شريط

24‏/11‏/2012

صوت من زنجبار: بنت بركة

Zanzibar_Panorama

Bi_Kidude_best_by_Bob_Sankoزنجبار اسم لمجموعة جزر واقعة بالمحيط الهندي تابعة لتنزانيا في شرق أفريقيا. الجزر الرئيسية التي تشكل أرخبيل زنجبار هي أنغوجا وجزيرة بمبا وتومباتو ومافيا من بين 52 جزيرة. وزنجبار كلمة عربية محرفة أصلها بر الزنج (زنج بر)، وتسمى الجزيرة الكبرى (زنجبار) باللغة السواحلية: (أنغوجا) أي (المَنسَف الملآن).

احتلها البرتغاليون من 1503 حتى 1698م، وفي عام 1528م استولت إمارة زنجبار على مومباسا، ثم دخلت في اتحاد مع البرتغال.. قام العمانيون بطردهم في عهد الأمام سلطان بن سيف اليعربي بداية من عام 1652م، وفي عهد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي أحدث طفرة نوعية في الجزيرة واختارها عاصمة لدولته لأن بها المقومات الأساسية كالموقع الجغرافي المتميز والمناخ المعتدل، وهو أول من ادخل القرنفل إليها من جزيرة موريشيوس. تولي الحكم بعده السلطان ماجد بن سعيد الذي انفصل عن عمان ثم السلطان برغش بن سعيد ثم اضحت محمية بريطانية بعد وفاته. استقلت من بريطانيا كسلطنة في 19 ديسمبر 1963. في 12 يناير 1964 قام عبيد كرومي بثورة ضد السلطان "جمشيد بن عبد الله" في سلطنة زنجبار وأعلن قيام الجمهورية. دخلت تنجانيقا مع زنجبار في اتحاد فدرالي ليشكلا جمهورية تنزانيا الاتحادية في 12 يناير 1964.

من هناك ، من بلد القرنفل، من زنجبار نلقى (فاطمة بنت بركة) المشهورة بـ (بي كيدودي) عجوزاً جاوزت التسعين من عمرها تطرب وتعوّض أهل الفن وتذكرهم بأيام الطرب والإلتزام والدقة والسلطنة. مطربة من الطراز الأول ترغمك على متابعتها بإعجاب وإندهاش كبيرين. نسمعها هنا في أغنية ذات موضوع اجتماعي وهو أحد أشكال الطرب الزنجباري المعروف بـ ( Unyago ) وإيقاع الأغنية إيقاع لحجي يُعرف عندنا بـ (التّمسيَة)(Tamsiah) وترقص عليه النساء.

 

Bi Kidudi-2002,-Herb-FensteinBi Kidude bint Baraka is Zanzibar's most famous cultural ambassador and East Africa's legendary barefoot diva of taarab and unyago traditional music.

Kidude started out her musical career in the 1920s, and learnt many of her songs with Siti bint Saad. She has performed in countries all around Europe, Africa, Middle East and Japan and finally recorded her first solo album Zanzibar only ten years ago, whilst already in her mid-eighties.

In October 2005, Bi Kidude was presented with the World Music Expo (WOMEX) lifetime achievement award. Renowned African music expert Banning Eyre delivered a moving tribute, in which he informed delegates that "the singer, well in her nineties yet still sporting a bone-crushing handshake, received the honours in recognition of her more than 80 years of singing and serving as a cultural mediator and advisor of the younger generations, including on matters of sex and marriage - a proper symbol of World Music's emancipatory, liberating and strengthening power."

Ngoma

منظر من تنزانياNgoma' literally translated means 'drum' and is a term used to encompass all local traditional forms of dancing, drumming and singing. There are literally hundreds of different ngoma styles throughout Tanzania, variations often being so slight that untrained eyes and ears can hardly notice the difference. A number of these originate from Zanzibar and Pemba and all are spectacular to watch.
The often elaborate native costumes emphasize the unity of the dancers' steps and the rhythm section which usually consists of several locally hand made drums and percussion instruments (such as oil tins beaten with a stick). "Ngoma ya kibati" for example, consists of a very rapid declamatory style of singing which is an improvised dialogue to drum accompaniment with singers/dancers coming in for a chorus every so often. Another example is "msewe", named after the material which is strapped to the ankles of the male dancers, supporting the rhythm section. The aforementioned are styles originating in Zanzibar’s sister island of Pemba, both featuring the eerie and powerful zumari - a locally made horn instrument that is blown using circular breathing and is comparable to the Jajouka music from Morocco which uses a similar instrument.
Village in ZanzibarEach ngoma style has its own special costume: in "kyaso", men dance dressed in shirts and kikois (special woven cloth from the Kenyan coast) with a long, narrow stick in their hand, all movements beautifully coordinated. In "ndege" women in colourful dresses all hold bright umbrellas in their hands, moving forwards with slightly rotating steps and movements of the hips.
Ngoma Styles : One of the Ngoma styles is called Unyago. It is a very special form of Ngoma, which is performed at a highly secluded private female initiation ritual for young women about to be married. This ceremony can last anywhere from one day to three months and it involves all aspects of education on 'how to be a woman': detailed sexual education as well as other aspects such as clothing, hygiene, make-up, cooking, how to treat your husband's parents, your neighbours etc.
The most famous of the female initiators is Bi Kidude who usually performs the unyago ceremony together with two other drummers and several dancers. The drums played in unyago are vumi (bass drum), msondo and kinganga (taller upright drums with a higher pitch) and songs that are related to the subject accompany the drumming. Even though these rituals are performed much less frequently than in former times, they still continue to be held throughout Unguja and Pemba (as well as the mainland where similar ceremonies exist under different names).

  Here is an example of Unyago sung by Bi Kidude:

Bi Kidude2

Look, Look

See the crime Kijij committed

A stranger he induced

And he forced her to play his game

Into the bushes he enticed her

And he abused her innocence

__________

References:

http://www.zanzibar.net

http://busaramusic.org 

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

image

   أغنية ( لقيت مضنون ) كلمات ولحن: عبدالله هادي سبيت ، غناء: عبود زين

image

   أغنية بي كيدودي الزنجبارية (صوت) كلمات الشاعرة والمغنية السواحلية سيتي بنت سعد

              رابط الأغنية ( فيديو )  ( http://youtu.be/oI5jHgsnlz4 )

17‏/11‏/2012

طرب لحجي: بائع الفل

كلمات: أحمد سالم عبيد ، لحن وغناء: الموسيقار محمد محسن عطروش

الشيخ عثمان قديماًوسكة القطار2

 

الفلرحنا إلى البنــــدر في شهر نيسان

نشتي نبيـــــع الفــل لكـــــل ولهان

ضيّعت أنا خلّـي واصبحت هيمــان

روحت أنا والقلب في الشيخ عثمان

*  *  *

ناديت أبيـع الفل في الشيخ عثمانالشاعر أحمد سالم عبيد 1958

نادى عليْ أهيف من شبكْ روشان

قــال لي قطفتْ الفل من أي بستان

هــــدّيتْ له بالفـــل من غير أثمان

*  *  * 

المطرب محمد مجسن عطروشهـــــدّيتْ له بالفـــل من غير أثمان

هــــدّى بـــداله لي تفــــــاح ورمان

أهيف وســـاحر آه والطرف نعسان

أنت السبب يا خــــل ضيّعت انسـان

 

ــــــــــــــــ

المفردات: البندر: المدينة. الشيخ عثمان: من بلدات عدن. نشتي: نريد. شَبك: كناية عن النافذة لأنها تغطى بشبك فتحاته ضيّقة حد أنّ الناظر منها يراك ولكنك لا ترى وجهه. روشان: الدور الثاني في المنزل. هدّيت": (عامية) أهديت.

الشاعر أحمد سالم عبيد 1958الشاعر: أحمد سالم عبيد. من مواليد قرية الوهط ــ لحج. شاعر غنائي جميل، وأحد أعلام لحج العسكرية البارزين. درس الإبتدائية والمتوسطة في المدرسة المحسنية بحوطة لحج، وتابع دراسته في الأكاديمية العسكرية في مصر. من أغنياته:(بائع الفل) لحن وغناء محمد محسن عطروش، و(ألا ليه وا هاجري) لحن عطروش وغناء عوض أحمد، و(من دموعي كل ليلة) لحن وغناء سعودي تفاحة. 

الفنان محمد محسن عطروش2المطرب: محمد محسن عبدالله عطروش () ولد في قرية (المحل)، زنجبار بمحافظة أبين. أكاديمي وشاعر وملحن ومغني متميز. في شعره وألحانه ترى بلدته (أبين) بسهلها وجبلها. تخرج من كلية الآداب ـ جامعة القاهرة ـ مصر عام 1969م. اشتغل مدرساً للغة الإنكليزية، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة، وعمل أخيراً مديراً لمكتب الثقافة في أبين. كتب وغنى للثورة (الجمال) و( أبو منصور) و( هيب هيبه) و( صباح الخير) و( بنا جيب خيره) و( ذي سرحوا البوش) و( سبولة).. وغنى ولحن في الهوى والغرام أغاني كثيرة ، وغنى له مطربون كثر مثال: عوض احمد ، أحمد علي قاسم، محمد صالح عزاني ، رجاء باسودان ، ابوبكر سكاريب ، عبدالكريم توفيق ، محمد يسر ، مسكين علي ، صباح منصر وآخرون. وغنى العطروش من شعر آخرين مثال: خاله عمر عبدالله نسير ، محمد هشوش ، عبدالفتاح إسماعيل ، ناصر غرامة ، المحضار ،  أحمد السقاف ، أحمد مفتاح وغيرهم. من أحلى أغانيه: (بائع الفل) كلمات أحمد سالم عبيد ، (جاني جوابك) ، (يا رب من له حبيب)، (بالله اعطني من دهلك سبولة)، (طبع الزمان) ، (أبو منصور) ، (قصة العمر) ، (للمه)، (يا رب با اشكي إليك) .. وغير ذلك كثير. يتميز العطروش بجدّيته في الغناء ودقته في اختيار النصوص والتزامه في الأداء وإدراكه لمعنى ما يغني. معظم مواضيع أغانيه قد نُظمَت للعامة وقد منحها أداؤه “الأكاديمي” عمقاً وحلاوة وإطراب. هو موسيقار بحق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

imageأغنية ( بائع الفل ) كلمات: أحمد سالم عبيد ، لحن وغناء: محمد محسن عطروش

imageأغنية ( قفيت وا ناسع القامة) كلمات ولحن: أحمد فضل القمندان ، غناء: بامخرمة

7‏/11‏/2012

نادين سلامة .. سراج العشق القامر

نادين سلامة ... سراج العشق القامروجاءت نادين تنثر الشعر دررا ً في سوح القصيد ، وتجمع النثر دموعاً من ندى على شجرة الشعر. في نثرها ألوان منسجمة متوائمة، وترى معانيها ماسكةً بيد الصدق تراقصه على نغمة العشق والدهشة، وتشهد العفوية فراشاً يتنقل على فواصل قصيدها بالمحبة والسلام.  

في نثر نادين عاطفة عاصفة وذَوْبٌ في صدق المعنى. الطهر روحهُ ، والألفةُ في حروفه والودّ والوداد. في ليلة خسوف القمر تضيء هذه السلامية ليلنا بسراج العشق المستمد زيته من مداد قلبها الشاعر:

" قلتُ وأكثرتُ من الاحلام/ قلتُ وأكثرتُ منه في الأحلام وخارجها/ قلتُ هو موطن قدميّ/ وهو سفري الدائم إلى موطنه/ قاومتُه/ وغبتُ عن الوعيّ/ حتى استنفدتُ كلّ الأحلام/ وصار هو وطني/ قاومتُه من جديد/ فعبقت السماء بخوراً/ استنشقتُه/ فسال عطره من جديد في ما بقي من أحلامي/ فوقفتُ منتصبةً/ أتحضّر لمفاجآت ٍ كثيرة أطلقتها عيناه/ تهمس في أعماقي لقائي الأوّل به/ وتزفّه إلى السماء". ـــ  16 يونيو 2011

في طريق الوصول إلى الحقيقة يكون في التعثّر بالجمال لذة العثرة ، فهما كما عبر كيتس (Beauty is Truth, Truth Beauty) .. والسلامية تقمط صبياتها الحسان بصدقها الشاعر:

نادين سلامة ما بين الحب والحب" لا يتعبني سوى الصمت حين ألمحك آتيا نحوي في جنون الليل، أحاول التقرب من طيفك، فلا ألمس سوى قشعريرة تحاول إحيائي من جديد، ليتك تلح أكثر في صمتي لأشرد مع طيفك في مساحة الليل، ليتني أجمل منك بكثير أو حتى بقليل لتترقب وجعي من اشتياقك فأصرخ مع وجعي منك في هذيان الليل المجنون: "آه كم أحبك!" ثم أنام في كثرة هذياني فيك." ـــــ 8 ابريل 2012

تتقلّب (السلامية) ما بين النور والنار ـــ والطريق إلى الجحيم من جنة الفردوس أقرب. تسير في درب الشعر المعبد بالشجون، المغتسل بماء العيون .. وتستحيل يمامة أخرى ترى بمرود الشعر في العتمة الزهورَ وألوانها .. ولزرقاء العيون من مارون صرعى بلا قوَد:

دعني أتحرّر منكَ/ وأزفّ لقاءكَ في مواعيد المستحيل/ أنا التي تصرخ لئلا أنتهي/ وتسير في درب الجنون لئلا أفقد صوابي/ أذرف دموعاً فيصير تحتي المطر/ نورٌ يرفعني/ وجحيمٌ يقتلع جذوري/ فصرتُ كالغبار أرقّع الأجواء/ لم أعد أذكر شيئاً حتى اسمي/ سأجالس العتمات وحدي/ وأصفّها على قياسي/ وأزرع فيها زهوراً من كلّ نوعٍ/ من كلّ شكلٍ/ من كلّ لونٍ/ وحده الحبّ الحقيقي يحاصرني/ وحدها فكرة الخلود تجذبني مراراً مراراً." ـــــ 19 فبراير 2011

كماربولس، مكّنَ السلامية إيمانُها الشديد بقلبها من نشر شعرها في الناس دينَ محبّة .. وكنار الناصري الملتهبة تشتعل هذه العاشقة وتُلصي مواقدها في حَشَا قرائها ناراً تلظّى، فأشهد بني الغرام يتحلّقون حول نورها ، وكأني أسمعهم يهتفون: "محبة بالمسيح كيرياليسون":

الشاعرة نادين سلامة4أرجوكَ سيّدي لا تغادر الأفق/ لا تغادر المستحيل/ أنا قادمةٌ اليكَ/ من عتمة التاريخ/ من زمانٍ مبهم/ في نزوحٍ أكيد/ في غلطةٍ غير أكيدة على كفّي/ أحمل رسائل غرام/ وقصائد تملؤها الأحزان/ وأمنيات العيد السابق/ ووردةً حمراء نسيتُها ذات يوم في فمي/ أنا قادمةٌ على الأكيد/ أرجوكَ سيّدي لا تغادر الأفق/ أنا غلطةٌ ورغبةٌ واثارةٌ وانتعاشٌ ونقطة أمل باتت تلاحقكَ/ ولا تفارقكَ/ تستغيث بي لتذكرني بكَ/ أرجوكَ حبيبي لا تغادر حلمي الأخير". ـــ 7 مايو 2011

وكالطبيعة التي لوّنت وجهها بألوانها، تبرّجت السلامية في خفاءٍ وخَفَر. "صفصفَت" شعرها الأشقر (من الصفصاف) ولم "تصفّفه" ؛ و"نده" لها حبيبها فهرعت إليه، والفعل "ندهَ" لا يصح كما يصحُّ في نداء (ندى) و(نادين) و(نادية) وهو في العامية فعل مشحون بالتحبيب والتدليل. الله كم حسّها جميل وذوقها سليم هذه السلامية:

مذهلةٌ هي حياة العشق في ابتساماتها/ ومذهلةٌ أيضاً في دموعها/ مذهلٌ هو سفري الدائم في حكايات العشق/ مذهلٌ هو استسلامي المطلق في جنون الليل/ مذهلةٌ أنا/ كم صرتُ عفويّة/ كم صرتُ أجمل/ كم صرتُ أعمق/ كم أصبحتُ أحبّ طيور السماء وفراشات الحقول ورسائل الغرام/ كم لوّنتُ وجهي بألوان الطبيعة/ كم تبرّجتُ في الخفاء/ وكم صفصفتُ شعري على آخر موضة/ مذهلةٌ أنا ما ان نده لي حبيبي/ حتى تركتُ كلّ شيء/ وكتبتُ له قصائد حبّ لا تنتهي."ـــ 17 أبريل 2011

إنّ شاعرتنا تحنّ وتأن معاً: حنين موسى لأرض الميعاد ، وأنين المشتاق لـ"زاد المعاد". أراها، كإبن الرقيّات، تهجو بالغزل، وتكاد تصل تخوم نكسة غرام. زجاج قنديلها مجلي وفتيلته أشعلت جذوة العشق القامر:

عابر سبيل ... تحتويه عتمات المغيب/ يفصح عن قضيّته للقمر/ يؤكّد حضوره في مجتمع الذكورة/ يخاطب الجميع برؤية مستقبليّة/ يحويه دائماً عطشٌ الى امرأةٍ مثلي/ ينزلق في مسافاتٍ/ بعد أن يفصح عن قضيّته للقمر/ ضيّعته الحياة عند ولادته/ فلاقته روزنامة العمر عند محطة أنوثتي/ عابر سبيل قال لامستُ سرّ الحياة عند حبيبتي/ فحبّها كان قبل الوقت بكثير/ وقبل السكون بقليل/ تخلّيتُ عن قضيّتي وعن حضن القمر/ لأزور جمالها عند كلّ فجرٍ".

أنظر كيف تُلبس (السلامية) بنات أفكارها ستايل العصر ، فيتخطّرّن على صفحتها في رشاقة وغنج:
                أني غنج غنج الغنج غنجوج لا هَوَس * أني درّ درّ الدّرّ ، حبّـات خالصِ
ما أحلى شهقة المصباح..

ديوان نادين سلامة أحبك رغم كل شيء4وتتهجى (السلامية) الغموض ، وتضع اسمها على شفتي الحبيب وسماً ووشما. تجعل خاطرها لهاجسها فِراشاً ، ويستحيل عشقها، في عيد العشاق ، على ندى خدها فَراشاً ؛ تملأ الكون مباهج ملونة:

سأناديكَ بأسمٍ لا تعرفه الّا في الأحلام/ سأهجّئ حروف اسمكَ الغامضة/ ربّما سأناديكَ باسمٍ اخترعته امّي لي ذات يومٍ/ باسمٍ عرفني به الزمن/ باسمٍ أثار فضول من لقيتهم/ وحثّهم على معرفتي/ ربّما سأعطيكَ اسماً عايشتُ كلّ حرفٍ من حروفه/ عندما غبتُ عنكَ في حلمكَ الأخير/ وتركتُ قلبكَ بلا حضور/ اقبل باسمي ليكون اسمكَ/ واحسبني امرأةً ولدت لأجلكَ/ احضن اسمي بين شفتيكَ/ وقبّل صفحات ذاكرتي مراراً/ لأدرك امتدادكَ في الكون يا حبيبي." ـــ 13 فبراير 2011

إنّها (عبدلية) الهوى (قمندانية) الترجيع .. ومقلع أهل الغرام واحد ، والجَبر ديدنهم:
     يا حلو يا شهد (لبناني) وطعم المربّى *  المُحتجبْ عن عيــوني أوســع القلب نهبا
     متى عسى يا حبيبي بايبـــان المخـبــأ *  شوف كل شي ما سوى جبر المحبين فانِ

على عهد (وردزورث) كان تعريف الشاعر (a man speaking to men) وأصبح في عُهدة (نادين) يعني (a woo-man speaking to both)؛ لقد صيّرت (السلامية) المعنى شعبياً فاسترّ ذوو التأويل المحدود، وجعلت المبنى عصرياً لسُكنى القلب المعمود.
تنفخ فتسير كلماتها على حواف الجسد قصيدة فتيّة مشتعلة ، على خدها البهي همس المطر، وشوق الزهَر لحلم منتحَر، وعلى شفتها ندى الفجر وسَلاه ؛ ندىً يبلُّ عروق القصيدة ، ويروي صدى قلب هاجس أمير. تأتي هذه الفينيقية من أقاصي الأرض ـ في حُلّة العُرس ـ لتلقي على الأرض سلاماً. إنها تهلك نفسها من أجل الهاجس ، فاستحقّت أجر الشاعرة:

الشاعرة اللبنانية نادين سلامة3" أقدّم حبّي لكَ على الهواء/ وأزرع فيه وروداً وذاكرةً تنسى/ حتى كلّما تنشّقتَ الهواء يا حبيبي/ تشعر بولعي الكبير بكَ/ وروحي تؤكّد ايحاءات حبّكَ في ايحاءات الزمن/ سماؤكَ تحفظني في ذكرياتها/ وعيناي ما تزالان ترسمان بُعدها/ والقمر يغرق في سُباتٍ عميق على صدري/ دعني أستجيب لقدركَ/ وأفوز بعتمةٍ تصلّي/ دعني أقدّم حبّي لكَ من جديدٍ على الهواء/ وكأنّ روحي لها مفاتن أخرى/ وأنا أتقدّم نحو موتٍ لا متناهٍ/ نحو همسات السكون". ـــ 9 فبراير 2011

*  *  *

أودّ لو تُجرى ( قصيدة النثره ) على فاعلن فاعلاتن .. لينضاف إلى جمال صورتها صوت حسن ــ والقصيدة أنثى وهاجسها ذكر :

تدعوني القصيدة ... تلحّ بين أصابعي/ وأنا أدعوكَ من جديد/ وقلمي مدركٌ أنّني أهذي/ أعود وأقرع حلمكَ الأخير/ لتعاود مراقصتي بين الليل والقمر/ بين الألوان والأشجار/ وعيناكَ تقذفانني الى عشقٍ آخر بديلٍ عن القمر/ أسمع صوتكَ يتقاذف الأمواج والأمطار والندم/ كأنّ الفجر لا يأتي الّا عبر يديكَ/ كأنّكَ تتباهى بالظهور في قصيدتي/ أترّقب روحي في قلمي/ أنخطف من جديد/ لتنخطف معي بين أصابعي". ـــــ 27 يناير 2011

جميل أن تقرعين الحلم بالقلم كي يفيق لمراقصتك على ضوء القمر ــ والقمر رمز العذرية .. (the ghost of the moon) ، والمخالفة في جعل الصوت يتقاذفُ الموجَ والندمَ بديعة طريفة. أما "وعيناكَ تقذفانني إلى عشقٍ آخر بديل" فتسير أنيقة كأخواتها في النص لا يُشتكى منها قصر ولا طول. لبنان بلد المحبة والجمال وعنده فقط ينقلب تعبير (الشيخ زُبير) إلى: And every fair from fair emerges .

وكما هي مبدعة في العربية، تكتب نادين بالفرنسية وستخدم القافية وتُبدع: نادين4

Reste avec moi je t'aime./ Car moi, je t'aime comme au début/ et je sens avec toi le même frisson bien vécu./ Je ne sais pas pardonner ton absence./ Mais j'ai beaucoup d'amour à te donner./ Viens, ouvre la porte je suis là,/ j'attends l'espoir./ Ce n'est pas encore trop tard./ Je n'ai plus peur que tu m'effaces./ Viens mon amour délivres-moi./ Désire-moi./ Dévoile-moi doucement./ Dessine-moi du bout des doigts./ Comme une blessure de bonheur/ Déchire-moi et refais-moi./ Ne laisse pas notre amour s'entraîner sans couleur./ Viens à mon coeur./ Je t'invite à un rendez-vous secret/ où nous nous parlerons d'amour sans peur./ Viens à moi/ une nuit sans sommeil et pleine d'émotion./ Ne déchire pas mon coeur avec frisson./ Viens à moi, l'amour est beau./ Pourquoi ce mot d'amour est si fort, si chaud?/ Je crie son refrain,/ avec les lèvres séchées, les yeux égarés./ Alors, viens! (Extrait de mon nouveau livre: 'Je t'aime malgré tout').

في نثرية من أحلى خطراتها تقول نادين:
قبل قليل عدتَ إليّ/ مسمّراً على نافذتي/ يخال لي كلّ مرّةٍ أنّ جسدكَ رطبٌ/ وعينيكَ تذكرانني أنّكَ الحبيب/ وأنّ زيارتكَ لي كالمطر المفاجئ/ ,كأنّكَ تهبط إليّ من حيث لا أدري/ وقلبكَ مخمورٌ يصارع الجمال/ أكاد لا أصدّق أنّكَ لذاتي توأمٌ/ ولعشقي بديلٌ/ أكان عليّ التساؤل عن الحبّ اللجوج فيكَ وفيّ؟!" ــ 19 يونيو 2011

الله ، ما أحلى الشعر حين يشبه غزل البنات ، وأعذب الغزل حين يكون من شِعْر البنات وشَعَرهنّ ، تَنبتُ معانيه في الفؤاد وتعرِّش في الذاكرة وتحتلّ الوجدان احتلالاً إنكليزياً. يسلم قلبك أيتها السلامية.

"يا سيّد/ اليوم لقاؤنا الأوّل/ تفاءل بالحبّ/ تجد الحبّ/ لن أقول لكَ/ أحبّكَ فوراً/ بل سأتأكد من إصرارك/ على نزوحكَ إلى جسدي/ وإصرارك على إجهاضي/ وخلقي من جديد/ سأتأكد يا رجل من فكرة الولادة الجديدة فيكَ/ ومن فكرة الموت في ساحات جسدي عندكَ/ ومن فكرة التحليق في قلبكَ في الهواء/ والبحث دوماً عمّا هو جديد في القمر / لن أخلق لكَ عالماً جديداً مثيراً/ بل سأثور معكَ كقضيّة الخلود في جنّة العدن القديمة". ـــــ 11 ديسمبر 2010

يا ابنة الكلمة ، إنك تنفخين من روحك في كلماتك فتسري صبيّاتك فينا بالمسرة والسلام. قال أبو محمد : "التجسد الشعري هو الشعر كله"..
حلمك أندى من يدي يا نادين ، إنما يذكي القريحة الضيق لا التصفيق.. يقول
أستاذي سالم عزيز في ديوانه (200 Close Couplets): 

                    Full all your mouth with iceless cream
                    Your life is but an icefull dream

إنما اشتقّ لبنان من اللبن معناه ؛ فكان صفاء ، وكان نقاء ، وكان شراباً منسكباً كشعرك فيه الشفاء. تعطّر نادين الساحات بأنفاس الغرام وليس بالبخور الجوري كالعابق في مار أفرام، فلا تكتم يا قلبها سرّاً.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* ليست هذه مقالة بل بعض من تعليقاتي على نصوص للشاعرة نادين كانت نشرتها على صفحتها بالفيسبوك.

** شاعرة لبنانية في اللغتين العربية والفرنسية ، تُعرف بلقب:"شاعرة الحب". تحمل إجازة في الحقوق اللبنانية من جامعة الحكمة ـ بيروت. تعمل كمستشارة قانونية في الجامعة اللبنانية الكندية. وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان .. لديها أربعة دواوين في الحب: "إنخطاف"2002 عن دار الأوديسة ، "جسد يتعانق" 2005 و"ما بين الحب والحب" 2008 عن دار الفارابي، و باللغة الفرنسية "أحبك رغم كل شي" 2012م.

*** عنوانها على الفيسبوك: (http://www.facebook.com/profile.php?id=774209538&ref=ffa)

**** قناة الشاعرة ومقابلاتها التلفزيونية:(http://www.youtube.com/user/poetnadinesalameh)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

imageأغنية ( مطر نيسان ) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل العبدلي (القمندان) ، غناء: فيصل علوي

             المقام: السيكاه ،  الإيقاع: مركّح لحجي ( 4/4 هاجر + 2 مرواس )

imageأغنية ( يا سلام ) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان، غناء: عبود زين

4‏/11‏/2012

في رثاء الدكتور الظفاري

عرف الخزامى ـ الظفاريالدكتور جعفر عبده صالح الظفاري (1935 ــ 2009) . ولد في حي حافون بالمعلا ــ عدن. درس الإبتدائية والمتوسطة وأنهى الثانوية بكلية عدن عام 1956 ونال شهادة الـ (G.C.E).ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت عام 1956م وتخرج منها حاملاً إجازة البكالوريوس في الأدب العربي، فضلاً عن دبلوم في التربية عام 1960. عاد إلى عدن وعمل مدرساً للأدب العربي والدين الإسلامي. في العام 1961 التحق بمعهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن لمدة 5 سنوات متصلة ونال إجازة دكتوراه في الفلسفة في الثقافة الإسلامية عام 1966. عاد بعدها إلى عدن وعمل ضابط معارف للنشر “publication Officer” في وزارة المعارف الاتحادية بين عامي 1966 و1967. كان عميد أول كلية جامعية في اليمن في الفترة بين 1974 و1976، ثم نائباً لرئيس جامعة عدن للشؤون الأكاديمية من عام 1976 وحتى عام 1982. وفي الفترة بين عامي 1982 و1985 عمل خبيراً لليونسكو في اللغة العربية والدين الإسلامي بمدارس الـ UNRWA في كل من سوريا والأردن ولبنان وفلسطين، وعين منذ 1986 مدير مركز البحوث والدراسات اليمنية في جامعة عدن. وكان رئيس هيئة تحرير مجلة "اليمن" الصادرة عن المركز. له كتاب: عرف الخزامي (دراسات في التاريخ اليمني). توفي في عدن في 12 يوليو2009م ودفن بها..

وهذه أبيات من مرثية نظمها الشاعر كريم الحنكي "كأنّك خِضْر الأرض":

د. جعفر الظفاري

كريم الحنكي2هو المشرَعُ العـذب الذي كـم تزاحمت  *   علــى مائه أرواحُـنــــــا تتنضّــرُ

وكعبة عشــاق اللبّـــــــاب ، ومرتقــىً  *   يتمُّ به مغـزى الجمــــال ، ومعبرُ

حنـــانيك يـا ركــبَ الرحيــــــلِ ،  فإنما  *  مَشيتَ علــــى ذاتـــي التـي تتفطّرُ

ويا حــاملينَ النعشِ:  مهــلاً ، فإنــكمْ  *  حملتمُ روحي! أم ترى الروحُ تُقبَرُ

حملتمْ عفافَ الأرضِ في هيكلِ امرئٍ  *  يضمُّ معـــاني الثغرِ ، والثغـرُ يفغرُ

خُــــلاصةَ أعنــابِ العصـــورِ تقطّـرَت  *   بها عـــدنٌ عـن خيـرِ مَن نتصـوَّرُ

حامد جامع يودع الظفاري2

ـــــــــــــــــــــــــــــــ