شريط

27‏/2‏/2012

الفقيد الدكتور أحمد فضل سعد

في موكب الأَبَد


 
الدكتور أحمد فضل سعد اللحجي

 

ويبكي (تُبن) اليوم حبيباً آخر من أحبّته ..

ويذرف (تُبن) اليوم دمعاً جامداً بعدما جفّ ماؤه..

وتَنشُج الأغنية اللحجية نشيداً جنائزياً لوفاة واحد آخر من مواهبها ، وتتدرّع القصيدة بالسواد لغياب واحد من مؤديها..

وتنعيك كلية التربية/ صبر وقاعاتها بدمع مُر ،

وكما تتذكر لحج الأب مدير الأراضي والإسكان، ستظل تذكر الابن المختصّ بجغرافيا السكان

أخو عزيز ، أيها المغادر فجأة من غير إشعار، تبكيك الدار والأشجار والأشعار

أيها الرومانسي اللحجي الجميل بماء القلب نبكيك ، كنت شفّافاً حدّ الشَّوف حتى في اعتذاراتك ،

ما حملت بصدري لك إلا الحب ؛ وما سامحتك، لأنك لم تأت بما يُحمل على المسامحة، ولا عاتبتك ، لأني خبرتك طاهراً حتى حِل الخطأ ، رائقاً كماء العين الرقراق ، نقيّاً كأقرانك تُبّاع الجمال ، حُلفاء المعرفة.

أتخيّلك وأنت تدندن بمنزلي بصبابتك الحالية على أنغام حبيبنا الفقيد أبوبكر عدس – رحمكما الله..

الأكاديمي الجميلأتذكّرك ونحن نراجع سوياً ، بأمل وثّاب ، جغرافيا الماجستير على سرير عتيقة بحوش منزل قديم ..

وفرحت بعودتك من ( بابل ) محمّلاً بالخير العميم ؛ وشهدتك تتدفق في صرحنا فتسقي العقول وأصحابها ، وخبرتك تدندن في منتدياتنا فتبدع كعادتك.

إني أراك كلما فتحتُ نافذة في بيتنا أو باب ، إني أرى العجب بما حفرت على الخشب ؛ وكنت في الأدب واحداً ممن تفاخر بهم لحج وتفتخر.

يا أحمد الفضل يا خير الرجال ، أيها المثابر الجميل، اختطفك الموت منّا ، والموتُ نَقّادةٌ لا يختار إلا الجواهر.

رسمك باقٍ، وزرعُك نامٍ في مَن خلفت، وإنّا نراك فيهم مرحاً نشيطاً آملاً مؤمناً،

ستبقى بقلوبنا حيّاً أبد الدهر فالأطهار أمثالك لا يموتون، بل يبقى ذكرهم عاطراً في الدنيا ، ولهم الحسنى في الدار الآخرة.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ