الضحك ، كما يقول علماء النفس ، ضرب من المناعة النفسية ، بل هو الترياق المانع من التعاطف أو المشاركة الوجدانية. والفكاهة رد فعل للألم سواء كانت “زائفة” أو “راقية” حقّة كما يسميها الكاتب البريطاني جوزيف اديسون. ومن معطف هذه الحقيقة العلمية نخرج بنتيجة مفادها أن أدب الفكاهة “الزائف” ــ وان كنا نفضل عليه أدب الفكاهة الراقي الذي ينقل معارف للناس ويقرر حقائق ــ له فائدته في خلق توازن نفسي عند قائله وسامعه.
وليس حراماً أن يقول المرء شعراً فكِهاً ، فله أن يفرّج عن كربه ويسرّي عن نفسه ويزجي فراغه ، ويعطي ذاته فرصة للاسترخاء والراحة بعد أوقات الجد وشقاء الحياة الدائم. فإن كانت الحياة صرخة شمطاء، ففيها الحب وهو ابتسامة ناعمة تقلل من قبحها وبلادتها؛ والمرأة هي الدمعة والابتسامة كما يقول فكتور هوغو. وقد اهتم الغربيون بالفكاهة وأدب الفكاهة، وذهبوا يصنفونها ويحددون مفاهيمها وبواعثها ومجالاتها، وسائلها وقدرة كل صنف منها على التأثير، وأشبعوا هذا اللون من الأدب بالدراسات العلمية الرصينة والتحليلات الدقيقة ، في حين أهملها أدباء العرب الكلاسيكيون ، واستبعدوها ولم يضموها في قائمة تصنيفهم للألوان الأدبية. وإذا ذكروا عرضاً شعر الفكاهة المكتوب بالفصحى فإنهم يتعامون عن المكتوب باللغة العامية ، إن لم نقل يزدرونه. أبعدها أبو تمام في حماسته من أبوابه العشرة ، بينما ضمها من المتأخرين عبدالعزيز بن أبي الأصبع في تبويبه وجعلها في الباب السابع عشر (قبل الأخير).
ازدهر شعر الفكاهة والهزل في العصور العباسية. عبر فيه العربي عن رفضه وسخطه وسرى عن نفسه، وعابث ومازح ، وملأ فراغ مشاعره وفراغ وقته. ,إذا أردنا أن نعطي تعريفاً لهذا الشعر فإنا لن نزيد شيئاً عن ما جاء به الأستاذ رئيف خوري في كتابه (التعريف) من أنه:” لون من الهجاء الشخصي لشخص أو لشيء أو لعلة من العلات أو حالة من الحالات ، لا يراد به التشفي والسخر المخدش وغنما يراد به المعابثة والتسلية ، ولولا أن ما يعيب هذا الشعر ما يثقله في أحيان من بذيء اللفظ لكان لطيفاً حقاً ومرفهاً عن النفس لسهولته وطرافة نكته." قال ابن سكّره يجو بخيلاً:
تجشأت في وجه بوابه / ليعرف شبعي فلا أُمنَعُ
نكتفي بهذا المثال ومن شاء أن يستزيد فدونه الأصمعيات ومستطرف الأبشيهي أو العقد الفريد ، أما نحن فهمنا هنا تناول شعر هزلي جديد ، نحسبه يستحق أن ندرسه وأن نعرف به.
رقصة على الطنبورة : شي لله عبدالقادر بالحوطة
في العام 1926 تقريباً ، قال الشاعر المصري (حسين شفيق المصري) شعراً هزلياً قوامه المزج بين فصحى اللغة وعاميتها والسخر والإضحاك أطلق عليه (الشعر الحلمنتيشي)؛ ويشتم من هكذا تسمية ريح العبث والاستهتار والبعث على الإضحاك ، وهذا هو الوجه الأول لغرض هذا الشعر ، أما وجهه الثاني فهو الكشف والإصلاح أو الإفراج عن النفس. واشترع شفيق لهذا اللون الأدبي أن يقوم على معارضة معلقات الشعراء الجاهليين ، ومشهورات قصائد العصور التالية ، وأسمى "حلمنتيشياته": (المشعلقات) و (المشهورات). فعلى وزن معلقة طرفة (لخولة أطلال ببرقة ثهمد) نظم مشعلقة يقول فيها:
لزينب دكـــان بحـــارة منجـــــد / تلــوح بهــا أقفــاصُ عيشٍ مقـدّد
وقوفـاً بها صحبي عليّ هزارها / يقولــون لا تقطـع هــزارك واقعدِ
أنا الرجــل الساهي الذي تعرفونه / خريـــص كجـنّ العطفـة المتلبّد
فإنـــي أراني وابن عمــيَ مصطفى / متى أدن منها ينــأ عنها ويبعــــد
يقول وقد ألقى الرغيف وسابني / ألست ترى جـوزها عويس بن أحمد
فلمـــا تناغشنا الغـــداة وهــزّرت / معـــانا واعطتنــا بـــرولاً بمـوعد
فأقبـــل زوج البنــت يلعـــن أمها / ويسعى إلينا بالمــــداس المهــربد
ومن مشهوراته قوله معارضاً قصيدة يزيد بن ضبة الثقفي التي مطلعها (سليمى تلك في العير/ قفي إن شئت أو سيري):
زمان العيــر قد ولّى / بكمبيـــل وحنتـــور
وزالا أو يــــــزولان / بتمبيـــل ووابــــور
وما التنبيــل والوابور / في عصر الطيايير
تقدم كلُّ أهــلِ الأرض / واحنا اللي ف تأخير
فأخيبهــم ميكــــانيكي / وأشطرنا الفواخيري (1)
وتابع الزجال (بيرم التونسي) مشوار حسين شفيق وتفرّد مثله في فن الحلمنتيشي مع التحرر من أسلوب المعارضات ، وانتقلت هذه الموضة من مصر لتعم باقي ديار العرب. ففي العراق قال الشاعر (حبيب فتيان) قصيدة انتشرت بين الناس هجا فيها حماره ، نأخذ منها قوله:
مــــاذا حدا بك فانثنيتَ مُعنفِصاً / ولقـــد عهــدتــك هادئـاً لا تزكط
وإذا حملت العِدل صبحاً أو مساً / وصعـــدتَ فيــه مفـازةً لا تنحط
مــن ليف نخلتنـا ببــوزك وشمة / اضرط برشمة بوزكم والمربط
ومما تقدم يتبين أن ما يميز هذا الشعر المبتدع أنه يجمع بين الهزل والعبث ، ويزاوج بين فصحى اللغة وعاميتها ، وأنه صادر عن أرواح امتلأت بالسأم والضجر والقلق. وقد وصل الحال بناظميه حد تبرمهم من الأدب والشعر ربما لأنهم رأوا جنوح الناس في مجتمعاتهم على اجترار الماضي وعادات الجدود ، وشعر الجدود ، فعبروا عن سخطهم من تلك التقليدية المفرطة وعمدوا إلى معارضة أشهر قصائد السلف.
ومن مثل تلك المعارضات حلمنتيشية عارض فيها الخفنجي موشحة ابن زهر الأندلسي ؛ وللخفنجي في فن " المشخير"، كما يسميه ، ديوان ضخم هو "سلافة العدس وزهر البلَس".(2)
وقد طرق شعراء العامية المتأخرون هذا اللون من الشعر ، ويكاد يقتصر في لحج على الشاعر (مسرور مبروك) وأشهر فكاهياته تلك التي غناها الفنان الدباشي، وفيها ينقد سلوك العاشق اللحجي، قال:
عاشق زري ابن حافتنا / يلبس ثيابه ويتعطّر / ماشي معه في الكَمَر عانه
ينشر مــع العصر يتنشّر / ماسك بيده عصا موجر / كـــــأن ألفين عدوانه
لا غــدّر الليــــل يربشنــا / يفعــل لنـا ليليـه مسمر / وا بـال وا دان وادانه
أبــوه وامه يغــــدونه / حلبه موَزَّف وخبــز احمر / يصيب عقله وشيطـانه
وهذه الفكاهية قريبة الشبه بمطارحات (الفُسيّل) و(الخَفَنجي) و(أبي طالب) الهزلية. وأهل لحج ، كأهل صنعاء مشهورون بروحهم المرحة، وحبهم للدعابة والنكتة. وآخر ما طالعناه في هذا المضمار قصيدة للشاعر (عبدالخالق مفتاح)، يصف فيها الاحتفال بذكرى الأولياء (الموالد) وصفاً جميلاً مفرحاً ، وينتقد هذا التقليد نقداً حلمنتيشياً :
هناك دوشة على بيرق / وصــوت مجــذوب يتمــرّق
كم من هلي بينهم يعرَق / حقيـق في الناس في اذواق
واللي حمل هيكل الكسْوَة / ويرش مــاورد من دلْوَه
لكل وافــد بــــلا دعـــوه / ويعطّـروا الناس بالمزاق
وثــم رقصــة ودرهـــانه / ولعــب : في بيستك عانه
كم من هلِع خروشوا ثبانه / روّح ولا مـوس حق حلاق
وهناك هجاء فكه للشاعر (أمبيلة) صاحب قرية الحمراء فيه نَفس حلمنتيشي، وهو يشبه (الهايكو) الياباني :
شِلْ حِزفي من الدخشوش وأهلي ركوب
وانا احسب انه ورش واثره هبوب
ما أدري انه جِحف من تحت ديمة
ولا نقر لحسين شفيق بالابتكار إلا في مزاوجته بين الفصحى والعامية في الحلمنتشية الواحدة ، واتخاذه من الهزل والعبث والنكته غرضاً قائماً بذاته أما فن المعارضات فقديم في الشعر العربي ، وكان آخرها معارضات هزلية خنثة شاعت عند العباسيين فالأندلسيين، وقد تحصص أبو الحسن بن حزمون فيها وله معارضات كثيرة عارض فيها موشحات لابن زهر وغيره وقلب معاني تلك المعارضات..
وإذا كان الحلمنتيشي يمثل وجهي العبث والنقد معاً واستمراراً متطوراً للقصيدة الفكاهة ، فهناك نظم آخر ظهر في الستينات جديد وغريب وعجيب هدف إلى العبث ولم يتعداه ، هو شعر "الطمبرة".
الطنجرة صفة للعناد والتخلق بأخلاق أهل طنجير من بلاد العبيد ، وطنجير أظنها (تنجير) وهي (النيجر) بأفريقيا . لقد أُستُجلِبَ كثير من العبيد إلى البلاد العربية للعمل والخدمة. ولما كان أولئك الوافدون يجهلون التخاطب بلغة البلاد التي يجلبون إليها قال العامة عن المتكلم في غير الموضوع: طنجير، وكلام طناجر.. ومثلما حمل الطناجر أخلاقهم ورفضهم، جاءوا بعاداتهم وتراثهم وموسيقاهم؛ ومن بين آلاتهم الموسيقية التي أحضروها ألة (الطنبورة)(3). وكان للسلطان العبدلي ن مثلاً، فرقة موسيقية من العبيد تخرج في الأعياد والمناسبات إلى شارع الحوطة تعرض ألعاب ورقصات وأغان أفريقية تقوم موسيقاها على الطبول الأفريقية وآلة الطمبورة المشهورة، وقد عرفت تلك الفرقة في لحج باسم "فرقة الطمبورة"، ونطقوها (طنبرة) أو (طمبرة).
هكذا عرف العامة في لحج أولئك القادمين الجلاف من أهل طنجير، وأهل الطنبورة ، وضربوا بهم المثل في البلادة والسذاجة وخطل الرأي والجهل باللغة المحلية ، فقالوا في الواحد منهم: طنجير أو طنبرة. وعلى ذلك، فإني أطلق اسم "الطمبرة" على نظم شاع في لحج واستظرفه من يتقن لهجة لحج من غير أهلها.
إذا كان الحلمنتيشي يتفق والطمبرة في أحد أهدافه وهو التفكه وتزجية أوقات الفراغ ، إلا أنه يتعداه إلى نقد الواقع وفضح العيوب والدعوة لإصلاحها ؛ أما ناظم الطمبرة فقد قبع في محله واكتفى بالعبث والبحث على الإضحاك حد القهقهة، قال الطمبري:
الإنجليزي لعين بنّد علينا القات
والقات ماشي كماه
لما تخزن تكيّف
يعتمد الناظم الطمبري على المخالفة بين الصور والأفكار والرسم بريشة كاريكاتورية فيها خيال. تأمل كيف رسم الطمبري محبوبته:
يا مريم الروم يا قصعة ملا مظرب
الحقو حزمة قصب
والرأس من فوق شونة
يختلف الطمبرة عن زميله الحلمنتيشي في أنه يأتي في منظومة قصيرة جداً هي أشبه بالهايكو الياباني (Haiku)، ويتشابه مع الهايكو في أن صوره تحمل الإدهاش والغرابة.، والطنبرة هي ملح فكاهية قصيرة لا غاية لها إلا الإضحاك :
يا سكر انقاص يا حالي كما البامية
يا ليتني بحري
بشبع لي من الرمباع
لا البامية في حلاوة السكر ولا علاقة للسكر المقطع (نقاص) بالتمني التحول إلى بعير (بحري) ، ولا فائدة مرتجاة من التحول غير الرفس الفوضوي. وهذا مثال آخر يعمد فيه الطمبري إلى المخالفة ، فيمتدح قوماً في المقطع الأول ، وما يكادوا يفيقون حتى يجرّهم في الأرض جر التغلبي، قال:
لا تصحب إلا قبيلي من بني مرباح
أهل السيوف والرماح
ذي حمّلوا الصعب جنظال
إن كنت من أنصار مذهب “الفن للفن” فسوف يروقك هكذا نظم وستعده زجلاً فكاهياً وربما دعوت شعراءنا للإتيان بمثله ، أما إذا كنت ممن يربطون بين الشعر والحياة فإنك لن تقنع بأن يكون هذا من الشعر في شيء. وإذا كان ، فهو عبث وعبط لأنه بعيد عن غاية الأدب وماهية الفن ؛ ولكنك في الحالتين ستضحك وتقهقه ملء قلبك ولن تقنع ولربما طلبت المزيد .. فأزيدك:
قال (قادري أحمد عوض ـ صاحب بيت عياض) مقوّلاً صديقه (عوض هادي ـ صاحب بيت الهراني):" كنا عُيّنا أنا وعوض ـ كجنديين في شرطة العبدلي ـ حارسين بمنطقة الوهط ، ولظروف لم يسمح لكلينا بالرواح إلى منزلينا، وكان عوض يريد أرسال رسالة إلى والدته ينصحها فيها بعدم بيع (الجحاشير)، فقام (الفقع) بالمهمة. قال:
يا فقع رد السلام لا عند والدتي
وقل لها من عوض
أوبهي تبيعي الجحاشير
يظن أهل لحج أن قائل هذا "الشعر" هو (عوض هادي بادهول) والحقّ هو منه براء، إنما قائله الحقيقي هو (قادري أحمد عوض) من بيت عياض وكانت تربطه ببادهول زمالة عمل. وكان عوض هادي رجلاً جلفاً لا يقبل المزاح، وذلك ما دعى قادري إلى ابتكار هذا النظم وإلصاقه بزميله الحرن فيحظى بمتعتين: متعة نظم شعر الطمبرة ومتعة الضحك من غضب زميله. وقد ساعد قادري على الاستمرار في النظم إلحاح الأمير أحمد بن علي العبدلي على سماعه ومتابعته للجديد منه.
وقادري مزارع من أسرة فلاحية لها بالأرض التصاق عميق لذلك تجد كل صور وتشبيهات شعر الطمبرة لا تخرج عن الأرض والزرع ومتطلبات الفلاح وحاجياته:
من الوهط روّحت معبي كما القفعة
الراس حبة قرع
والعين حبه طماطيس
لم يقتنع الناظم بلفظة (زميطا) بل تفاصح لإظهار عشقه للبندورة فدلعها: طماطيس. والحب في شعر الطمبرة طفولي ساذج حدّ العبط؛ هوذا الفطام يطعم الريق لبناً لا عسلاً:
نزلت أمس العُبَر صفّر لمضنوني
حالي وريقه عسل
كما اللبن في قارورة
إني اضحك حد القهقهة، وهذا وحده هدف هذا النظم. قيل أن ابن سيرين كان يضحك حتى يسيل لعابه من قول الشاعر:
أُنبِـئـتُ أن فتاةً همـت أخطبهـا / عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول
فما تراه صانعاً لو كان سمع قول قادري في معشوقته:
دقّيت بالباب قالت مرحبا سيدي
قلت: أنا عوض الصديق
يا رزّ كوره مكرعم
إنّ تفسيرالشعر، ولو كان حلمنتيشياً أو طمبرياً، يفسده ويفقده لذته، فاتركك تقهقه ما طاب لك ذلك ، خذ هذه:
يبكي عوض بادهول يبكي ويتشنهج
على الوجَر ذي نسيها
في بيت عمته طيور
وهذه:
نتعت عرق الحشيش سوّيت أبو جمرة
وابوي جاب التتن
هو والوكيل استراحوا
وهذه ايضاً:
صبحت بك يا أبش ، نشرت يا مطلوب
لقيت كلبه عرور
قايم على البير تنبح
أعرف أنك تتقلب من الضحك فأقطع عليك لا خوفاً من أن تشرق ، بل لأننا لا نحب استغفالك لأنه ، كما قال كاتالالس:"ليس أشدّ غفلة من ضحك المغفلين".
مايزال للحلمنتيشي رجاله وإن قلوا ، ولكن ليس لشعر الطمبره غير مبتكره. وقد سمعت بيتاً لناظم من بلدة (الحسوة) يدعى (ربحتو) يقرب قليلاً من الطمبرة ولكنه بالكاد يبعث على الإبتسام فخذه مسك الختام:
يمرج (الماطر) للي مشاهرته ميتين
والتخزينة بتسعتعشر ■
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة (الهلال) السنة الرابعة والسبعون، العدد الثامن، أغسطس 1966. ولد حسين شفيق المصري بالقاهرة في (1882)من أبوين تركيين وتوفي بها في (1948).
(2) أحمد بن حسين شرف الدين : “الطرائف المختارة من شعر الخفنجي والقارة” ، مطابع سجل العرب. وفي مكتبة جامعة الملك سعود مخطوطة لأحمد بن حسن الخفنجي بعنوان: “سلافة العدس ولب العلس في المضحكات والدلس”، برقم 7901، ومرجعها الجامع الكبير بصنعاء: 584.
(3) أنظر “ المغرب في حلى المغرب”. ج 1 و2
■ نشرت بمجلة (الحكمة) العدد (177) في نوفمبر 1990
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية (والله ما فرقته) كلمات: علي عوض مغلس، لحن: سبيت، غناء: أحمد صالح عيسى
أغنية (رحماك بالعبد الأسير) كلمات: علي عوض مغلس ، لحن وغناء: أحمد صالح عيسى
رقصة على الطنبورة : شي لله عبدالقادر بالحوطة