كلمات ولحن: حسين أبوبكر المحضار ، غناء: عبود زين
يتفرّد مطربو لحج في استطابتهم لكل ألوان الغناء في اليمن والخليج وهم يؤدونها باقتدار عجيب، بل ينثرون عليها من بياض فُل روحهم الصافية الحالية فتخرج على الناس أكثر بهجة وإيناس. هذه أغنية حضرمية من بنات خاطر السيد المحضار يؤديها المطرب عبود زين فتخاله حضرمياً قد استُرضِعَ في الشحير:
يا باقطيّان صلّح لي زهـَــاب الجنبية
مادمت فنّان وصناعتك صنعة راقية
ومن قــال صنعة مَنْ أنا باقول صنعة باقطيّان
كـل من يريــــــــد الزينْ لا يسأل عن الأثمـان
* * *
نوّحْ وسَيْبان تشهد والحُمومي والدِّيَهْ
كنده وهمـــــدان والنهدي وكل البادية
ذي كيرهم يرشِنْ وعاده لم يزلْ لاصي ورشّانْ
كـل من يريــــــــد الزين لا يســأل عن الأثمـان
* * *
قد كان ما كـان اما اليوم بَقْعَةْ خالية
في كل دكـــــان تتوفر بضاعة غالية
والسوق متحسِّنْ مع كـل من بيــدّهْ قرش حنّان
كـل من يريــــــــد الزين لا يســأل عن الأثمـان
* * *
من شغل تايوان ما صفّيت خمسة في المية
أشكـــــــــــال والــوان لكـن ما لبـوهم تاليه
خذْ لك من المثمِنْ ولا تأخذ رخيص الدهر تهتان
كـل من يريــــــــــد الزين لا يســأل عن الأثمـان
* * *
كـــــلٌّ وله شــان والدنيـــا حقيرة فانية
لا تأمن انسان في العشرة حبـاله بالية
عشقته ما تسمّن ولا في الجوع تغني لا انت جيعان
كـــــــل من يريـــــــد الزين لا يســـــأل عن الأثمـان
* * *
للعشق وديـــان كـــلٌّ قـــده يعرف واديه
بالخيـر لا زان يا بخـت النَّشَرْ والراعية
وان قد بطأ مزمِنْ عفاريت الخـلاء تسكنه والجان
كــل من يريــــــــد الزين لا يســـــأل عن الأثمـان
ـــــــــــــــــــ
المفردات: باقطيّان: أحد صاغة الذهب المشهورين بحضرموت. زِهَاب الجنبية: الجنبية هي الخنجر المشهورة التي يستلب بها اليمني والزهاب هو رأس الجنبية الذي يُنقش بالذهب. بَقْعَة: كل بقعة أي كل ما تراه من محلات الذهب. من شغل تايوان ما لبوهم تالية: شغل الصاغة الآخرين كصناعة تايوان رخيص ولا يُعتمَد عليه. نَوَّح وسَيبان والحمومي وكندة وهمدان والنهدي والدية: أسماء قبائل حضرمية معروفة. الكير: نار الحداد. يرشن: يشبّ النار. لا أنت جيعان: لو انت جيعان. النَّشَرْ: الناشرون أي الذين يخرجون من بيوتهم للعمل أو لغيره وقت العصر.
الشاعر: حسين أبوبكر المحضار (1930 ــ 2000). ولد في مدينة الشحر بحضرموت عام 1930م في بيت أدب ودين وتصوف. فجده لأبيه هو الشاعر حسين بن حامد المحضار، وجده لأمه الشاعر صالح بن أحمد خمور. تلقى تعليمه في مدرسة مكارم الأخلاق في الشحر ثم أتم دراسته في رباط الشحر دارساً القرآن الكريم وعلومه والفقه والتوحيد وآداب اللغة والنقد. هو شاعر شعبي يرتجل عفو الخاطر وينظم على السليقة. في شعره بساطة وعفوية وبداوة مستملحة ، وصوره قريبة صادقة لا تصنّع فيها. يبني المحضار نظمه على الجناس ورد العجز على الصدر وهي ميزة شعر العامية في حضرموت. له أربعة دوواين: دموع العشاق 1966م، إبتسامات العشاق 1978م، أشجان العشاق 1999م، حنين العشاق 1999م. توفي في 5 فبراير 2000م في مدينة الشحر.
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. ولد عام 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالة:” فرحة العود في طرب عبود”.
________________________
أغنية (سألت العين) كلمات: الأمير محسن صالح مهدي، لحن: عبدالله هادي، غناء: عبود زين
أغنية ( يا باقطيان ) كلمات ولحن: حسين أبي بكر المحضار ، غناء: عبود زين