شريط

29‏/7‏/2014

طرب لحجي: مني مسا الخير شُلّهْ واشْهِرَه

كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: فضل محمد اللحجي

المقام: الراست على النوى ، الإيقاع: يافعي ضرب جديد

image

--_thumb8

السلطان عبدالكريم فضل2بقلوب غُلف كسّر الأتراك الجلف مجامر لحج فأحرق العبادلة البخور في شِقَاف الأباريق. جاءوا من الهند بالغروس، وآخوا ما بين التفاح اللبناني والعنب الهندي، وأعجبتهم العمامة الهندية فاتخذوها شعاراً وملبساً. رأوا الهنود يرقّصون بالنغم الثعابين، فتعاهدوا على أن يرقّصوا البشر والشجر والحجر؛ فجادت قريحة الأمير عبدوه عبدالكريم بـ" مرقّصة الحجر، ومركّزة الشعر".

لقد عرفنا القمندان مزارعاً في ثوب أمير. يعشق بلدته لحج حد الشعر. وجد في أرضها الخصبة، وفي تراثها الثر تعويضاً حقيقياً لتيتّمه المبكر؛ فأراد بحس الرعوي العاشق أن يجعل منها مركز ثقافة، ومنجم جمال وطرب بمعونة شقيقه (محسن). وتكفّل أخوهما السلطان عبدالكريم بجعلها قبلة لباقي سلطنات ومشيخات الجنوب ، فكوّن بها جيشاً نظامياً "ما أكثره"، وكانت له كلمة مسموعة يعززها التاج الشاعر الأمير أحمد فضل العبدلي القمندانالبريطاني .. أراد استكمال المنعة للحج فاستخرج من مكنوناتها شعراً وخضرة، واعتجن تراثها بروحه الحالمة فقدم لنا عصائر ما تزال تدور على أفواه الشاربين على سعادة وغبطة. لقد دفعه عشقه المجنون إلى الافتخار والمفاخرة بفنه وبصنعته، فكان البائع والدلاّل.

كلّفه عمه السلطان أحمد فضل ـــ قبل دخول الأتراك لحج، ثم أخوه السلطان عبدالكريم بعد خروجهم منها ـ كلفاه بقيادة الجيش النظامي الوليد للسلطنة ..وتفرّغ "أمير اللواء" لتطوير الجيش العبدلي؛ فاستورد له السلاح والذخيرة : الكمنجات بأقواسها، والأعواد بأوتارها، والإيقاعات والدفوف والقشاقش.. ولا عجب ، فالهوى ما زال يطارده ؛ وهذا هو يشكو مُصَابَه:

آح يا بوي من ذا الهوى* لا يحـــــــــاذر ولا له دوا

صاب حتى (أمير اللوا)* وين بشكي من اللي جرى

حـرّق القلب حرّ النوى * كيف ودّف ، وكيف اكتوى

imageimageما تجي شي المحبة سوا * كـــم متيّـم مسى يعتري

وغدا المحارب اللحجي تحت قيادة القمندان مطرباً. أعلن الأمير الحرب، وأطلق الصفارة إيذاناً بالهجوم؛ فتقدمت فرق الطرب تحت راية الهوى إلى ساح المعركة، لتنازل فيروسات الجهل التي أصابت العقول، والميكروبات التي تمكّنت من النفوس. ودارت معركة حامية الوطيس خرج منها الجيش القمنداني منتصراً يعزف السلام العبدلي، ويُسْمِع الأديب الزائر أمين الريحاني النشيد الأمريكي.

شارع الحوطة في الخمسينات2

 

عبدالله درويش شيخ العزيبة لحج2الشيخ علي عبداللطيف البانمني مسا الخير شلّه واشْهِرَهْ * على يمينك ونحــــو الميسرة

من الحسيني الذي نتخيّره * أما بُــــــكُر أو غَـــــــرِبْ ولاّ ذُرَه

من البساتين خضراء مثمرة * وقمري البان يسجع ما اخيَرَه

والزين سرّى فـــــؤادي صدّره * قل للذي في (صَبِرْ والعنبرة)

محمود السلامي يستقبل علي عبدالكريمغارة معي بالجيوش المُكْبِرة * ما نعـــذره ، هاشني ما نعذره

عَزَبْ وسلاّمي ومولى المَنصَرة * يافع من الموفجة متحذّره

وعاد خـــالي جبـــل ياما اكبره * وأنته تخبّر على بن هرهرة

(ناصر) دخل حضرموت بعسكره * وحــــارب البغي لمّا دمّره

رَسَا ليــــــــافع بها مستعمرة * ياما قبــــــــائل وسطها تذكره

 

الندوة اللحجية3

 

مسجد الدولة بالحوطةمسجد الدولة بالحوطة لحجوعاد بو فضل وفّى القاصرة * في لحج ذا صدق ما هو ثرثرة

ذي سا مزيكة تبلبــل ساحرة * وجيش ضافي نظامي ما اكثرة

والكهرباء دوب تمسي مقمرة * وسا مساجـد عظيمة عـامرة

.وسا شجر ظلّ دايــــم مزهرة * ممدود طول الطرق متقاطرة

وسا مدارس بنـــــوها تشكره * تلقي الخطب والقبايل حاضرةimage

والناس من (مَيْفَعَة لى مَشْوَرَة) * تطيع أمره ، تروزه تشْبرَه

يشهد له الجـــود شلْ ما قدّره * من الذهــب ذي تعــــوّد ينثره

تشهــد له الناس فيمــا دبّـــره * ودولة الهنـــــد لمّا (لَـنــدره)

ــــــــــــــــــــــــ

المفردات: الحسيني: البستان المشهور. بُكُر وغِرْب وذرة: ثلاثة أنواع من الحبوب. صبر والعنبرة: قريتان في لحج فيهما مساكن قبيلة العزّيبة وفي (العنبرة) يقع قصر شيخهم عبدالله درويش. عزب وسلامي ومولى المنصرة: ثلاث قبائل لحجية هي: العزيبي في (صبر) والسلامي في (المجحفة) وشيخ قرية (دار المناصرة). الموفجة: قرية وجبل في يافع. ناصر: هو ناصر بن صالح بن أحمد هرهره سلطان يافع العليا وهو خال الشاعر القمندان. بو فضل: كنية السلطان عبدالكريم فضل أخ القمندان.  تروزه: توزن ثقله. تشْبره: تقيس طوله ومداه. سا: عمل، أقام. لندرة: لندن.

القمندان تلوين باشماخالشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.

ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في  أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).

فضل محمد اللحجي (ت ع شماخالمطرب: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة  عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وله ( يا الله درك غارة) وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

imageأغنية (مسا الخير شله واشهره) كلمات ولحن: الأمير القمندان ، غناء: فضل محمد اللحجي 118

imageأغنية ( مسا الخير شله واشهره ) كلمات ولحن: الأمير القمندان ، غناء : فضل ميزر

يا شاكي غرامك : كلمات محسن الملس، لحن: محمد سعد صنعاني ، غناء: فضل ميزر: