يتفرّد مطربو لحج في استطابتهم لكل ألوان الغناء في اليمن والخليج وهم يؤدونها باقتدار عجيب، بل ينثرون عليها من بياض فُل روحهم الصافية الحالية فتخرج على الناس أكثر بهجة وإيناس. هذه أغنية تهامية يؤديها المطرب عبود زين فتراها تمشي في (وِيل) لحجي أخضر، ولكنك لا تعدم النكهة التهامية الحالية:
من غناء تهامة اليمن ، غناء: عبود زين
قصــة عجيبـة شتوقع * بالله اسمعوا يا اخواني
صدفة حصـل لي ملقى * في قمــريو صنعــاني
حــالي عيــونه زرقـاء * كنت احسبه لبنــــاني
درعه طويل لما امقاع * مشيــذرو جيـــــــزاني
مخـــزنو .. يـتـزعـقــا * مـدلـّعــــو بالـعــــاني
مخـنّـنـو لا امبرقــــع * ولابسـو شـي ثـــــاني
أمــــوت أنـــا ولاّ ابقـى * ما شوركم يا اخواني
ـــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: في لهجة أهل تهامة ميزات ثلاث:أولها أنهم ينطقون حرف العين ألفاً فيقولون:أجيبة أي عجيبة؛ والثانية استخدامهم أداة التعريف الحميرية (ام) فيقولون:امقاع أي القاع؛ والثالثة ضم الإسم ومد الضمة حتى تصير واواً مثال: قمري: تصير قمريو. كذلك يستخدمون حرف الشين للتسويف بدلاً عن السين مثال: شتوقع: ستوقع، ستقع ، ستحدث.
ملقى: لقاء. قمريو: قمري؛ . مشيذرو: لابساً شَيْذَر والشيذر هو العباية. جيزاني: منسوب لبلدة جيزان. يتزعقا: يتلهى بمكسرات تعرف بالزعقاء أو الحنظل. بالعاني: عمداً. مخنّنو: لابس الخُنّة وهي النقاب التي تضعه المرأة على الجزء الأسفل من وجهها لتغطي به طرف الأنف والفم. امبرقع: لابس البرقع: وهو غطاء لكامل وجه المرأة. ما شوركم: بماذا تشيرون عليَّ.
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. ولد عام 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على عدة آلات منها آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا عنه (بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام) مقالة:” فرحة العود في طرب عبود”.
_______________________