كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: فيصل علوي ورمزي محمد حسين والعامري
المقام: البياتي ، الإيقاع: الرزحة ( 12/8 هاجر+مرفع+مرواسين )
نظمت في شعبان 1357 / أكتوبر 1938
كلّفه عمه السلطان أحمد فضل ـــ قبل دخول الأتراك لحج، ثم أخوه السلطان عبدالكريم بعد خروجهم منها ، كلفاه بقيادة الجيش النظامي الوليد للسلطنة .. وتفرّغ "أمير اللواء" لتطوير الجيش العبدلي؛ فاستورد له السلاح والذخيرة: الكمنجات بأقواسها، والأعواد بأوتارها، والإيقاعات والدفوف والقشاقش .. ولا عجب، فالهوى ما زال يطارده وهذا هو يشكو مُصَابَه:
آح يابوي من ذا الهوى * لا يحــــــاذر ، ولا لـه دوا
صـاب حتى أمير اللواء * وين بشكي من اللي جرى
حـرّق القلب حـرّ النوى * كيف ودّف، وكيف اكتوى
ما تجي شي المحبة سوا * كـــم متيّـم مسى يعتري
وغدا المحارب اللحجي تحت قيادة القمندان مطرباً. أعلن الأمير الحرب، وأطلق الصفارة إيذاناً بالهجوم؛ فتقدمت فرق الطرب تحت راية الهوى إلى ساح المعركة، لتنازل فيروسات الجهل التي أصابت العقول، والميكروبات التي تمكّنت من النفوس. ودارت معركة حامية الوطيس خرج منها الجيش القمنداني منتصراً يعزف السلام العبدلي، ويُسْمِع الأديب الزائر أمين الريحاني النشيد الأمريكي ـــ يس يازين يا سين يا سين يس !
************* يا سين يا زين يا سين *************
يا ذي تُبُوا لا الحسيني * عزمت با اسري معاكم
با لي قَدَا قُرّة العين
يا زيـــــن وينك وويني * ذا الهجر لا فين لا فين
يا أهْوين يا زين يا أهْوين
ليه الجفــــا ليه يا زين * كَـرّهتني بَسْ يُـــــوفِيْن
أقْــرُبْ هنـــــا يا حبيبي * باشكي عليـك الذي بي
ضاني من الهجر والبين
هــــــايم تذكّـــــر حبيبهْ * ويــــــــن الذي بايجيبهْ
حيّـــا وسهــلا وأهلين
لما متى القلب صــــابرْ * على غــزال (الظنابرْ)
خَذْنِي عَمَدْ راس نَخْلِين
قلْ للذي في ( الرمادةْ ) * فَعَــــلْ لعنقه قــــــلاده
وله درايـــا ونهــدين
غــــارة على الظبي حِلِّهْ * من العَنَـــدْ لا المحلَّهْ
وصُوت لما عويـــدين
حَـــــــــذَرْ تُجُـوا ناس قِلِّهْ * يا بـوي لا حَـدْ يِشلَّه
الله يصونه من الشين
ـــــــــــــــــــ
المفردات: تبوا : تبغوا. لا: هي (لى) تخفيف لحرف الجر (إلى). قدا: نحو أو جهة. قرة العين والرمادة من بساتين الحسيني.
الحُسيني: بستان واسع بلحج مساحته 75 فداناً يشمل عدة بساتين هي:بستان الحسيني والرمادة وقرّة العين والبحيرة وحيط البصل، وكان الأمير الشاعر قد جلب كثيراً من غروس أشجار الفواكه من الهند كالاترنج والليمون والعاط والخرنوب والشيكو، والبيذان والمانجو والتمبل وغيرها؛ ومن الرياحين الفل والكاذي والنرجس والياسمين والخوع والحنون وغيرها. ومثلت بساتين الحسيني مغاني طيبة للشاعر. وقد زار البستان لشهرته عدد من الشخصيات العربية المرموقة : من لبنان الأديب الكبير(أمين الريحاني) صاحب كتاب (ملوك العرب) عام 1952م، ومن مصر الأديب السيد محمد الغنيمي، ومن تونس عبدالعزيز الثعالبي، ومن العراق الأديب صالح جلبيت وبعثة مجلة العربي الكويتية في استطلاعها العدد 84 نوفمبر 1965م. عن لحج، وآخرون.
يا اهوين: كلمة عتاب، يا لوماه في فعلته إهانة وتقليل شأن. بس يوفَين: تعبير عامي شائع بمعنى تقصد يعني أنك كرهتني. الظنابر: بلاد وقبيلة في ردفان. رأس نخلين، العند ، المحلة وعويدين: أسماء بلدات في لحج.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ ظنابر(القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م
المطرب: رمزي محمد حسين صالح. من مواليد (الخيسة) البريقة محافظة عدن ؛ بها نشأ وتلقى تعليمه الثانوي والجامعي بكلية الإقتصاد ــ جامعة عدن. هو واحد من تلاميذ المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي. لرمزي صوت حلو ، فيه شجو وتطريب ، ويحفّ به عنفوان عجيب ، وفيه سلطنة و"جهورية" أندلسية تُذَكِّر بذاك الزمن العربي الجميل في الصقع الغربي الريّان. وفي صوت رمزي وضوح كبير ، ومدّ وامتداد مفرح حدّ أنك تسمع بوضوح حالي آخر حرف في البيت. ورمزي عازف عود ماهر لا تشبع من عزفه المتجدّد المتنوّع المبدع ،. من أجمل أغنية: ( رب غفار واحنا منها بانولي) من شعر الدبا ، (أنا بري من ذنوبه) من شعر القمندان ولحن فضل ماطر بِجَبل عقربي، و (شن ماطر على حيط لحسان) و(كلما جيت شوفك) … نشرنا عنه كلمة :( رمزي .. رب غفار واحنا منّها با نولي) مثبته بالمدونة.
المطرب: عبدالمنعم العامري: مطرب إماراتي موهوب ، في صوته قوّة وحلا وشجى وفرح ، وفي عزفه وأدائه سلطنة. العامري مؤد جيد للطرب اللحجي لكأنه من عوامر المجحفة أو وادي خير. استمعت له يغني من الطرب اللحجي : (حبيتكم) من شعر حجيري ولحن فيصل علوي، و(الحنا) و(يس يا زين) من شعر ولحن القمندان، وانطربت كثيراً. من أحلى أغانيه (يا طرفه أسرتيني).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية (يا سين يا زين) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: رمزي محمد حسين 255
المقام الأصل: البياتي ، الإيقاع: الرزحة ( 12/8 هاجر+مرفع+مرواسين )
أغنية (يا سين يا زين) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: عبدالمنعم العامري 256