّ بك الساخطون على نهديها فإذا أنت مهتدٍ بالضلال حيث ينكرك البحر أو تنكره ؛ وتصل محراب الديوان فتلقى الطفولة قطة شمطاء ، ويمنحك الهدهد بعضاً من هدىً وهديل.

في حضور الهدهد يتذكر الشاعر خرافة رغبته ، يتذكر زوجه التي تغرس خنجر الأمل في صحوته الخرافية وتعينه على هبوط نسبة السكر في دمه المقهور؛ ويبلغ الضلال مرهقاً فيعلن:

         يمجدني ــ حين يمش السراب  إلزا وحدها قدري، ع ابراهيم

         إلى خطوة من ضلالي ــ

         ابتسام الهدى والهدى غيض

         حلم يراه عمائي

         أنشروني سجوداً على قبلة للهدى

في " نبيذ المنافي" ترجيع لمهيار الأدونيسي ، وإذا لم تكن هناك من صلة ما بين الدمشقي والديلمي عند الأستاذ ، فإن ما بين مهيار وابراهيم صلة دم وماء ونار صاخبة ذاب فيها مهيار في صخور اعتراف الشاعر وقاسَمَهُ نبيذ المنافي:

         لم يعد بعضي غير نزف الهدهد

         في صحارى الذبول

         لم يعد بعض بعضي غير جمر

         في رجاء شتائي

         ليس لي غير التراجيع تسيّج

         ذاكرتي الغافلة.

الشاعر أدونيس إسبر ـ علي أحمد سعيديهبع ابراهيم وراء(إسبر) مقلداً "أغاني مهيار الدمشقي"، وإذا كان أدونيس في هذا الديوان قد تجاوز المقاييس المعروفة فأرانا بطل مجموعته جباراً يغسل أقدامه في البحر ويطاول حدود اللانهاية ، وثائراً يهدم ويبني ، فإنا نرى ابراهيم في "مزاج الهدهد" صاحب رسالة أيضاً ــ على ما بين لغة الشاعرين من مراح. يحاول ابراهيم أن يتجاوز المقاييس هو الآخر ويجرّب ويمارس الأستاذية كما قال استاذه فيه ، ولكن بمزاج هدهدي كثيراً ما يجرح القصيدة. نجد الشاعر وجعاً مشيّداً في منافي النبيذ. نجد ابراهيم البطل المقهور/المضروب/المسروق بيته و"قاتة حلمه"/المذبوح حسداً على مقعد الأكاديمية/ المُقـاد عنوةً إلى ملح الجفاف ..

         واحداً صرتُ

         أسقط في بئر ذعري

         حولي الموت يصلّي

         المراثي خبرتي والأنين 

          ضيائي

نزلوا عليه من علٍ، ووقفوا ندّاً واحداً كوقفة سيل الوادي في طريق العابرين فاحتمى بالمزمور الأدونيسي وفيه الكثير من المفاجآت: غلاف الأعمال الكاملة ع ابراهيم

         وقعُ قلبي مزامير تبكي 

         هل أسير إلى حقل رؤاي؟

         هل أهاجر كي تستبقني

          لعنة

         مندحرة؟

إن الشعر الغنيّ هو ذاك الذي يتضمن نوعاً من المفاجأة ، وكما في مهيار تمثيل لشيءٍ من قلق العصر والمصير والحرية ، نجد في مهيارنا العدني تصعيداً للألم إلى داخل قلب الشاعر والقارئ فيغتمّ كلاهما، وكأنما هو عقاب للنفس. هوذا ابراهيم يصل إلى تخوم وجع نكسة نفسية حادة فنلمس جلال الوجدان الشعري حيث الكلمة تولد جديدة، وحيث الصور تتناسل بكسوة أنيقة ، وحيث البساطة تغدو دثاراً وإطاراً بديعاً ، يزيده روعة هذا التوزيع العذب للأبيات الذي يعبر عن صراخ عال وتقطع للنفس حال النشيج:

         نصف مهيار دائي

         ونصف

         دوائي

         وصداقاتي الذائبة

         نصف مهيار رفيقي

         حزب يومي ،

         غدي

         آه كم دثرتني المنافي!!

         آه كم مزقتني خطوط

         ندائي!!

المقابلة بالثقافية شأن غيره من شعراء جيله ، يلعب إبراهيم بالتفعيلة وكثيراً ما يفلح في توظيف الموسيقى لخدمة المعنى ، أو إخضاع رقبة القافية لحمل معانيه اللاهبة.. وشاعرنا نزّاع إلى اشتقاق مفردات جديدة: ينحت من الأسماء أفعالاً ولا يعتـدى على الجوامد، مثال:" يستنبذ الإعصار قطر شفاعتي"، "تتعنكب الموجات فوق هواجسي"، "هبطت هام المتماردين إلى قاع الوهم"، " تعتاش به سرائرهم" ، "صرير السجائر"، ومع ما في هذه الصور من غرابة رمزية لذيذة إلا أن الإعصار لا يثستنبذ ولا الموجات تتعنكب ، ودعيُّ التمرد لا يطللق عليه متمارداً ففي ذلك نبوّ عن الذوق وتسطيح للمعنى ، وأما تعتاش فلا تعني غير العشي وهو ضعف البصر والصحيح تعيش وتتعيش، وأما الصرير فلا تصلح إلا للحشرات وفي السرير.

ولما كانت التجربة الشعرية تكون شكلها بذاتها ، ومن طبيعتها يتولد التعبير، فإنا نلتقي في "منافـي النبيـذ" شاعراً " مُستنبذاً " مهزوماً ضالاً ، لا يحسن توقيع خطواته ، تنازعته الفيافي والمنافي ، وتداولته الأوزان حتى لا تجده على بحر:

         في منافٍ ومنافي

         شيدوا وجعي

         ليس لي غير صمتي

         ليس لي غير لمع الظلام

         شاحبات دموع شمعي

         كلما قطرة من شعاع داهمتني

         تموتُ بوارق أبهى

إن الشاعر رسام يراعي حسن الجوار بين ألفاظه وانسجامها فهي ألوانه ، ويحسن توقيع موسيقاه فهي الظل والنور في لوحته ، فلماذا لم يُجْرِها على "فاعلن فاعلاتن"؟ نعم لقد بلغ الشاعر في هذه القصيدة حدود التعب القصوى. يشي النص كم صاحبي ثقيلاً لساناً وجرْساً وفكرة ، خلت روحه من التطريب ، وما أجمل الحزن الطروب ؛ وعاف وجدانه التوقيع على "الزمن" ، إذ هو لا يشعر به.

ويجرب ابراهيم البتر لإبراز الحيرة والتردد النفسي والصراع الداخلي كما في قوله:

         هل تشرب اللحظات

         طازجة

         أم اللحظات تشـ...؟

ولا أحسب تكملتها "تشرب نفسها".. ويستعمل الصمت لا لإتمام التفعيلة بل لكي تمنحه التقاط فرصة للتأوه والتحرر من بعض الضغط على اعصابه ، وتهبه فرصة للتذكر ، ولإذابة التفاصيل:

         دخلوا في عناق داكن أنثى لهذا البحر،ع ابراهيم

         دخلوا في شجار باسق

         دخلوا في انبهار عقيم

         دخلوا في .....

         دخلوا في ....

في القصيدة العمودية لا يكون المكتوم جزءاً من القصيدة ، وإذا أراد الشاعر أن يكثف معنى تجنب الحذف وصاغ تعبيره صياغة محكمة واجتنب الحشو ، أما في الشعر الحر فيستعين الشاعر بالفراغات والنقاط للتغلب على ذلك. إن الفراغات والنقاط تحول القصيدة من مسموعة إلى مرئية وهذا تكليف للشعر غير محمود ، وإنما تكون جميلة إذا ما جاءت تفسيراً لقول الضفدع في فمي ماء.

ومن تجاريب ابراهيم الموفقة المزاوجة بين الحر والعمودي حيث يتم الانتقال من الصحوة الهازلة إلى اللحظة الراهنة عبر مخافة بديعة فيها للصورة طعم لذيذ وللطباق لون حسن ، وكان لابد من فراغ ونقاط كرابطة منطقية بين صورة الذكرى والحاضر المر:

         تتدحرج غفوة أنثى

         تسحبني؟

         إلى أين؟

         إلى صحوةٍ هازلة

         دواءٌ أصبح القهرُ / فلا نهـدٌ  ولا سُكْــرُ

         يباباً صارتِ الدنيا / ومنفىً أصبح البحرُ

في قصيدة "القطة" أراد الشاعر أن يكون (Independent) قلباً ويدا ، ولكن القلب شرقيّ والنفَس ؛ تتدفق موسيقى القصيدة كسيل الوادي الذي لا يقطعه قاطع ، والتدفق الموسيقي من سمات الشعر الحر ، ولكن الشاعر يمزقها ليضيف إلى قبح الرمز قبحاً آخر:

         القطة الشمطاء زافرة

         ومواؤها في لجة العصر احترق

         القطة الشمطاء يائسة

         صارت شعوباً من ورق

         وا غربتاه!!

         يا هدهدي

         يا للحمق!!

بصير اليمنيحمل هذا النداء نفساً عامياً عميق الشجو ويذكرني بعبدالله سلام ناجي وراعيته.

عندما أنثر قصيدة جاري أجد نثراً أشهى من الشعر ، وما وجدته شاعراً إلا في عموده الذي يستحي به أمام القراء حيث يضع قصيدة "هدى الهدى" في آخر الديوان لتكون طين الديوان لا مسكه ــ بحسب ترجمة شعوره. في عمود عبدالرحمن ابراهيم شعر خالص ، أحلى وأغلى من عقد خالصة الضائع ، وفي " حُرّه " كثير نظم وصناعة ، ومردّ ذلك إلى انه قد عاش التجربة في هدى صادقة عميقة فانسكب انسكاباً:

          قـد  هـــداني  الهــدى  للجمــال

         عن ضلالي فانزال عني الحجابُ 

         الهــدى  وحـدها  هديــلٌ  جميـلٌ

         وحيــــاتي  بــلا هديـــل خـــرابُ

         والأماني أنت الأمــاني العذارى

         والأغــاني أنت الأغاني العِذابُ

أنظر كيف يتنكر الشاعر لقصيدة العمود ، ويستحي ان يرصها صدراً فعجزاً متقابلين ، بل هو إمعاناً في الهروب يجعل لها هيئة عصرية. لِمَ المكابرة؟ إن هذه القصيدة هي وحدها عنوان ديوان عبدالرحمن ابراهيم ، وفيها وحدها بلغ حدود الشعر؛ والتجربة والمعاناة والحرمان تنتج شعراً رائعاً ، فلا حرم الله شاعرنا من الحرمان.

الديوان وجه البيت وعنوان سكانه ، لذلك وجدتنا نفرشه بالجوادر والوسائد من العطب المندوف ، ونبالغ في تزيينه وتبخيره بالبخور اللحجي الذي يطرد الجان ويجلب الدان ، كل ذلك لنفرح ضيفنا فيحس بمقدار فرحتنا بزيارته ، ونحن مزارعون يا صاحبي وخير بضاعتنا على وجه السحّارة.

الشعر عود أوتاره ألفاظه ، يدوزنها الشاعر لتخرج اللحن الذي يود ، والشاعر عازف ملهَم ، وفتّاح آفاق جدد. يلقي الشاعر بهاجسه في وديان المدى فتفيض نوراً ونغماً خالداً.

الشعر جميل في أي شكل جاء ، وعلى أي مقام جرى. أجرى العربي الأول بيت شعره على هيئة مربعته، وإذا جاوزه فإلى (الدكة) ، وما غادر (المردم)، ثم فتحت الهجرة الأندلسية الأولى مجاري هواء جديدة أنعشت الروح حين حلّ العربي دار الموشح ذي الخرجات والشرفات المتنوعة المحاطة بالأغصان والعناقيد والكروم كصنعاه. ثمّ فتح المهجريون آفاقاً رحبة وجددوا وتجددوا ، وصارت لنا في الشعر مدارس واتجاهات.

ليس من شروط الشعر أن يأتي في حلّة النابغة الجعدي إذا استلب ، أو الأمير القيسي إذا شرب ، ولا في هيئة الفرزدق متى غضب. ولا أن يطل علينا في أهاب شكسبير ولا إليوت ولا بودلير ؛ لا اعتبار للشكل إلا بمقدار خدمته للمعنى. لكل عصر لبوسه وبنيانه ، وليس اكره من أن يستجرّ الشاعر معاني القدماء وصورهم.

قال شيخنا:"جميل يبقى الشعر ما حوى النغمة الحالمة ، والمفردة النابضة ، والصورة الناطقة ؛ وعظيم يظل الشاعر ما قيّد الفكرة الشاردة ، وأذاب روحه في أقانيم الطبيعة واتحد ، ورأينا كلماته ــ كما عبرت الشاعرة الفرنسية مدام دي نالشاعر محمد حسين هيثمواي ــ تسير متشابكة متساندة هاتفة كأنها ذوات أفواه متفجرة كالينبوع المتدفق". بلى ، وللمبتدع ينبوع يستقي منه ، وله بصر ينفذ إلى القعر ، وما عشيت عين الهوى من عبدالرحمن ابراهيم بالنظر، فالماء جارٍ على ظهر الحبيل ، وإذا استعار بصر "الهدهد" فذلك لأنهم يزعمون أن الهدهد يرى مجاري الماء تحت أديم الأرض وهو طائر في الهواء. 

والخلاصة أن في أبي "إلزا" حسناً ، في شعوره وفي شعره ، وقديماً قال بشار أن لون الحُسن أحمر .. سلمت يد شوقي ، وعاش ذوق هيثم ■

  نشرت في جريدة (الثقافية) العدد (240) في 29/4/2004 م

-------------------------------------------------------

image أغنية (سألت العين) كلمات: الأمير محسن صالح مهدي، لحن: عبدالله هادي ، غناء عبود زين

المقام (الأصلي) الراست ،  الإيقاع: شرح لحجي ثقيل (سلطاني) 8/4 هاجر+2 مرواس 

14‏/4‏/2011

الشاعر مهدي علي حمدون

1 -  هجرتني  الشاعر مهدي علي حمدون2

كلمات: مهدي علي حمدون ،  لحن: فضل محمد اللحجي ، غناء: فيصل علوي

هجرتني وانا صابر لهجرك /  وبعتني وانا لازلت احبّك 

لازلت أنت ببالي /  وانت مُسامر خيالي

وانت إذا خنت عهدك شرعك حكم ياحبيبي

                   *  *  *

إن شئت توفى بعهدك / منــوه يقــدر يردّك

أرحم متيم ضُني بك / أضحـت حيـاته بيـدك الموسيقار فضل محمد اللحجي

ولا فقل له الصراحة / معروف والا قَبَاحَة 

قُل له إذا خنت عهدك شرعك حكم يا حبيبي

                    *  *  *   

حلفــت مـا حب غيرك / مهمــا  تألمـت  بصبر

بصيــر دايـــم  أسيـرك / كذا أنا قلت في الِّسر

مش قلت لك صون عهدك / تذكر ويدي  بيدّكالمطرب فيصل علوي سعد

وانته إذا خنت عهدك شرعك حَكَمْ يا حبيبي 

                   *  *  *

بعيش  لك  أنت  وحدك /  بنــذر حياتي وعمري

بحــرّم  الحـــب  بعــدك / وأنت  يــا خــل تـدري

تــدري  بــأن  العهـــود /  من  خانها  لا يسود

وانته إذا خنت عهدك شرعك حَكَمْ ياحبيبي

 


2 -  أمرك على الراس

كلمات: مهدي علي حمدون ، لحن: فضل محمد اللحجي ، غناء: رمزي محمد حسين

 

أمرك على الراس يا حبيب أمرك      أمرك إذا كان الجفـا يسرّك الموسيقار فضل محمد اللحجي

صدّقت مـن غشّك عــلي وغــرّك      خلاك تهجـرني وزاد هجرك

إن كان قتلي فــي الهــوى يَسُرّك      لي الفنا وانته يطول عمرك

                                     *  *  *

حبيب   شفّيت   بــيَّ   العــــواذل      لـي سبّبوا ما بيننا المشاكل

وذي دمـوعي ع الخــدود سوايل      تشهد بحبـي والجُسيم نـاحلالمطرب رمزي محمد حسين

إن كان قتلي فــي الهــوى يَسُرّك     لي الفنا وانته يطول عمرك

                                     *  *  *

لما  متى  هجــري ، حسيبك  الله     أيـش ينفعـك قلّي عليك بالله

يوم رحـت تهجـرني يا غــارة الله     واحنـا تعــاهدنا، وبيننـا الله

إن كان قتلي فــي الهــوى يَسُرّك     لي الفنا وانته يطول عمرك

 


3 -  ضناني الشوق

كلمات: مهدي علي حمدون ، لحن: محمد مرشد ناجي ، غناء: محمد عبده الفنان محمد عبده

ضناني الشوق وازدادت شجوني     وكُثـر الدمع قـد حرّق جفـوني 

مـن اللي حبّهــم قلبــي نســوني      ولا  حتـــى  بكلمة  يذكــروني

تناســوني  وانـا  قلبـي  معــاهم      وجافوني  وأنا  قدّس هـواهم

ولا  فكــرت  مرّة  فـي  جفــاهم      ولا  في  حبهـم  خابت  ظنوني

أنـــا  قلبي  عليهـم  كـم  تعــذّب      وفي نـار الهوى يصلى ويتعب

فهل هذا جزاء يا نــاس مَن حب     يكفّـي  بس  تعذيبي، ارحمونيالفنان محمد مرشد ناجي

أبـــات  الليــل  متألــم  وســـاهر   عــديم  النـوم  للأحبــاب  نـاظر

يزورنــي  زيــارة  جبــر  خــاطر    عساهم  من  عذابي  ينقذوني

أمــانة  قــل لهـم  يا ليـــل  عني     وخبّـرهــم بأشجـاني وحــزني

وأسألهــم  بمـا  قــد صــار مني     وشو أسباب هجري يهجروني

 

الشاعر: مهدي علي حمدون ( 1936 ــ 1975 ). من مواليد قرية (الوهط) مديرية تُبَن محافظة لحج في 1936م. عمل مدرساً في ابتدائية الوهط ، ثم في المعهد الإسلامي بعدن .. وكان صحفياً وشاعراً غنائياً. توفي في مدينة دار سعد / عدن في 1975م. جُمعت أشعاره ونشرت في ديوان بعنوان:"ضناني الشوق".

_________________________

imageأغنية ( هجرتني ) كلمات: مهدي علي حمدون، لحن وغناء: فضل محمد اللحجي

أغنية(أمرك على الراس)كلمات: مهدي علي حمدون، لحن: فضل محمد اللحجي، غناء: رمزي محمد حسين

13‏/4‏/2011

تحاواني

كلمات: خالد فضل محسن الحوت        لجن وغناء: عبود زين

 

تحاواني أنا فدوك من الحيرة /  التي كادت تؤرقنيالشاعر الحوت

تلافــاني إلـى جـوّك وتأثيــره /  أنـا اترجـك تنقذني

تحاواني ، تحاوى قلب آهاته ملا دفتر

تلافاني، تلافى دمع خـلا حالتي أخطر

تحاواني بــلا تأخير

تلافاني بسرعه طير

وعاد اليأس ما جاني / أنا فدوك تحاواني

*   *   *

تحاواني ، أنا مارود يا تختر / وحـالي  حـال

تلافاني ، أنا مشدود بك أكثر / وصبري طال

تحاواني ، تحاوى روح ما تقدر على الحرمان

تلافـاني ، تلافـى جـروح أحيـت داخلـي بركـانعبود خواجه

تحاواني قتلني الشوق

تلافـانـي وفـك الطـوق

كفــى لا تزيـد أحـزاني / أنا فدوك تحاواني

*   *   *

تحاواني أنا بهلك / محاصر بين جسر الشك والأوهام

تلافـاني وكلّي لك / وملّي عين  تمسي ليليه  في  زام

تحاواني، تحاوى جسم يتهاوى  /  خلاص ما عاد شي يقدر

تلافـاني، تلافـى عظم ما يقـوى  /  ودوبــه  بـالألـــم  يشعر

تحاواني قتلني الشوق

تلافاني  وعلـــّي فوق

كفى ما البعد أضناني / أنا فدوك تحاواني

_____________________

المرفقات:

imageأغنية ( تحاواني ) كلمات: خالد الحوت ، لحن وغناء: عبود زين

4‏/4‏/2011

رمزي .. ربّ غفّار واحنا منّها با نولّي

الفنان رمزي محمد حسين لرمزي صوت حلو ، فيه شجو وتطريب ، ويحفّ به عنفوان عجيب ، وفيه سلطنة و"جهورية" أندلسية تُذَكِّر بذاك الزمن العربي الجميل في الصقع الغربي الريّان. وفي صوت رمزي وضوح كبير ، ومدّ وامتداد مفرح حدّ أنك تسمع بوضوح حالي آخر حرف في البيت مهما كان طوله، وهذه ميزة أشهد أني ما وجدتها عند أحد من مطربينا المحليين.

ورمزي عازف عود ماهر لا تشبع من عزفه المتجدّد المتنوّع المبدع ، يرغم أذنك على تتبّعه والتقاطه من بين الآلات الأخرى ، ويستحوذ على سمعك وشعورك ، ويجبرك على شكره. وتصاحبه إيقاعات تنمّ عن حذق ضاربوها وإبداعهم ، إنهم في الحقيقة يدهشوك بجديد ضربهم وبذوقهم الرفيع. وابننا موهوب ويؤدي الألوان اللحجية والصنعانية والحضرمية بإطراب واقتدار.

ولكن هذا الجمال الأنيق لا يخلو من قبيح فمن مآخذنا عليه: قراءته الخاطئة للنصوص المغناة مثل "ارحم قُليب المولّع بحق طه ومحمود" والصحيح "أغفر ذنوب المولع" فالاستعانة والشفاعة، طلباً للمغفرة ، تكون (بالحبيب) وليس بالحبيبة، ومثال غنائه: " والله ما فرقته وانا به ذري" بالذال وأصلها بالزين: "زري" أي متفاخر؛ أو قوله: (لا تَرضَى بنا عاذلي) والصحيح (لا تُرضِي)، أو (خلي في عناده ضل الساحري) والصحيح (السامري) وهو تضمين لقصة السامري والعجل وضلاله لبني إسرائيل؛ وهكذا أخطاء تدل على أن المغني لا يفقه مغناه.

ويبدأ رمزي معظم أغانيه بالدان أو الموال غير مدرك أن الدان لا يصلح مدخلاً لكل أغنية، وأنه لا يجوز التمويل بمطالع كل الأغاني. فالدان هو مقطع شعري يحمل فكرة معينة هي غير فكرة الأغنية وجمعهما في مقام واحد ومقاربتهما في معنى واحد يتطلب خبرة عالية بالمقامات الموسيقية وروح نقدية عالمة بأسرار القصيد.

أبوبكر عدّس ويغمط رمزي الكورس حقه ، مع أن للكورس معناه وغايته. يمثل الكورس محطة تجديدية للمستمع ، ويحمل سر القصيدة /الأغنية إذ هو ملخص مركز للفكرة الرئيسية للأغنية ، وله فائدته للمغني باعتباره فترة استراحة يلتقط فيها المغني أنفاسه ليقدر أن يؤدي المقطع الذي يلي بنفس القوة والجمال ، وإجمالاً لغناء الكورس لذته الخاصة به، حتى لصوت ذاك الكورس الصارخ بطريقة حضرمية : (هيه) أو (طيّب) حلاوتها.

مقدمات الأغاني جيدة جداً غير أن لزمات الأغاني غير متقنة وخاصة من عازف الأورغ ـ رحم الله الأستاذ أبوبكر عدّس الذي كان يدرك الربع تون ، ويراعي اللزمات ويشدد على حفظها وإتقانها.

أما ترتيب الأغاني في الكاسيت يجرح الذوق السليم ؛ فالانتقال من أغنية لأخرى يتطلب حذقاً وخبرة ، ذلك أن أخذ وجدان المستمع والتنقل به من حالة لأخرى ومن مقام موسيقي لآخر، ومن معنى إلى معنى ينبغي أن يحدث في هارمونية نغمية محسوبة ، وبسلاسة في تتابع المعاني والأفكار للفوز بأذن المستمع وبخاطره.

أما عنوان الكاسيت " الزمن غدار" فلا يعبر إطلاقاً عن محتواه العام وان احتوى على أغنية بهذا العنوان؛ ولا نفع منه حتى من الوجهة التجارية ؛ وكان أجمل وأحلى ما يعبر عن معاني أغاني هذا الكاسيت هو :" ربّ غفّار واحنا منّها بانولّي". في هذه العبارة تلخيص مركز لإيمان الشاعر العميق بآخرته ووعي متين بدنياه ، ووسطيه مطلوبة. وأحسب أن النص للشاعر للمرحوم الدبا ، اسمعه يقول:

خذت دورة على شاطـى البريقا بخلّي / جيـت بـسـبـح  ولكـني  لقيتـه مملّـي

قال خَلِّـي مكانك ، حـط وانــزل محلي / هاهنا الناس حد يمسي وحد بايظلي

ملتقـى كل عاشـق أو من الحـب مبلي / والطبيعة جميلة وانت شلّيت عقلي

قلـت يا ليـل شعشع بدر نور المهلي / حان جني الحـلا من حـاليــة بانحلّـي

جَني لَ الصبح وان أذن غبش با نصلي/ رب غفّــار ، واحنا منهـا با نـولّي

لحن الأغنية عجيب ، ترى فيه بحر عدن وريح الحسوة وصدق العقربي، وكان رمزي في أدائها رائعاً كطبع بئر أحمد ، رائقاً كماء (اللبخة)، شافياً كدوش العقارب .

مؤخراً شاهدت رمزي يغني ( ما بنساك ) فوجدته مطرباً بارعاً قد اشتد "عوده " يستحوذ على مشاعر مشاهديه ويدخلهم هالة نغمه مسرورين مشدوهين.  وفي أغنية (يا الله اليوم سألك) ، وهي لناصر بن عمر بن عاطف جابر اليافعي ، وجدت رمزي سلطان طرب حقيقي. لقد جعلني أحس بهوى يافع يلفع فؤادي؛ وكنت سمعتها قبله من مطربين آخرين لكني ما تذوقتها إلا من إبن محمد حسين ـ عافاه:

            قـــال (أبو ناصر) أن العشق داهـي وغلاب  *   إنمـــا حسبي الله

            من هوى الزين يصبر لو رقد فوق مزراب   *  قـــال ذي جنة الله      

            قلت : يا خــل  أيش ذي  علّمك  بالتخضّاب   *  قــال  علمني  الله

            قلت :  يـا خــل  بـا شم  عـرفك  والاطيـاب   *  قال روح لك على الله 

إن صوت رمزي ثروة ينبغي الاستفادة منها لتطوير الأغنية. هو مطرب موهوب ، في أدائه سلطنة وشجى لذيذ. لقد جمع بين البحروالرمل: إحساء الشعر وأوتاره ، ورمل البحر ومزماره ؛ وفي مقلوب (رمزي) ما يذكّر بالنشيد الأول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  imageأغنية (يا الله اليوم سألك يا كريماني) كلمات: ناصر عمر بن عاطف اليافعي،غناء: رمزي محمد

      أغنية ( با تحمّم على شاطئ البحيرة) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان، غناء: رمزي م حسين 

     رابط أغنية (يقولون لي سيبه) بصوت رمزي

http://www.4shared.com/audio/-6yU-6oP/___online.html

أخاف منك عليك

    كلمات: صالح نصيب ،  لحن : فضل محمد اللحجي ، غناء: عبود زينالأديبة صفية محمد علي فانوسة - Vanessa

هذه القصيدة نظمها الشاعر نصيب في الأديبة الشاعرة صفية محمد علي الفانوس (فانوسة) وكانت صاحبة أول صالون أدبي بعدن. وصورتها المرفقة  نشرت بصحيفة “فتاة الجزيرة” في لقاء أدبي معها في يوليو 1964، السنة السادسة، العدد 65

              أخاف والخوف منك  /  أخـاف منّـك عليـك

               أخاف يغريك حسنك  /  وتحسب أنك مليك

على ذوات الحسن ربّات الخصال  /  أو أنت معبود عشاق الجمال

                       وتحسب أن الكل لا شيء لديك

  

صحيح أنك جميل حالي جمالك وفاتن  /  وأنّ مثلك قليل يحوز هذي المحاسن الشاعر صالح نصيب

        أنت من جيدك صنع جيد الغزال  /  أنت من لحنك ترانيم الهزار

                             والمها عيناه من بعض عينيك

 

مادام ربي كساك هذي الصفات الجميلة  /  وفضّلك عـن سـواك أرعَ لربي جميله

ارعاه في العاشقين اللي سحرهم جمالك  /  ولاّ مع الصابرين اللي مناهم وصالك

                                  أرحم قلوباً ذوّبتها مقلتاك

 

أنت مهما كنت مهما كان حسنك يا ظلوم  /  لا تظن الحُسن هذا طول عمره با يدوالموسيقار فضل محمد اللحجيم

         شوف هذا الحُسن حالي في ربيعه  /   إنما لابــد مـا يظهـر قبيحه

                                يوم ما يبلغ خريف العمر فيك

 

                                           

 وللأديبة صفية محمد علي (فانوسة) ، على ريحة (الزحلة اللبناني) ، أغنية" تحدى الحب يا ويله" لحنهاالفنان والملحن سعودي أحمد صالح سعودي تفاحة وغناها عبدالكريم توفيق:

                 تحـدى الحب يا ويله / نسـي كل اللـي كـان

                وقال لي ما مضى ولّى / نسـي ذاك الحنـان

                 نسيني، بس يـا ويله / خدعني من لقا ليله

                                 وأقسم لي وخان

وقد غناها أول الأمر مهدي درويش على مسرح (البادري) بكريتر في العام 1964 فأجازته الشاعرة راديو ترانزستور، وكانت الحفلة لصالح سفر الشاعر محمود السلامي إلى بيروت - لبنان حيث قابل الفنانة هيام يونس وغنت له أغنيتها الشهيرة:" على شانه على شانه". وسنعرض لهذا الأمر تفصيلاً في قابل.

 

_________________________________

المرفقات:

image

 أغنية ( أخاف والخوف منك ) ، كلمات: صالح نصيب ، لحن: فضل محمد اللحجي ، غناء: عبود زين