مدونة جمال السيد: طرب لحجي: يالله بها خير ساعة

كلمات: الأستاذ عبدالله هادي سبيت ، لحن غناء: محمد علي الدباشي

في هذه القصيدة/ الأغنية سبق ابن هادي سبيت شعراء العرب في مضمار الإحتفال بفن الغناء. يُعدّ وهذا سَبْقه الثاني بعد أغنية القطن (بانجناه). وهوذا يتدفق كسيل وادي تُبَن إستعارات ومعاني غاب عنها التشبيه في مشهدية شعرية تسعد القلب والعقل والوجدان. هنا خلط الشاعر بين الصوفي والعذري، وسكب ماء القلب دَفراً كَرَعَاً يسقي شجرة المحبة لتنمو وتعرِّش في الخاطر الولهان .. يشرب سُبيت بقلبه نغماً وجمالاً ومحبة فهي خَمرته وخُمرته. وزادها اللحن على إيقاع (البَتَل ــ 8/12) حلاوة وطلاوة بأداء المطرب الدباشي على عود وإيقاع وكمان فكيف إن توفرّت فرقة موسيقية لهذا الفن الراقي.

ليس اللحجي ذو مال بل ذا محبة. أعطاه الله الحُبّ والفن والمعنى والمَغنى فاغتنى واستغنى؛ أعطانا الله الماء وأعطى المال لمحتاجيه. والحمد لله حمداً جزيلاً وافرْ.

في الطرب اللحجي الثر، هذه الأغنية الوحيدة التي تؤدى على إيقاع البتل وفكرة أدائها على هذا الإيقاع تعود للمطرب الدباشي.، أما لحن سبيت فنجده في أداء عبدالله حنش. ونورد مثالاً لرقصة (البَتَل) من مهرجان القمندان الثالث المنعقد في نوفمبر 1988م في حوطة لحج، أداء الوالد الخُضيري رحمه الله.

********** يالله بها خير ساعة *********

يا طيـــــر يا طيــــر رفرف * يا عودنـــا رنّ واعزف * با نقطـع العمر ساعة

صب الهوى صُبّ واسرف * خذ حبّة القلب واغرف * ملّـي كؤوس الجماعة

صــبّ المطــــر ، لا تنفنف * ما لك ومــال المسرّف * با نعطي الحب طــاعة

الفجـــــــر غنى بنوره ــــ يالله بها خير ساعة

والخلد يرقص بحوره ــــ يالله بها خير ساعة

والحب فاضت بحوره ــــ يالله بها خير ساعة

والصبح ردّد شعاعه * يالله بها خير ساعة

* * *

يا قلب ذا يـــوم أُنسَكْ * قبّض على الحب وامسك * وانشرْ ليومكْ شراعهْ

كـــم ثقّلك وزن حسّك * والهمّ يُطلِــــــــقْ ويمسك * م اليوم كمّـــل قطاعه

يا قلب قـد ذاب نحسك * وسط الهنا مــــــلِّ رأسك * واصبـح محطة إذاعة

من داخـــل القلب غني ــــ يالله بها خير ساعة

وأشرب عصيرك وثنّي ــــ يالله بها خير ساعة

غني .. ومنّي.. وهنّي ــــ يالله بها خير ساعة

با اعطيــك قلبي نَفَاعة * يالله بها خير ساعة

* * *

يالله بها اليــــــــوم يالله * بانعصر الكَـــــرْم كلّه * بانجعــــل الكاس قاعه

كلّين يعصــــــــر لخـــلّه * كرمـه وغصنه وظله * من خـالف الحب باعه

يالله بها خيــــــــــر شَلّه * فيها الهوى فــاح فُله * أو منّها طــــــال باعه

فاضت زهـــور المحبة ــــ يالله بها خير ساعة

والورد قـــــــد ذاب لُبّه ــــ يالله بها خير ساعة

با نسكـب الفـن سكبـه ــــ يالله بها خير ساعة

كلين يمليْ كــــــراعه * يالله بها خيـر ساعة

ــــــــــــــــــــــــ

* صورة المطرب الدباشي يغني في إذاعة عدن في الستينات أهدانيها الفنان علي باشماخ مشكوراً.

الشاعر والملحن: عبدالله هادي سبيت ( 1918 ـ 2007 ) شاعر غنائي مجيد، وملحن وعازف ومغني متميز. ولد بالحوطة ـ لحج. عمل وكيلاً للمعارف في السلطنة اللحجية سنة 1948م.كان واحداً من رواد النهضة الفنية التي أسسها الأمير أحمد فضل القمندان بلحج. يستقيم شعره على الصورة ورقة المفردة وموسيقيتها وفيه تضمينات و(allusions) تدل على سعة قراءته في الأدب العربي. كتب ولحن القصيدة الغنائية والوطنية ، وكتب النشيد الديني. يجنح بعض شعره الغزلي نحو الصوفية. من أغانيه المشهورة: (يا باهي الجبين)، التي تغنّت بها كل اليمن عام 1957م، (القمر كم با يذكرني جبينك يا حبيبي)، (سألتني عن هوايا فتناثرت شظايا) و(هويته وحبيته) التي بثتها إذاعة صوت العرب بصوت إسكندر ثابت، (لما متى يبعد وهو مني قريب) التي غناها إبن حمدون وطلال مداح.. ترك لنا عدة دواوين منها: (الدموع الضاحكة)، (مع الفجر)، عام 1963م، (الفلاح والأرض) ملحمة شعرية بالعامية نشرت عام 1964م، (الصامتون) عام 1964م و (أناشيد الحياة) 1974م، و(رجوع إلى الله) بالفصحى عام 1974م.. نشرنا عنه كتاب: (عيش بالمرّ نشوانْ) وضم المداخلات التي قدمت في ندوة كلية التربية ـ صبر، لحج في 17 يونيو 1996م. توفي في 22 ابريل 2007م بمدينة تعز وقبره فيها.

المطرب: محمد علي الدباشي عياض (1927 ــ 1983) واحد من أوائل المطربين بلحج. ولد بقرية (بيت عياض) محافظة لحج عام 1927م، وعاش بالحوطة ، واشتغل موظفاً بسيطاً بمحلج القطن. مارس الغناء في المخادر والحفلات العامة فذاعت شهرته، وتميّزت أغانيه ببساطة مواضيعها وقربها من العامة. غنى لمسرور مبروك: (عشق الطفر بس لا كانه) و(شل الشلن واصرفه سنتات)، (يا زمان النور) ولصالح فقيه (شراحي سمّعوا الأوظاف)، ولعلي عوض مغلّس:(كانت محبة لي) وجميعها مسجلة بإذاعة عدن، وغنى لعبدالله هادي سبيت (يا حاكم زمانه) و(يالله بها خير ساعة) ، وغنى لآخرين. توفي في الحوطة مساء الجمعة 18 فبراير 1983م.