كلمات: عبدالله هادي سُبَيت، لحن: الأمير عبدوه عبدالكريم، غناء: فيصل علوي
المقام: العراق ، الإيقاع: زف لحجي (8/6 ، هاجر+2 مرواس)
ليس شعر الغناء اللحجي محض وعاء صوتي مطرب، بل هو عبارات ومعان، حُفّت برقيق اللفظ، وزُفّت بأنيس الصور، فجاءت العاطفة دالةً متدللة، وأقبلت الفكرة خصبة عميقة.
حين تحضر فيصل يغني في مخدرة يأسرك صوته وعزفه وأداؤه، ويغريك اللحن فتصيح كابن تيفوليت صاحب سرقسطة: واطرباه! وتستحي أن تشق ثيابك .. وتعذر الخواجه على تعبيره : "ما هذا إلا سكريم في جعبه".
صوته كثير الأفانين، فيه شجىً وشجن يبيد، لذيذ في جوابه والقرار. فيه نَفَس رجولي جليل، وفيه نغم أخّاذ تميحُ فيه المعاني وتتركّح.
لحكم الغــرامْ * سلّمتْ روحـيْ وقلبـي هـــديّةْ * وظلمي حـــرامْ
منعَتْ الكــلامْ * حرّمـت أهلـي ومَـن كـانْ ليّهْ * وكــمْ يا خصـامْ
حبيبي حـرام * يا مـا تـحـمّـلــت كـم مـن بليّه * ولا لـي كـــــلام
فعلـتـك وِسام * جاكـَرتْ بك كل هـــذي البريّة * صقلـت المــلام
فعلتك إمــــام * مظلوم من غير عنــدي خطيّة * وحكمك تمـــام
رشيق القوام * أفـديكْ أفــدي الخـــدود النديّة * كفــــاية خصام
بحق السهـام * ذي صابت القلب من غير نيّة * ودقـتْ عظـــام
بحقّ المُـــدام * ذي في شفاتك تـــداوي البليّة * كفـــاني هـيـام
بحق الحسـام * في مَفرقك ذي قسمني سويّه * حيــــاتي ظــلام
بـبــدر التمام * يا لـيـت تِطـلَـــعْ جبينكْ عشيّة * تـــداوي السُّقام
كفـــاية انتقام * ما لا قــد الحب يصبـح خطيّة * كفـــــاية انتقـام
أنا لك حســام * دايـــم بـيّــدك لِكَـمْ مـن عجيّة * وكم من صِــدَام
وحُبك لجـــامْ * فاعــلْ على الروح رُتبة قوية * بعسكـر نظــــام
عليك السـلام * ما ذرفـت العيـن دمعــة وفيّـة * عليـك الســـلام
ــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: جاكرت بك: كايدت بك وفاخرت. سقلت الملام: صقلت أو زقلت تعني رميت وتركت الملام ولم أعط للائمين بالاً. ما لا قد الحب: لو أن الحب يصبح خطيّة. عجيّة: صعبة مستعصية. رُتبة: ثُلّة من العسكر رُتِّبوا وكلّفوا للقيام بالحراسة.
الشاعر: عبدالله هادي سبيت ( 1918 ـ 2007 ) شاعر غنائي مجيد، وملحن وعازف ومغني متميز. ولد بالحوطة ـ لحج. عمل وكيلاً للمعارف في السلطنة اللحجية سنة 1948م.كان واحداً من رواد النهضة الفنية التي أسسها الأمير أحمد فضل القمندان بلحج. يستقيم شعره على الصورة ورقة المفردة وموسيقيتها وفيه تضمينات و(allusions) تدل على سعة قراءته في الأدب العربي. كتب ولحن القصيدة العاطفية والوطنية ، وكتب النشيد الديني. يجنح بعض شعره الغزلي نحو الصوفية. من أغانيه المشهورة: (يا باهي الجبين)، التي تغنّت بها كل اليمن عام 1957م، (القمر كم با يذكرني جبينك)، (سألتني عن هوايا فتناثرت شظايا) و(هويته وحبيته) التي بثتها إذاعة صوت العرب بصوت إسكندر ثابت ، (لما متى يبعد) التي غناها إبن حمدون وطلال مداح.. ترك لنا عدة دواوين منها: (الدموع الضاحكة)، (مع الفجر)، عام 1963م، (الفلاح والأرض) ملحمة شعرية بالعامية نشرت عام 1964م، (الصامتون) 1964م و (أناشيد الحياة) 1974م، و(رجوع إلى الله) بالفصحى 1974م.. توفي في 22 ابريل 2007م بمدينة تعز وقبره فيها.
الملحن: الأمير عبدالحميد عبدالكريم العبدلي ( 1919 ــ 2006 ). شاعر غزلي وملحن مجيد. ولد بحوطة لحج وتوفي بها. عمل وكيلاً للداخلية على عهد السلطنة العبدلية. عُرف ببساطته ومرحه وعنفوانه وعزّة نفسه. شعره غنائي يتميز بالرقة والتدفق والتلوين. من أشهر قصائده: (ليه يا زين ما شان)، (يا المحبين)، (سرى الهوى ركّب عَشيْ)، (دمّال) و(وا ذي عزمت الحسيني)؛ ومن ألحانه: لصالح فقيه (الدهر كله عمارة)، ولسبيت: (يا قلبي تصبّر) و (يحسب انه بعيد مع فضل محمد اللحجي) و(يا ابن الغرام). له ديوان شعر هو ( طاب يا زين السمر) طبعتان. توفي في الحوطة في 27 سبتمبر 2006م/6 رمضان 1427هـ.
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد .. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ، وإجادته أداء ألوان الغناء اليمني الأربعة. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد اعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ