كلمات: الأمير صالح مهدي بن علي العبدلي، لحن: فضل اللحجي ، غناء: عبدالله حنش
ليس شعر الغناء اللحجي محض وعاء صوتي مطرب، بل هو عبارات ومعان، حُفّت برقيق اللفظ، وزُفّت بأنيس الصور، فجاءت العاطفة دالةً متدللة، وأقبلت الفكرة خصبة عميقة. الأغنية اللحجية شعرٌ خالص نُظِم للخاصة، وصُبَّ في بوتقة العامة ، وهي لحنٌ عمره الدهر، وضربٌ سلطانيّ صُكَّ في الحوطة العبدلية فخرج مباهج مباهج.
يسيل المجرى الأدبي بمحاذاة الوادي الأعظم من غير انقطاع. أشعار وأوتار، ومغنونَ وسمّار، وصحافة وندوات ونواد .. يعجُّ بالدان الأثير، وتضجُّ الموافي بالخمير والفطير، ومن خدور البدور يهبُّ البخور بالسرور ، ويحتل القرمش والمضروب صدورَ الموائد العامرة ــــــــ حبنا للروح وللجسم اللحود / الجسد فاني وللروح الخلود/ لا يعيش الحب في صحراء الخصام/ في هوى المحبوب ما ذقت المنام:
في هَوىْ المحبَوبْ ما ذُقتْ المنَام
أمــرَ الحبُّ هـــــوانا فـــأتمر * وجمعنا تحت أغصان الشجرْ
وكتبنـــا الحب في لوح النظرْ * وشـدا الطيـرُ لنا لحن الغرامْ
في هوى المحبوب ما ذقت المنام
* * *
ودعا الورد وحاكاني العبيرْ * قائلاً ذا الماء وذا الروض الخضير
ولديك الوجه ذو الحسن النضير* ناعس العينين ممشوق القوام
في هوى المحبوب ما ذقت المنام
* * *
يا صديق الورد يا شِبْه الخدود * يا أمير الزهر في كــل الوجود
لا تلمني ، إنني عـــاشق ودود * منتظر للحب من قبــل الفطـام
في هوى المحبوب ما ذقت المنام
* * *
وسعى الحـب إلينـــــا وانحنى * وسقــانا الفرْح في كأس الهناء
وبنى عشّهْ هـــــوانا والمنى * تحت ظل الورد في روض السلام
في هوى المحبوب ما ذقت المنام
* * *
نحن أول من نعانق من بعيــد * بالنظـر والروح لا جسماً وإيـد
وتبــادلنا القبــل نوعـاً جديــد * كلهـــا غمــز وضحـــك وكـلام
في هوى المحبوب ما ذقت المنام
* * *
هكـــذا الحب فــــلا نبغي سواه * كلنـــــا راضي بحبـــــه وهواه
كـل قلب في الهوى يسقي أخاه*من رحيق الوجد في كاس إبتسام
في هوى المحبوب ما ذقت المنام
* * *
كلنـا نبغي لــذا الحب البقـــاء * نفترق واحنا فــــي شوق للقاء
وتــــــــلاقينا صفاء ونقاء*لا يعيش الحب في صحراء الخصام
في هوى المحبوب ما ذقت المنام
* * *
قل لذي يصغي إلى قول الحسود * حبنـــا للروح وللجسم اللحود
الجسد فـاني وللروح الخــــــلود * وكــــذا حبي خـــالد ع الدوام
في هوى المحبوب ما ذقت المنام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نظمت في 1957م. لحن هذه الأغنية أقرب إلى أسلوب محمد سعد صنعاني؛ غير أني أبقيه للأمير محسن حتى أتأكد من ذلك.
الشاعر: الأمير صالح مهدي بن علي العبدلي (1910 ــ 1973). ولد في حوطة لحج في بيت أدب وطرب. هو ابن أخت الشاعر الأمير أحمد فضل القمندان، وقد عاصره وشارك في ندواته الشعرية والفنية. درس الإبتدائية بالمدرسة المحسنية، ثم التحق بمدرسة لتعليم الإنكليزية بعدن. خلف القمندان في وظيفته العسكرية كقائد لجيش سلطنة لحج وخلفه كذلك في الرتبة العسكرية كقمندان للجيش. هو شاعر غنائي متميز، واسع الإطلاع وعازف على آلتي العود والكمان. إنه واحد من أعمدة النهضة الفنية في لحج. كتب حوالى ستين (60) أغنية حوى معظمها ديوانه:(على الحسيني سلام). غنى له أكبر مطربي لحج كفضل محمد اللحجي وفيصل علوي ومهدي درويش وحمدون والزبيدي والعودي ومحمد عبده زيدي وعبدالرحمن باجنيد. من أشهر أغانيه: (جمعت فنون الغزل ، ليه يا هذا الجميل ، يا ربيب الحب تربية الجمال ، يواعدني وينساني ، ناجت عيوني عيونه والهوى نظرة ، في الهوى جائز ولا هو شي ذنوب ، يقولوا لي الهوى قسمة، في هوى المحبوب غناها حنش) .. جمع الشاعران صالح نصيب وأحمد صالح عيسى أشعاره في ديوان: (على الحسيني سلام) صدر عن دار الهمداني ـ عدن عام 1980م. توفي في عدن في 10 مايو 1973م.
المطرب: فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة محافظاً على مدرسة القمندان ومضيفاً إليها. ويُعد فضل اللحجي أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. وبتعبير فيصل علوي :"لما يعزف فضل محمد يجيك كما السيل.. سيل سيل". إن لفظة "موسيقار" تصحّ لقباً لهذا المطرب الذي أرسى مع أستاذه القمندان بنيان اللون اللحجي؛ واستحقّ أن يذكر القمندان إسمه في قصيدتين. عُرف فضل محمد بفضله وبساطته وتعاونه ومحبته للناس وبعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين)،(البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه، و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب .. وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، صدر عن دار الهمداني ـ عدن عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة.
المطرب: عبدالله محمد حنش (1941 ــ 1980). ولد بالحوطة ــ لحج. درس بمدرستها المحسنية، واشتغل مدرساً، ومعلماً للموسيقى. على يديه تخرج كثير من مواهب لحج عازفين ومغنين. من العازفين: فريد حمدون وناصر مبروك وزين زنقور والمطربين: أحمد محسن عبدالله (الشلن) وبشير ناصر وأحمد فضل ناصر. من اغانيه المسجلة في إذاعة عدن: (في هوى المحبوب) من شعر الأمير صالح مهدي، (أنا مارود يا المولى)، (ترفّق بي فداك)،(يا سيد الملاح) وهما من شعر علي عوض مغلس. و(ليه يا بوي) شعر سبيت ولحن الأمير عبدالحميد عبدالكريم، و(كل الناس في ذا العيد) من كلمات السيد صالح شهاب ولحن الصنعاني، و (عسى ساعة هني) من لحن وشعر القمندان. توفي في حوطة لحج في 6 يونيو 1980م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غناء: عبدالله حنش