كلمات:عبدالله هادي سبيت، لحن: تراث لحجي، غناء: عبدالله هادي سبيت وفيصل علوي والدباشي ومهدي درويش وسعودي تفاحة وعبود زين وأيمن البُصلي
المقام: البياتي ، الإيقاع: زفين مكلّاوي ( 4/4 هاجر+2 مرواس)
كان بروفروك اللحجي لا يجرؤ على أن يزعج الكون/ يطلب الحب؛ ليس لأنه ما كان ليجد من يحب، وليس لأنه كان يعاني من عقدة الخصاء، بل لأنه ابن مجتمع الأسطورة وانعدام النور. كان اللحجي لا يقدر حتى على المجاهرة بعشقه وهواه، وكانتِ المرأة لا تظهر على المرأة ...
كظم اللحجيُّ حبّه فأسقطه في ساحات الجذبة ، وما تردد أن ألقى بنفسه في الجب ... وقاد الكبتُ اللحجية إلى ساحات الزار، والمزَوِّراتُ كِثار.. بحث الرجال عن الخلاص فوجدوه في النار، فساروا عليها جمراً تشوي؛ وبحثت النسوة عن السلوى فوجدنها عند (كردان وفَرْهُود والجرمي وأم عنقُود).. وخرجن ينفثنَ في العُقد، واتخذن من الشيطان وسيطاً بينهن وبين المحبوب فكدن يعدمنه إلى الأبد. فهل للحج من (عمر) آخر يدعو إلى النور والهوى ويحيل خزعبلاتها فناً، فيقول: (خبَّروني أنها لي نَفَثَتْ / عُقَدَاً ، ياحبَّذا تلك العُقَد) .. أو هل للحج من (عبدليّ) آخر يدعو إلى الحب والحياة فيقول:
حلال الحب لأهل الهوى، وا مَنْ معهْ الزين حَبّهْ * يسوّيْ لهْ قشاقشْ ولَبَّةْ
بلى، هذه لحج تجود بابن هادي سبيت؛ وهوذا يعلن:
من قلبي ومن خاطري باكْ * يا ذي انت على خاطري دايمْ * قـد ذِكْرَكْ لقلبي أذانه * يا حاكم زمانه
ولا يكون اللحجي مطرباً إن لم يؤاخي العود ويخاويه .. هوذا العود في حضن فيصل والربان يستحيل نغماً وبخوراً .. يُبكيانه فيستوليان على الخاطر والوجدان .. وهذا صوت البصلي يكمّد القلب الموجوع فيطيب …. وااا طربااه!
هذا واحد من أشهر الألحان اللحجية وأكثرها تداولاً، غناه عبدالله هادي سبيت والدباشي وفيصل علوي وسعودي وعبود. واللحن تراث لحجي قديم (يا ليل دانه) بنى عليه الأستاذ عبدالله هادي سبيت حفاظاً له من النسيان ، وكان قد قدمه في برنامجه المشهور بإذاعة عدن كمثال على إيقاع المركح اللحجي (الزفين) بصوت المطرب الجميل مهدي درويش ونظم له الأبيات الآتية:
شفته شوف حِـلّ النشيرة * بــــوَّر بالذي هــو معه ناشر* حين زيّـد لقلبي جنانه
واعالم بذي في السريرة * يا داري بــذي ما عليه صابر* من سِبّه وأجله وشانه
لا تفرق خبير من خبيره * صبّــرني على حملها الجـاير* صبّـر دار يبقى مكــانه
ثم نظم هذه الأغنية التي شاعت واشتهرت. في حضوره وتكريماً له غناها الملحن الجميل والمطرب سعود تفاحة في سهرة بتلفزيون عدن فتحركت شجون الشاعر الكبير وفاضت عيناه بالدموع:
************ يا حاكم زمَانه ************
ما بنســاك والله ما انســاكْ * كيف نساك وانت معي دايمْ
دايم وسْــط قلبي أمانهْ
دوب القلب يرجـف بنجـواك * ماسك زامْ بعــد الهوى هايم
من بعدك سَبَح في جِنانه
من قلبي ومن خاطري باك * يا ذي انت على خاطري دايم
قـد ذِكْــرَكْ لقلبي أذانه
ربّ العرش للحُسن ولاّك * قد حطّك على أهل الهوى حاكم
يا حـاكم ووالــي زمانه
كــذاب الذي قـال يِسْوَاك * في حُسنك وذاك الهلا الناعم
والفِتنه وذيـْــكْ الليَــانه
والخال الذي زاد حــلاّك * والنهــد الـــذي دايمه قــايم
له قلبي وقف في مكانه
طول العمر ما عشت أهواك * من غيرك صَبَح خاطري صايم
والله والنبي والديــانه
واهابوي وا بوي ما احلاك * يـا تــاج بحــرها والتهـايم
واللي فوق رافع كيانه
بعدك بس بمشي على الشاكْ * في ذا البحر ذي هو عميق عايم
وسْط النار مش بس دَمَانه
يهناك وا مُنى القلب يهناك * ضـاع العمر وانا هنا قايم
ما نا مَـن يخون الأمانه
ما بقول بي قط ما أدراك * حتى لو تِبَان لي كما النايم
يا غاية سبـاقي ورهانه
يا ويــل الذي بات يشناك * مِن جبّار فوق السماء حاكم
لا كانه ولا أحيا مكانه
كم مِن كيد ذا وذاك نجّاك* كُنْ مرّه معه يكون معـك دايم
مَن حَبْ صدق ربّه أعانه
ــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــ
* نظمت في سبتمبر 1957م ، عن ديوان الشاعر: “الدموع الضاحكة”، مطابع معين،الحديدةـ اليمن ط 2
المفردات: حِلّ النشيرة: وقت العصر. بوّر: عرّض للكساد. من سِبّه: بسببه. خبير: صديق الذي هو اخبر بحال ومزاج صديقه.
دوب: دائماً ــ ماسك زام: واقف على الحراسة ــ باك: أبغاك، أريدك ــ الشاك: هو الموضع الذي يربط به إطار السيارة أي سيمشي بدون الإطار/التاير؛ الدمانة: الدِّمنة وهو الرماد وما يتبقى تحته من نار. تبان: تظهر لي أو تتظاهر كأنك غير منتبه.
الشاعر والملحن: عبدالله هادي سبيت ( 1918 ـ 2007 ) شاعر غنائي مجيد، وملحن وعازف ومغني متميز. ولد بالحوطة ـ لحج. عمل وكيلاً للمعارف في السلطنة اللحجية سنة 1948م.كان واحداً من رواد النهضة الفنية التي أسسها الأمير أحمد فضل القمندان بلحج. يستقيم شعره على الصورة ورقة المفردة وموسيقيتها وفيه تضمينات و(allusions) تدل على سعة قراءته في الأدب العربي. كتب ولحن القصيدة الغنائية والوطنية ، وكتب النشيد الديني. يجنح بعض شعره الغزلي نحو الصوفية. من أغانيه المشهورة: (يا باهي الجبين)، التي تغنّت بها كل اليمن عام 1957م، (القمر كم با يذكرني جبينك يا حبيبي)، (سألتني عن هوايا فتناثرت شظايا) و(هويته وحبيته) التي بثتها إذاعة صوت العرب بصوت إسكندر ثابت، (لما متى يبعد وهو مني قريب) التي غناها إبن حمدون وطلال مداح.. ترك لنا عدة دواوين منها: (الدموع الضاحكة)، (مع الفجر)، عام 1963م، (الفلاح والأرض) ملحمة شعرية بالعامية نشرت عام 1964م، (الصامتون) عام 1964م و (أناشيد الحياة) 1974م، و(رجوع إلى الله) بالفصحى عام 1974م.. توفي في 22 ابريل 2007م بمدينة تعز وقبره فيها. نشرنا عنه كتاب: (عيش بالمرّ نشوانْ) وضم المداخلات التي قدمت في ندوة كلية التربية ـ صبر، لحج في 17 يونيو 1996م.
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م
المطرب والملحن: سعودي أحمد صالح تفاحة ( 1946 ــ …). آخر ملحني لحج الكبار. ولد في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. أكمل الإعدادية في المدرسة المحسنية بالحوطة عام 1959م؛ ثم عمل موظفاً بإدارة الزراعة بلحج. التحق في العام 1960 بالندوة الموسيقية اللحجية كعازف كمنجة وعود. ووضع باكورة ألحانه لأغنية (بنار الشوق قلبي تجلّع) من شعر الأمير صالح مهدي العبدلي، ثم (أنا والعقل في حيرة) لثابت. وتوالت ألحانه:(يقول لي للصدف) و (تباني عود له ثاني) من شعر نصيب، ولحّن للشاعرة صفية الفانوس ولأحمد صالح عيسى. في العام 1966 شكّل مع الأمير الشاعر محسن بن أحمد مهدي والموسيقار أحمد قاسم (فرقة الإذاعة والتلفزيون) عدن. تتميّز ألحان السعودي باستقامتها على إيقاع (الرومبا)، وهي سماعية عذبة هادئة. وما زال سعودي كآخر الملحنين الكبار في اليمن يمتعنا بالألحان الحسان متّعه الله بالصحة والعافية. نشرنا عنه بالمدونة مقالة: (ساحر الرومبا.. صائغ الألحان).
المطرب: محمد علي دباشي عياض (1927 ــ 1983) واحد من أوائل المطربين بلحج. ولد بقرية (بيت عياض) عام 1927م، وعاش بالحوطة ، واشتغل موظفاً بسيطاً بمحلج القطن. مارس الغناء في المخادر والحفلات العامة فذاعت شهرته، وتميّزت أغانيه ببساطة مواضيعها وقربها من العامة. غنى لمسرور مبروك: (عشق الطفر بس لا كانه) و(شل الشلن واصرفه سنتات)، (يا زمان النور) ولصالح فقيه (شراحي سمّعوا الأوضاف)، ولسبيت: (يا حاكم زمانه) ، ولعلي عوض مغلّس:(كانت محبة لي) وجميعها مسجلة بإذاعة عدن، وغنى لآخرين. توفي في الحوطة مساء الجمعة 18 فبراير 1983م.
المطرب: مهدي درويش فرْدين العزيبي ( 1944 ــ 2008 ). ولد بحوطة لحج حارة مساوى. درس في المدرسة المحسنية، ثم اشتغل ممرضاً بمستشفى الحوطة. هو مطرب مقل مجيد ، وله صوت مُطرِب ومُفرح، إعتمد عليه الأستاذ عبدالله هادي سبيت عند توثيقه لألحان لحج وإيقاعاتها المتعددة. بدأ الغناء صغيراً عام 1956م؛ وكانت أولى أغنيه (يا للي تركت الدمع) وغناها على مسرح (البادري) بعدن ونال بها شهرة واسعة.. ثم انقطع عن الغناء لظروف اجتماعية لفترة. وبعدها عاد ليضيف إلى ديوان الغناء اللحجي روائع أخرى منها: (حالي يا عنب رازقي) و( يقولوا لي الهوى قسمة). .مات عام 2008 بالحوطة.
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه، أما هو فجمهوره يلقبه بـ(الربان). ولد عبود عام 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على عدة آلات منها آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا عنه بمجلة (الثقافية) وصحيفة (الأيام) مقالات: " الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و” فرحة العود في طرب عبود”.
المطرب: أيمن علي صالح البصلي. عقربي من مواليد الحسوة، ومن تلاميذ الأستاذ الملحن الشيخ يحيى محمد فضل العقربي. لأيمن صوت يسيل كماء الوادي الكبير وقد التقى مع وادي عابرين وسارا متقاودين إلى دوش الحسوة. أيمن صوت عبدلي أصيل فيه شجو وتطريب وتلوين .. من أحلى أغانيه: (ليه الجفاء يا منيتي) من شعر ولحن الأمير القمندان، (خاين وعيّاب)، (يتحرشوا لي ونا عابر سبيل) من شعر ولحن مسرور، (وراه ذي طال شرعي فيه) من شعر ولحن أحمد سعيد دبأ ، (يا ضارب الرمل) كلمات صالح فقيه ولحن الأمير عبدوه عبدالكريم .. وغيرها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية (يا حاكم زمانه) كلمات: عبدالله هادي ، اللحن: تراث لحجي، غناء: أيمن البصلي 314
أغنية ( يا حاكم زمانه ) كلمات: عبدالله هادي سبيت، اللحن: تراث لحجي ، غناء: عبود زين 44
المقام: البياتي ، الإيقاع: زفين مكلّاوي ( 4/4 هاجر+2 مرواس )