كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: فيصل علوي وعبود زين
المقام: (الأصلي) الحسيني ، الإيقاع: شرح لحجي ثقيل (سلطاني)
وكان الشاعر اللحجي من أهل "العاطفة"، اعتقد أن السعادة في ثياب الغواني فصال في الخدور ، وجال في القصور ، وصاحب القامور ..
في الحوافي ، سار حافِ ، طار نظّام القوافي وسْط تعكير النوافي ، وله مع كل خميرةٍ قصة ، وله عند كل خَبزَةٍ خَبر. يسرى "على راس الحنش يدعس ونابه".. يرْقِي سعاد ، ويجمِّش ليلى ، ويطلب المغفرة لفانوسة ..
في مفهوم هذا اللحجي أن الحب يوحد القلوب ؛ والحب كالموت يساوي بين منجل الفلاح وتاج الملك، فليس أمام الحب عبداَ ولا أميراَ .. في سوح العشق وحِلّ ساعته تحوّل الأمير أحمد فضل إلى (حَمَل)، أدنى ظهره و"شلّ المحبوب على عاتقه"، وباراه ابن عمه في الدنوّ والتواضع فقلّد المحبوب " نشان الساق" في ساقه:
وعد اللقاء بيننا في ساعة التّشريق * لو با يقع له يصفّق لي من الطاقه
يهل الهوى والمحبة كثّروا التصفيق * بفعل لخلّي نشان الساق في ساقه
هو مُبتغَى الجميلات، وهنَّ يطلبنه ويخطبن ودّه ويأمِّرنه على قلوبهنّ .. وهو كريم في حبّه ، سخيُّ في عطائه .. منهنّ من تستحق حبّه ، ومنهنّ مَن يستحق حُبّها ــــــ ويا ما بحالي، قل لذول العنب:
********* يا ما بحالي قل لذول العنب *********
ياليتني بجنــاك ، يا بوي أنا ، ياما بحــالي قــل لذول العنب
ما بي سوى فُقْده حرمني فراقه طيبَ نومي يـوم قفّى وهَبْ
ما لي سواكم شي تبــــوني وإلا فين ولّي يا حبــوب الرطب
تكوي الفؤاد النار من فرقكم، يــاما بحالي يا عجيبي عجب
يا أهل المودة وينكم وينكم وين الجـــلاجل وين قرط الذهب
حسّ الكبد محروق من ناركم لمّا رشنتوا نــاركم في حطب
على أيش هشتوني وانا حِبّكم وين المروة يا رجـال السَّلَبْ
نِشِبْتْ ما ودّي سوى قربكــم دخّلت نفسي بالرضـا في حَنَبْ
أنتوا سلا الخـاطر مولّع بكم وأنتوا ســؤالي منيتي والطلب
فيكم كحيل الطرف يعسوبكم فيكم غصون البان سُبْل الهدب
ياليتني بوّاب في بابكـم ماشي عتب في العشق ماشي عتب
مازلت ذاكر في الهوى وعدكم أوفيْ وعودك يا أصيل االنسب
لا تحرمــوني من لقـــــاكم والّا هبّ قلبي في الهوى وانتهَبْ
قل لي وَجَبْ يا زين لما متى باترحـم المُضنى تقُــلْ له وَجَبْ
ساعة مع الأحباب في سوحكم تجلي همومي والغثأ والكَرَب
الوقت عايب والزمان انقلب ، يا ما بحــــالي قل لذول العنب
ــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: الفُقْد: افتقاد المحبوب والإشتياق إليه. قفّى وهب: ذهب مسرعاً كالريح دون الإلتفات إلى وراه. شي تبوني: هل تبغوني؟. فين ولّي: إلى أين أذهب؟. الجلاجل: الخلاخل التي تسوّر بها المرأة رجلها (الحجّالة). رشنتوا: رشنَ النار أشعلها. هشتوني: الهَوش هو النهب. نِشِبْتْ: أي وقعت في شراككم. حَنَب: مصيدة، شرك. قل لي وَجَب: أجب بالإيجاب؛ قل أنك موافق.
الشاعر والملحن: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ(القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وملحن مبدع، وكاتب مجيد، ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدرـ منه خمس طبعات في 1943و1983و1989و 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. صوته كثير الأفانين ، فيه شجىً وشجنٌ يبيد ، لذيذ في جوابه والقرار. فيه نَفَس رجولي جليل ، وفيه نغمٌ أخّاذ تميحُ فيه المعاني وتتركّح. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. أما هو فالجماهير تلقبه (ربان الطرب) ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: " الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( قل لذول العنب ) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: فيصل علوي 71
المقام: الحسيني ، الإيقاع: شرح لحجي ثقيل (سلطاني)
أغنية ( قل لذول العنب ) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: عبود زين 46