كلمات: يحي عمر اليافعي، اللحن: يافعي ، غناء: عمر غابة والعزاني وعبود زين وخالد الملا ورمزي
-----------------------------------------------------------------------------
كلمات هذه الأغنية لأكثر من شاعر. مفرداتها وصورها ومعانيها ومرحها وفرحها تشي بأصلها اليافعي إذ فيها من روح كبيرة الشبه بروح أبي معجب ومطارحاته، ومغنيها الأول عمر غابة يبدأها بـ(قال الفتى خو مسلّم) بينما يغنيها المتأخرون (بو مسلّم). ينسبها البعض للسيد عبدالله بن سالم علوي الحبشي وينسبها آخرون لشاعر مغمور من ميفعة بشبوة يُقال له عوض بن سالم بامسلم وحجتهم اسم (مسلّم) ناسين أن كلمة (خو مسلم) هنا تكنّي ساخر من الشاعر يرتبط بدين كان في ذمته لأحدهم لذلك جعله تفسيراً لقوله (إن كنت مديون يا ما ناس مديونه) أي أنّه هو ممّن يسلّمون ديونهم ويسددونها. ثم أن المسلمي أيضاً قبيلة مشهورة وواد بحالمين ، والمسلمي جبل وقرية في مشألة بيهر في يافع ــ لحج.. وإنا نرى أن مرّ على الجمالي وقت صعب أثقل فيه الدين على كاهله واستحوذ على تفكيره حد أنه استخدمه استعارة في شعره؛ فكانت أول استعارة أقرأها في شعر العرب الغزلي: ( يا ليت لي في حياتك دين * لا سير وآجي على شانك) ..
لقد استهوت الأغنية كثيرين فنظموا عليها وزادوا من عندهم وكلّ أداها على إيقاعه. نوردها هنا على أربعة إيقاعات: (الليوه) بصوت العزاني، و(الشرح اللحجي) بصوت عبود زين، و(الإيقاع اليافعي) بصوت رمزي ، وعلى (الشرح البدوي) بصوت الملا الكويتي مع فرقة عبود زين.
********* قال الفتى خو مُسلَّم **********
يحيى عمر قال دوب الوقت متسـلّي * والقلب محــزون أما النفس محنونه
لا هِمّني دين ولا بي فقـْد من أهلـي * وإن كنت مديـون يا ما نـاس مديـونه
وجاتنا أخبـــــار منقولات من خلّي * ما هو سوا حــد يحـرّق قلب مضنونه
إنْ قلت هو صدق يا قهري وياقتلي*وانْ قلت هوْ كذب خاف الناس يشنونه
صغّير السن مسمَسْني وخَـــذ عقلي * وعــــادها زادت أمّـه كحّلــهْ عيونه
وحين يبـــدي كما قرط الذهب مجلي * أهله في الدار كــــل ساعة بيجلونه
جعده حُبيشي أدقْ واسوَد من الكُحلِ * لا قام ما احلاه يذلحها على امتونه
والخشم خنجر سلب شاجع ولد قبلي* خنجر قُـــديمي وله حـــدّين مسنونه
ومبسمه مثلما بـــــــارق برق قِبلي * حتى شعاعه من المشرق يشوفونه
والعنق عنق الغزالة بالذهب مطلي * وخمستعشر صِيَغ ذي هم يصيغونه
والصــدر ميـــدان للخيّــــال متسلي * فيه البســــاتين: تفــــاحه وليمونه
والبطن طاقة حرير اخضر من الأصلي*أهله في الرُّخْصْ غلبوا ما يبيعونه
والعجز مركب توَصّل من قدا (دلّي) * شاحن بضاعة من الأفلاك مخزونة
خرجت في العصر لى المسجد باصلي * حصّلت باشا مـع عـسـكر يزفّونه
وقلت يا باشة الغــــزلان وقّفْ لي * با اعطيك كلمة فـي الميزان موزونه
جــوّب عليْ قـال لا أصلك كما أصلي * با نعطي العشق والناموس قانونه
جوّبت له قلــت ما حد في الهوى مثلي * لا قــد تعنّيت جبت الوعل بقرونه
وقلت يا باشة الغــــــزلان رخّص لي * أحضر سمركم واسمع ما تقولونه
زَقَر بيدّي ، طلــــع بي قصر متعلّي * وجـــاب علكة ومـاوردي وصابونه
لو خيّرونــي بأرض الهند في خلّي * ومصر وارض العراق باليد مرهونه
ما اتخيّر إلا أنت يا ذي نـورك اتجلّي * يا سيسبان الغناء والناس يحكونه
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: أخبار مشطونات: مُحزنة مُقلِقة. مَسْمَسني: هذا التعبير ليحيى عمر اليافعي (مسمسني وسمسم) أي أذابني. كحّلَهْ: كحّلت، وهو تغبير يافعي خالص في نطق تاء الفاعل المتصلة هاء. ولد قِبلي: ابن قبائل. قديمي: تشبيه الأنف بخنجر قُديمي نسبة إلى بلدة القُدْمَة في مكتب الموسطة في يافع ويسكنها المسعدي من الربع الثاني من آهل النقيب. بَرق قِبْلي: لمع البرق من جهة القِبْلة أي الشمال. صِيَغ: الصاغة ج صائغ. غلبوا: رفضوا، امتنعوا عن. دلّي: مدينة دلهي بالهند؛ واليافعي ينطقها بحسب نطقها الهندي فلا يقولون: (دلهي) ولا (دهلي) بل (دلّي) بحذف الهاء ولنا في مثل هذا قول القمندان: (أنت مهراج كلكتا ودلّي وشملا). زقر: مسك.
الشاعر: خو مسلم. ينسب البعض هذه القصيدة للسيد عبدالله بن سالم علوي الحبشي في مطارحة زعموها له مع الشاعر عبدالله بن سند الكثيري في القصة المشهورة للذي وسطه يخطب له فخطب البنت لنفسه .. وهو أمر لا علاقة للأغنية به هنا لا من قريب ولا من بعيد. وينسبها أهل شبوة لشاعرهم عوض بن سالم بامسلم من ميفعة. والذي عندي أنها لشاعر يافعي إذ فيها روح كبيرة الشبه بروح أبي معجب وطرافته وجرأته وصوره ومعانيه.
بعد نشرها تبيّن لنا عبر الدكتور خالد الصومعي اليافعي والدكتور علي صالح الخلاقي جامع أشعار يحيى عمر ومؤلف كتاب عنه أن الأغنية ليحيى عمر الأمر الذي يؤكد تخريجنا. رجعنا إلى ديوان الشاعر بطبعتيه للخلاقي فترونا نردها إلى صاحبها الأصلي؛ وأما ما أضيف إليها فهي تنويعات وإضافات لقصيدة اليافعي شاعر الغزل الحميني الأول.
الشاعر: يحيى عمر (أبو معجب) الجمالي اليافعي (ت. 1906). شاعر عامي غزلي فحل من شعراء القرن الحادي عشر الهجري. ولد بيافع لحج وعاش بها ثم عاش بصنعاء زمناً ثم تنقل على المراكب من عدن إلى حضرموت وتردد على المخا والخليج ومنها هاجر إلى الهند فزار حيدرآباد الدكن ومدراس وكلكتا، ثم ولاية (برودة) حيث كانت بها جالية حضرمية فاستقر هناك وتزوج ، والظاهر أنه مات هناك. كان يحيى عمر يجيد العزف على العود (القنبوس). نال شهرة واسعة في اليمن والجزيرة والخليج. وشعره مرغوب محبوب لسهولته وموسيقيته وجرأته ومرحه. هو شاعر عاشق فارس يجد المعمودون وأهل الغرام في أغانيه تجاوباً وصدى لما تفيض به أفئدتهم من لواعج الغرام حِلّ الوصال أو ساعة الحرمان والهجر بكلام يافعي زاخر بالبساطة والحياة. غنى له الدوخي الكويتي وضاحي البحريني والمسلمي وفيصل علوي والمرشدي وكثيرون غيرهم. جمع شعره الغلابي وبو مهدي وذيبان وعوض مثنى في كتاب أسموه: (غنائيات يحيى عمر) صدر عن دار الكاتب العربي ـ دمشق في 1993م؛ كما أصدر الخلاقي كتاباً آخر عنوانه : (شل العجب .. شل الدان) طبعتين عن مطبعة جامعة عدن 05 و 2006م.
المطرب: خالد المُلا. مطرب كويتي أسود اللون أبيض القلب والعطاء. وهو صاحب ذوق رفيع وعازف عود جيد ومؤد جميل. في طربه سلطنة وحلاوة وطلاوة وإلمام بمعاني ما يغني وهو أمر يفتقر لمثله كثير من المطربين. بل وجدته دقيق في انتقاء أغانيه من حيث لحنها ومعناها، وأكثر من ذلك للرجل قدرة على الارتجال والنظم بداهةً حل الغناء بنظم يدنو غالباً من الشعر أو يدانيه.
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. أما هو فالجماهير تلقبه (ربان الطرب) ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: " الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
المطرب: رمزي محمد حسين صالح. من مواليد (الخيسة) البريقة محافظة عدن ؛ بها نشأ وتلقى تعليمه الثانوي والجامعي بكلية الإقتصاد ــ جامعة عدن. هو واحد من تلاميذ المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي. لرمزي صوت حلو ، فيه شجو وتطريب ، ويحفّ به عنفوان عجيب ، وفيه سلطنة و"جهورية" أندلسية تُذَكِّر بذاك الزمن العربي الجميل في الصقع الغربي الريّان. وفي صوت رمزي وضوح كبير ، ومدّ وامتداد مفرح حدّ أنك تسمع بوضوح حالي آخر حرف في البيت. ورمزي عازف عود ماهر لا تشبع من عزفه المتجدّد المتنوّع المبدع ،. نشرنا عنه كلمة :( رمزي .. رب غفار واحنا منّها با نولي) مثبته بالمدونة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية (قال الفتى خو مسلم) كلمات: يحيى عمر، اللحن: يافعي ، غناء: عبود زين (إيقاع الزف)113
أغنية (قال الفتى خو مسلم) كلمات: يحيى عمر، اللحن: يافعي غناء: رمزي محمد (إيقاع يافعي) 12
ويغنيها خالد الملا على إيقاع (الشرح البدوي):