شريط

29‏/7‏/2014

طرب لحجي: مني مسا الخير شُلّهْ واشْهِرَه

كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: فضل محمد اللحجي

المقام: الراست على النوى ، الإيقاع: يافعي ضرب جديد

image

--_thumb8

السلطان عبدالكريم فضل2بقلوب غُلف كسّر الأتراك الجلف مجامر لحج فأحرق العبادلة البخور في شِقَاف الأباريق. جاءوا من الهند بالغروس، وآخوا ما بين التفاح اللبناني والعنب الهندي، وأعجبتهم العمامة الهندية فاتخذوها شعاراً وملبساً. رأوا الهنود يرقّصون بالنغم الثعابين، فتعاهدوا على أن يرقّصوا البشر والشجر والحجر؛ فجادت قريحة الأمير عبدوه عبدالكريم بـ" مرقّصة الحجر، ومركّزة الشعر".

لقد عرفنا القمندان مزارعاً في ثوب أمير. يعشق بلدته لحج حد الشعر. وجد في أرضها الخصبة، وفي تراثها الثر تعويضاً حقيقياً لتيتّمه المبكر؛ فأراد بحس الرعوي العاشق أن يجعل منها مركز ثقافة، ومنجم جمال وطرب بمعونة شقيقه (محسن). وتكفّل أخوهما السلطان عبدالكريم بجعلها قبلة لباقي سلطنات ومشيخات الجنوب ، فكوّن بها جيشاً نظامياً "ما أكثره"، وكانت له كلمة مسموعة يعززها التاج الشاعر الأمير أحمد فضل العبدلي القمندانالبريطاني .. أراد استكمال المنعة للحج فاستخرج من مكنوناتها شعراً وخضرة، واعتجن تراثها بروحه الحالمة فقدم لنا عصائر ما تزال تدور على أفواه الشاربين على سعادة وغبطة. لقد دفعه عشقه المجنون إلى الافتخار والمفاخرة بفنه وبصنعته، فكان البائع والدلاّل.

كلّفه عمه السلطان أحمد فضل ـــ قبل دخول الأتراك لحج، ثم أخوه السلطان عبدالكريم بعد خروجهم منها ـ كلفاه بقيادة الجيش النظامي الوليد للسلطنة ..وتفرّغ "أمير اللواء" لتطوير الجيش العبدلي؛ فاستورد له السلاح والذخيرة : الكمنجات بأقواسها، والأعواد بأوتارها، والإيقاعات والدفوف والقشاقش.. ولا عجب ، فالهوى ما زال يطارده ؛ وهذا هو يشكو مُصَابَه:

آح يا بوي من ذا الهوى* لا يحـــــــــاذر ولا له دوا

صاب حتى (أمير اللوا)* وين بشكي من اللي جرى

حـرّق القلب حرّ النوى * كيف ودّف ، وكيف اكتوى

imageimageما تجي شي المحبة سوا * كـــم متيّـم مسى يعتري

وغدا المحارب اللحجي تحت قيادة القمندان مطرباً. أعلن الأمير الحرب، وأطلق الصفارة إيذاناً بالهجوم؛ فتقدمت فرق الطرب تحت راية الهوى إلى ساح المعركة، لتنازل فيروسات الجهل التي أصابت العقول، والميكروبات التي تمكّنت من النفوس. ودارت معركة حامية الوطيس خرج منها الجيش القمنداني منتصراً يعزف السلام العبدلي، ويُسْمِع الأديب الزائر أمين الريحاني النشيد الأمريكي.

شارع الحوطة في الخمسينات2

 

عبدالله درويش شيخ العزيبة لحج2الشيخ علي عبداللطيف البانمني مسا الخير شلّه واشْهِرَهْ * على يمينك ونحــــو الميسرة

من الحسيني الذي نتخيّره * أما بُــــــكُر أو غَـــــــرِبْ ولاّ ذُرَه

من البساتين خضراء مثمرة * وقمري البان يسجع ما اخيَرَه

والزين سرّى فـــــؤادي صدّره * قل للذي في (صَبِرْ والعنبرة)

محمود السلامي يستقبل علي عبدالكريمغارة معي بالجيوش المُكْبِرة * ما نعـــذره ، هاشني ما نعذره

عَزَبْ وسلاّمي ومولى المَنصَرة * يافع من الموفجة متحذّره

وعاد خـــالي جبـــل ياما اكبره * وأنته تخبّر على بن هرهرة

(ناصر) دخل حضرموت بعسكره * وحــــارب البغي لمّا دمّره

رَسَا ليــــــــافع بها مستعمرة * ياما قبــــــــائل وسطها تذكره

 

الندوة اللحجية3

 

مسجد الدولة بالحوطةمسجد الدولة بالحوطة لحجوعاد بو فضل وفّى القاصرة * في لحج ذا صدق ما هو ثرثرة

ذي سا مزيكة تبلبــل ساحرة * وجيش ضافي نظامي ما اكثرة

والكهرباء دوب تمسي مقمرة * وسا مساجـد عظيمة عـامرة

.وسا شجر ظلّ دايــــم مزهرة * ممدود طول الطرق متقاطرة

وسا مدارس بنـــــوها تشكره * تلقي الخطب والقبايل حاضرةimage

والناس من (مَيْفَعَة لى مَشْوَرَة) * تطيع أمره ، تروزه تشْبرَه

يشهد له الجـــود شلْ ما قدّره * من الذهــب ذي تعــــوّد ينثره

تشهــد له الناس فيمــا دبّـــره * ودولة الهنـــــد لمّا (لَـنــدره)

ــــــــــــــــــــــــ

المفردات: الحسيني: البستان المشهور. بُكُر وغِرْب وذرة: ثلاثة أنواع من الحبوب. صبر والعنبرة: قريتان في لحج فيهما مساكن قبيلة العزّيبة وفي (العنبرة) يقع قصر شيخهم عبدالله درويش. عزب وسلامي ومولى المنصرة: ثلاث قبائل لحجية هي: العزيبي في (صبر) والسلامي في (المجحفة) وشيخ قرية (دار المناصرة). الموفجة: قرية وجبل في يافع. ناصر: هو ناصر بن صالح بن أحمد هرهره سلطان يافع العليا وهو خال الشاعر القمندان. بو فضل: كنية السلطان عبدالكريم فضل أخ القمندان.  تروزه: توزن ثقله. تشْبره: تقيس طوله ومداه. سا: عمل، أقام. لندرة: لندن.

القمندان تلوين باشماخالشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.

ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في  أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).

فضل محمد اللحجي (ت ع شماخالمطرب: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة  عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وله ( يا الله درك غارة) وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

imageأغنية (مسا الخير شله واشهره) كلمات ولحن: الأمير القمندان ، غناء: فضل محمد اللحجي 118

imageأغنية ( مسا الخير شله واشهره ) كلمات ولحن: الأمير القمندان ، غناء : فضل ميزر

يا شاكي غرامك : كلمات محسن الملس، لحن: محمد سعد صنعاني ، غناء: فضل ميزر:

17‏/7‏/2014

صوت من عدن: الوداع يا رمضان

كلمات: ؟  ، لحن وإنشاد: محمد باسويد

image

 

سالم بامدهفرمضان يا رمضان * الوداع يا رمضان

أنت شهرٌ في قدومك كلنا بات سعيدْ

ووداعك كان بشرى للقاء يوم جديد

في قدومك كان عيدْ * ووداعكَ فيه عيد

خصّك الله بعيدين الوداع يا رمضان

*  *  *

مسجد الدولة بالحوطة لحجرمضان البرّ والإحسان يا شهر الزكاة

يا دليلَ الخيرعود بالخير يا شهر الحياة

عُد لنا يا رمضان * بلياليك الحسان

عد إلينا بالجميل والهناء يا رمضان

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الشاعر: 

imageالمغني: محمد بن محمد باسويد ( 1929 ــ ؟). ولد في مدينة الشيخ عثمان /عدن في 7 يوليو 1929م. كان والده أحد نظام الزامل في الأعراس والمناسبات. عمل باسويد صبّاغاً التي اشتهرت بها مدينة الشيخ عثمان. كان مرتلاً للأناشيد الدينية ومؤذناً رخيم الصوت، ومغنياً جاداً ومجيداً. من أغانيه:( يا هابوي من نظرة) وهي من لحنه ، ومن شعر القمندان (وا بو زيد) ، ولعبدالله هادي سبيت غنى:( أمان يا أجفان) و( ليه الجفاء ما شان) و(يالله بساعة هنية)، ومن اللون الصنعاني:( أحبة ربى صنعاء)، (يا من يغير البدر في تمامه).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

imageنشيد ( الوداع يا رمضان) كلمات:  ، لحن وإنشاد: محمد باسويد

imageنشيد ( ألا يا الله بنظرة ) نظم: الإمام السيد عبدالله بن علوي الحداد، إنشاد: أحمد الهاجري

16‏/7‏/2014

طرب لحجي: دامت الفرحة ودام الأُنس دام

كلمات: الأمير صالح مهدي عولقي ، لحن: محمد سعد صنعاني، غناء: فضل كُرَيدي

منظر من لحج

 

المطرب فضل كريدي4قــــد تلاقينـا وعشنـا فـي انسجام

في ليالـي النـور من عهد السلام

نوّرت مـن بعـــــــدما كـان الظلام

دامت الفرحـه، ودام الأُنــس دام

* * *الملحن محمد سعد صنعاني_thumb[15]

جاء مُنى نفسي وطــارحني الغرام

جـاء زين الوجه منســـوع القوام

فـتـبـادلـنـا علــى الــود الكـــــــلام

دامت الفرحـه ، ودام الأُنــس دام

الحطاب عازف الكمان_thumb[13]* * *

وأتــى الســاقي بأقـــــداح المُـدام

خمرةٌ من ريقهـــا تشفـي السُّقـام

ما علـى العشـاق في هــــذا ملام

دامت الفرحـه ، ودام الأُنــس دام

* * *

يــا تهانـينــا علـــى نيـــــل المرام

في لقا اليعسوب ذي به القلب هاممحمد كريدي وحيدره برقش في الفرقة النحاسية2_thumb[16]

يا نعيـــم الروح في مســك الختام

دامت الفرحـه ، ودام الأُنــس دام

 

ـــــــــــــــــــــ

الشاعر: الأمير صالح مهدي العولقي. من حارة (وحيدة) بالحوطة ـ لحج. شاعر لحجي غنائي رقيق. وهو غير الشاعر الأمير صالح مهدي العبدلي صاحب ديوان (على الحسيني سلام). يتميز العولقي بمخاطبته المرأة بلهجتها التي تدركها كل الإدراك فيطعم قصيده بألفاظ نسائية مثال:( آبه ، وهكّه)، كما تجد ألفاظاً بدوية تشير إلى أصله فهو من بلاد العوالق في شبوة ومن سكان لحج؛ وقد منحه السلطان فضل عبدالكريم لقب أمير فنودي بهذا اللقب. من أغانيه: (آبه يا مهلا) لحنها صلاح كرد وغناها يسلم حسن صالح.

محمد سعد صنعاني_thumb[5]الملحن: محمد سعد صنعاني ( 1920 ـ 1991 ). ولد في مدينة الحوطة بلحج في أسرة فنية. اشتغل معلماً في المدرسة المحسنية بالحوطة، ثم مدرساً للموسيقى بإدارة الثقافة بلحج بعد أن درس أصول علم الموسيقي بالمراسلة مع (معهد عرابي) بمصر نال بها شهادة تفوق. هو شاعر ومغني وملحن وعازف ورائد في وضع المقدمات الموسيقية للأغاني، وحذف ربع التون .. صوت محمد سعد شجي عذب وألحانه متميزة تنحو بالأغنية اليمنية عامة واللون اللحجي بشكل خاص نحو التجديد. من اشهر ألحانه: (بالعيون السود) للشاعر عبد الخالق مفتاح ، و(لوعتي) التي تفرد في أدائها عبدالكريم توفيق،(جاهل زين)،(يا نجوم الليل)، (يا اللي وعدت القلب) و (هاتها بالله هات) و(يا شاكي غرامك). وهو شاعر مرهف ينحو لفظه نحو الفصيح؛ ومن قصائده المغناة: (بكشفه للثام)،(مع النسنوس والبردة) غناها القبيح،(قل للذي أمسى بلحظه آسرى)، (يا صباح الرضا يا حبيبي)، (قل للذي أمسى بلحظة آمري)، (طلع الفجر الجديد)،(مسكنك قلبي دلا به) لإبن الفارض و (ردد التغريد).. توفي يوم عيد الأضحى 22 يونيو 1991م في حوطة لحج. نشرنا عنه مقالة: (الصنعاني.. فم الطرب).

المطرب اللحجي فضل كريدي_thumb[7]المطرب: فضل محمد كريدي (1943 ــ ..) ولد في حوطة لحج في أسرة فنية فوالده كان موسيقياً في الفرقة النحاسية للسلطنة العبدلية ، وأخوه الفنان المعروف حسن كريدي وأخته (فطوم) مطربة غنت وهي صغيرة ولها تسجيلات منها أغنية (ياللي على البير تبرح) من شعر فيصل عباد . بدأ فضل حياته الفنية صغيراً عام 1959م. وكانت أولى أغانيه: (إنه الوجه الجديد) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح كرد ترحيباً بانضمامه للندوة الموسيقية اللحجية، ومن أغنياته: (والنبي ما بفرق الزين) للقمندان وسجلها لإذاعة عدن، (يا نادي بعادي) شعر سالم زين عدس ولحن صلاح كرد، و(دامت الفرحة) من شعر الأمير صالح مهدي ولحن محمد سعد صنعاني وغنى في1968 رائعة علي عوض مغلس (يكفي أشوفك من بعيد) التي وضع الكريدي لحنها، وغنى من شعر الحميقاني (مش مشكلة) وللحجيري (على ميعاد) ، وغنى لآخرين ومازال مواصلاً عطاءه حتى اليوم. فضل عازف عود بدّاع ماهر وفي عزفه صفاء عجيب لذيذ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

image_thumb[23]أغنية ( أنا مجروح ) كلمات: السيد صالح شهاب اللبن ، لحن وغناء: فيصل علوي

image_thumb[36]أغنية (دامت الفرحة) كلمات: الأمير صالح مهدي ، لحن: محمد سعد صنعاني، غناء: فضل كريدي

14‏/7‏/2014

صائم الدهر .. فاطر

السيد شهاب اللبنالفقيد الشاعر السيد صالح شهاب (اللبن) حمراوي ، والحمراوي مرح فطرة، له حِدّة في الطبع، يخلط الجدّ بالهزل ؛ إذا تحدث فثلثي جملته هزلٌ وباقيها جد ، وهو في ذلك نسخة مكررة من الدكتور حيدره ـــ رحمهما الله. وهو شهابي، والشهابيون سادة وعلماء وأمراء وشهداء حيث حلّوا. خرج نفرٌ منهم في غابر الزمان إلى الشام واستوطنوا لبنان فكانوا بها أمراء ورجال فكر، نذكر منهم الأمير حيدر الشهابي من مؤرخي القرن الثامن عشر،عاش بقرية (شملان) ودُفنَ بكفر (الشيمه) بلبنان ، وهو صاحب كتاب: " نزهة الزمان في تاريخ جبل لبنان"..

اللحجي هو هو من ألف ألف عام، إما آكلاً للمرار كالشاعرين الأميرين القيسي والعبدلي ، أو صائماً الدهر كالسيد شهاب، كذلك خلقه الله ولا تبديل لمشيئته. وهو عامل نشيط بعقله وبجنبه. فقيدنا مثلاً عمل مع السلطان الحوشبي ، فموظفاً بالإنعاش الزراعي بلحج ، ثم انتقل إلى عدن فعمل لدن أحد تجّارها بمحلّ لبيع المسجلات في النهار ، ومديراً لمخبز في الليل. دخل (اللبن) عدنَ فربح ياء إلى اسمه (اللبني)، ثم عمل موظفاً في الهيئة العامة للسينما مديراً لسينما بلقيس، وتنقل بين غالبية دور السينما في عدن ولحج. عمل بما فيه تغذية للعقل والجسم : صورة وروتي.. وقد تعلّم من تطوافه في البلدات وتنقّله في الوظائف أن " حيثما المحبوب ساكن دوب يحلى لي السكون " ، أغنيته الأولى التي غناها (شاكر) عام 1958.

د. حيدره عوض ناصر2ما كان لي حظ لأتعرّف على اللبن ، فقط شاهدت قفا الرجل قبل وفاته بأيام في مخدرة ببئر احمد ، ولكني أزعم أني عرفت وجهه من غنائياته ومما ترك من مزحات نظمية طريفة ، وما سمعت عنه من ذكر طيب من حبيبه لرضي.

عندما تقرأ قصيدة لهذا الشهاب تتفلّت منك فلا تظفر بعد الفراغ منها بشيء . إنه عَجُول غير صَبور، لا يعمل الفكر فيما يكتب، يريد أن يقول كل شيء دفعة واحدة فتضيق به الدرب. بحثت عن شيء أشبه الشاعر به فما وجدت غير الشهاب. نعم ، إنه شهاب. والشهاب في تعريفه قطعة صلبة من المادة الكونية تدخل الغلاف الجوي للأرض بسرعة كبيرة فتحترق بسبب الاحتكاك الشديد وتفنى في الفضاء ، ولكن إذا كانت سرعته بطيئة وصلت أجزاء منه إلى الأرض وسميت نيزك ـ وقلّما سار شهابنا بطيئاً ، وفي هذا القليل نجد عنده شعراً وهو ما سنعرض له.

في (أنا مجروح)، الأغنية التي اشتهر بها بعدما نشرها صوت فيصل علوي إلى أصقاع كثيرة،  يشكو هجر المحبوب ويعلن على الناس أساه وجرحه:

المطرب فيصل علوي6       أنا مجـروح يـا عالم  /  وجرحي من أعـز الناس

       وجارح مهجتي ظالم  /  بلا  رحمة  ولا  إحساس

       حَرمنــي خـدّه الناعم  /  حرمنـــي  قـدّه   الميّـاس

       تركني في ضنى دايم  /  أسير الحيرة والوسواس

مات اللبن ولم يُشْفَ من صوبه. مات وفي نفسه جرح من الأهل والأصحاب ، لكنه لم يعدم حضن الحبيبة الدافئ الذي فيه يلقي برأسه فينعم بالأمان والسلام ـ احتاج له في محنته فقال:

       نفسي الجريحة ما شفت من صوبها  /   كم  لي ونـا دوّر عن الصدر الحنون     

       يـا ليت  نفســي با تجـــد محـبـــوبها  /   يكفــــي بأنـه  دوب  للعشرة  يصون

لا يحفل (أبو بدر) بالمجاز ولا يُعَوِّل على البيان والبديع ، وإنما نظمه إنشاء معناه مقرون بلفظه وغالباً لا يتعداه إلى معان أخرى. لا تجنيس عنده ولا استعارة ولا تورية ولا تضمين مقصود، بل نظم يجري عفو الخاطر ، بسيط ومباشر كصاحبه ، وفيه صدق كثير :

       القبيلة عوجا ، عَجـِيْ تِركوبها / واعجى من الباروت غِمَّـاز العيون

       القبيلة لو ما درسـت  اسلوبها / عندك (عمر)  تلقى معه منها فنون

       حيّـــا رجال الصدق حيّا دروبها / اللي  تعـزّ الـناس ما ترضى تهون

       والذكـرى با تفضـل معانا دوبها /  ذِكْر الحبايب عندنا غــالـي زَبـون

إني أشعر بحرقة الرجل ـ برّد الله ثراه ، وأوافقه ، بل وأزعم أن بقلوب بعضنا من الكره والبغض والخبث ما لم يُحْشَ به قلبُ ( ثَبَر )!كانت له تحفظات وملاحظات على صداقات صفيّه (عمر لرضي)، فلما لم يمتثل الصديق للنصيحة صبّ على رأس الصديق شهباً  حامية:

       لست أدري أيش ذي أبلـى عمر   /    دائماً يهـوى  المقايــل  والسمر

       ربـمـا  قــد  كان عـاشق  بالنظر   /   ربـمــا قــد هــــام في خبت البقر

كنا فتشنا عن صورة شعرية فلقيناها هنا. هي صورة عجيبة للصديق (الشاعر) الذي قد هام في خبت البقر. هيام الشاعر في الصحراء لا يكون إلا بفعل الغرام ، ولكن المهجو "عاشق بالنظر"، وهو سلوك بدوي معروف : " باشوف بالعين ما با شل شي في ثباني"، لقد أثر المحيط على سلوك عمر .

أخطل الحمراء سليط اللسان لا يتورّع عن ذكر مهجويه بأسمائهم ، ويحشو القصيدة الواحدة بعدد منهم يقول:

      (فضل العمودي) يفكّر أنـي له محتاج * واحوش حق الدجاج * كفاك فوضى وإزعاج

لقد أفلح (أبو أشجان) في اختيار الروي والقافية، وحلوة هذه الاستعارة في "واحوش حق الدجاج" ، فيها تهكم مُرّ. على ما في أبي (رؤوف) من طول في اللسان، وحِدّة في الطبع، وتطرّف في الظرف والهــزل، كان ، رحمه الله ، رقيق القلب ، نقي السريرة ، عاطفياً ودوداً ، وصديقاً صدوقاً. في إحدى المرات خاطب صديقه:

       وطبعـي لم يغيّره (الزمانا)  /  لو أذُبْ شوقاً ووجداً وحنانا الحبيب عمر لرضي

فأجابه الصديق:

       إذا سألـوك عني ذات يومٍ  /  فقُلْ هـذا الذي للعهدِ صانَ

كلاهما مخلص لصاحبه على ما بين لغة الرجلين من مراح

في قصيدته " حياة المزارع" يوصف الشاعر متاعب المزارع اللحجي وما يلاقيه من مشاق. ويتدرج في رسم حالة المزارع البائس الذي جفّت حياته بيباس أرض عمله فهو (مترعوي) . إذا دفّر الوادي ابتدأت متاعبه :

       إذا جا المايْ لا عنـده نَقص منّه نصيفْ  *  يفكّر هل يِحِر الطين أو يِسْحَف سَحيفْ

                             وكم يجريْ وكم ينهَفْ  /  وكم يتعبْ وكم يِزْحَف

       وكم شلنات يتسلّفْ من التاجر(سَطيح)  *  إذا سقّى مزارعنــا يقولـوا له استريح

منظر من لحج

المرح في اللبن طبع متأصّل ، وقد ساعدته هذه الميزة على رسم حال المزارع الغلبان فجلبت له تعاطف الغير ، وحقّرت ضمناً مضطهديه. جميل قوله " نقص منّه نصيف" فهي تورية تحمل معنيين معاً ظاهرها أن عمر المزارع ينقص إلى النصف، وباطنها أن هذا السيل الذي يمنون به عليه لا يصله منه إلا النصف فقد أخذ السلطان نصفاً لري أرضه لذلك استحق التخفيف: (ماي) وليس (ماء). والأجمل تسكين القافية التي تشي بمقدار تعب المزارع وإجهاده المُعَبَّر عنها بياء المد في حرف الروي .. و(اللبن) ابن الوادي الصغير، يدرك معنى المفردة الزراعية فالحر غير الحرث والسحيف غير الدحيف، وهو يعلم ما ينبغي دفعه لإصلاح المعقم وأجرة (شيخ العُبَر) (الجرّة):

وان جا يـوم ما يحصـد يسدّدها حلوق * ويدفـع فَرقْ ذا المَعقَم، وذا حقّ النّشوق

                       وذا للشيخ والجرّةْ  /  وهذا قيمة البذرةْ

وللمالك دفع سهمه، وشَلْ منّه صحيح *  إذا سقّى مزارعنـا يقولـوا له استريح

كل كلمة في هذا المقطع فيها شعر: الكناية العذبة في "يسددها حلوق" التي رسمت لنا صغار المزارع في فاقة فاغرين الحناجر وليس الأفواه ، وكناية ثانية في "حق النشوق" وهو ما يدفعه كبقشيش تحفيزاً لمن يعاونونه ويعملون بأجورهم معه، وثالثة في (الشيخ والجرّة). وهذا المزارع يدفع للمالك سهمه نقداً ويأخذ منه وصلاً بإمضائه .

الهجاء بالصور فنّ يتطلب عين حادة قادرة على التقاط الجزئيات، وأبو هذا الفن الثالوث الأنجس الأموي، وكان زعيمه في لحج شيخنا مسرور مبروك ثم عبدالخالق مفتاح. يحضرني لمفتاح قوله في وصف (المولد):

        واللي مسك بيرق الكسوة  /  ويرش مـاء ورد من دَلْوَه

        لكــل  وافـــد  بـــلا  دعوه  /  ويعطّروا الناس بالمـزّاق

وهذا المزارع مثال الوفاء يسدد ديونه لصاحب الدكان والشارح والبتول، ولا ينسى أن يحتفل بكساء الحبيبة؛ فالذي جناه من كل هذا الجهد ليلة مع الحنون: الفنان محمد علي الدباشي4

وهَبْ لـ (لثعلبي) عاني وسلّم ما يقولْ * وسلّم أجـرة الشارح ، ويدفـع للبتول    

                  وكسوة جاب للمضنون /  وجاب الفل والحنّونْ

ويبقى دايـماً مديـون لَ العـام المليح! * إذا سقّى مزارعنا يقولوا له استريح

وقد نجح الشاعر في ثلاث: في توزيع الأشطار وتنويع القافية وتلوين الروي وهذه من متطلبات الأغنية. غناها الفنان (الدباشي) في مخادر لحج فسرت في الناس ولقي المزارعون فيها نصيراً .

نظم اللبن كذلك في الدان اللحجي وأفرغ خبرته في الحب والحياة على الطريقة المحلتية. يقول:

       إن كان معك مال أهلك يسمعوا أمرك  /  كأنهـم  عسكرك /  يُطـاع خيرك وشرّك

       لو كان انت فقـير با يخرجـــــوا خبرك  /  يابوي ما أصبرك /  وقول يارب سترك

يذكّرني نظمه هذا بقول لشاعر بدوي من (أبين) أظنه أحمد عنوبه :

       مَنْ ذي بَيسته بيده ، حيث غابت تكأ  /   وامسوا يسقّونه عسل حــالي دواء لَكْبَـاد

       وذي لا بيسته بيده ،  ولا عنــده ركا  /   يتقاسموا الحالي وهو صـابر على ما راد

انظر كيف استحق (عنوبة) أداة الوصل للميسور وحرم منها الثاني .. وعن خبرته في الغرام يقول اللبن :

      أسمر سبـاني وانا ماشي مع المغرب  *  في حـب  قلبي حنب  *  سحر العيون المُسَبّب

      لو خـيـروني سوى ذا الزين ما بطلب  *  مهما  فــؤادي  تعب  *  بصبر علـى نـار تلهب

      وان غـاب عني يكـون الجو متكهرب  *  والحال عنـدي عِكِبْ  *  ودمعة العـين  تسكبْ

 

شريعة الصوم إجبارية ، ووقتها النهار ، وهي قابلة للفدية ، بل وأحِلَّ فيها الرفث ليلة الصيام ، كذلك يسّرها الرحمن، ولكن (آل اللبن ـ بيت صائم الدهر) قد جعلوا شهرها دهراً ــــــ  وصائم الدهر ... فاطر ■

 

■  نشرت في جريدة ( الثقافية )  العدد (392) في 28/6/2007

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

imageأغنية ( دمعتك غالية ) كلمات ولحن: عبدالله هادي سبيت ، غناء: عبود زين

imageأغنية ( أنا مجروح ) كلمات: صالح شهاب (اللبن)، لحن وغناء: فيصل علوي 100

12‏/7‏/2014

طرب لحجي: دمعتك غالية

كلمات ولحن: الأستاذ عبدالله هادي سبيت ، غناء: فيصل علوي وعبود زين

في شجى صوت عبود سر حلاوة المفردة ووضوحها. تسمع منه الأغنية – وكنت قد سمعتها قبله عشرات المرات - فتستغرب كيف لم تنتبه لجمال صورها ومعانيها قبلاً. وهو فوق ذلك يكثر من التبصر في المعنى فلا يؤدي الأغنية إلا بعد مراجعة وتمحيص مثال غنائه من نظم القمندان : "..كيه بس سكّن / يا مخبأ في الدبداب كف العناد" و " في الحسيني مست (خِيرة) جماعة واصحاب" وليس (خبرة)، وغير ذلك كثير. ومن جديده أداء مقاطع غنائية تجاهلها من سبقوه مثل ختام قصيدة (ليه يازين ما شان) للشاعر عبدالله هادي سبيت وهي من الغنائيات التي أحسن سبيت ختامها، وتصديره لها بدان من شعر علي عبيد محلتي:

الشاعر علي عبيد المحلتييا ليـــــل با اشكي عليك الجــــور والبُعــدا / وحيــــد ما لي حدا / أجـرّ نهداً بنهدا

يوم اذكُر الزين ماشي شوف ماشي اهدى / ونا عليه الفدا /  من حين يُقبِلْ ويبدا

يا ليــــل طــوّل ، ويا فــــــوج النسيم أبـــدأ / ويا حزين اقهدا / لما قــد الفُـلّ يندى

وا ليــــل كم لي ونا صابر على البردا / وسيرتي في ردى /  سهران والعين رمدا

وا ليـــل لأجلك تركت الأهـــل والبلدا / أنوح مُستنجدا / أمشي على الأرض جَهدا

حفيد القمندان الأمير محسن

           ليه يا زين ما شان

سال سيل الأنسدمعتك غالية / يا ذي ضمارك دموعك / عاد في الأرض رحمان

كلها فـــــانية / ما بــــــاقي إلا ولوعك / وأنت حــــابل بشمسان

خلها حــــالية / وأسكب على المُرّ روحك / عيش بالمُر نشـوان

ليه يا زين ما شان

همّتك عــالية / ما شــان يأسك ونوحـك / كثرة النوح خــــــذلان

هـــذه الساقية / تسقي زروعك ودوحك / والمطـر فـوق لِحْسَانْ

ليه تضجر وتحزن / ربنا بالمطر شن / وأنت بالدمع هتّان

الشاعر عبداله هادي سبيت2ليه يا زين ما شان؟

قد رواهم ظمأ /  ذي جزّعوا العمر سكرة / يرتعوا مثلما الضان

يا لحـظ العمى/ يا ما عمى البعض جَبْرَهْ / شرب من غير ميزان

قـد إله السماء /  وزّع على الكـــــل أمره / بين سـالي وكربــان

سيلنا قـــــد دفر / حطّوب باطن وقــــــــابل / ليلنا ليــــل مروان

مَيلنا قـــــد شمَر / شلّوا الدول والقبــــــايل / بانصيّف في لبنان

 

ــــــــــــــــــــ

الشاعر والملحن اللحجي ابن هادي سبيتالشاعر والملحن: عبدالله هادي سبيت ( 1918 ـ 2007 ) شاعر غنائي مجيد، وملحن وعازف ومغني متميز. ولد بالحوطة ـ لحج. عمل وكيلاً للمعارف في السلطنة اللحجية سنة 1948م.كان واحداً من رواد النهضة الفنية التي أسسها الأمير أحمد فضل القمندان بلحج. يستقيم شعره على الصورة ورقة المفردة وموسيقيتها وفيه تضمينات و(allusions) تدل على سعة قراءته في الأدب العربي. كتب ولحن القصيدة الغنائية والوطنية ، وكتب النشيد الديني. يجنح بعض شعره الغزلي نحو الصوفية. من أغانيه المشهورة: (يا باهي الجبين)، التي تغنّت بها كل اليمن عام 1957م، (القمر كم با يذكرني جبينك يا حبيبي)، (سألتني عن هوايا فتناثرت شظايا) و(هويته وحبيته) التي بثتها إذاعة صوت العرب بصوت إسكندر ثابت، (لما متى يبعد وهو مني قريب) التي غناها إبن حمدون وطلال مداح.. ترك لنا عدة دواوين منها: (الدموع الضاحكة)، (مع الفجر)، عام 1963م، (الفلاح والأرض) ملحمة شعرية بالعامية نشرت عام 1964م، (الصامتون) عام 1964م و (أناشيد الحياة) 1974م، و(رجوع إلى الله) بالفصحى عام 1974م..  نشرنا عنه كتاب: (عيش بالمرّ نشوانْ) وضم المداخلات التي قدمت في ندوة كلية التربية ـ صبر، لحج في 17 يونيو 1996م. توفي في 22 ابريل 2007م بمدينة تعز وقبره فيها.

المطرب الكبير فيصل علويالمطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م

المطرب عبود زينالمطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: " الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

imageأغنية ( دمعتك غالية ) كلمات ولحن: عبدالله هادي سبيت ، غناء: عبود زين

imageأغنية ( دمعتك غالية ) كلمات ولحن: عبدالله هادي سبيت ، غناء: فيصل علوي