كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل العبدلي (القمندان) ، غناء: فضل اللحجي وفيصل علوي وعبود زين
المقام: البياتي على النوى ، الإيقاع: زف لحجي ( 8/6 هاجر + مرواسين )
نظمت في رمضان 1357هـ/ نوفمبر 1938م
يسير الشاعر اللحجي بالفرح ويسكبه حيثما حل سكباً ؛ فجلّ غايته أن يرى السرور قد انتظم الناس جميعاً .. ترجّع روحه آهات المعمودين وأناتهم حِلّ الهجر وساعة الوصال شعراً وشعوراً ، نغماً وحضوراً ، جواباً وقرارْ.
جادت قريحته بشعر عامر بالنعومة ولطف الإشارة والابتكار والتصوير والحياة حيث تتراجع أدوات التشبيه ويغدو المحبوب هو الفل والكاذي، وهو (القرمش والمضروب) ، وحيث يقترن الموز بالنرجس والباذنجان بالبيذان، والخِيَار بالمشبّك والمكركر حيث يصلح كل شيء أن يكون فناً أو مادة للفن. وجاء الشعر اللحجي رقيق الأوزان سلِس العبارة ، تتنقّل على حروفه موسيقى لينة الملامس غنيّة الأوتار؛ فترى أبو اسحق مُستجلي أسرار الطبيعة قد تجلّى في القمندان ، وترى ابن عبدربه قد تجدّد في عبدالخالق مفتاح ، وتلقى أمين نخلة اللبناني قد حلَّ في ثوب الأمير عبدالحميد عبدالكريم .
****************** مليح يا زين ******************
يــا ورد يـا كاذيْ * يا موز يا مشمش ويـا عمبرود يـا قمري الوادي * لـك خَـدّ شاميّـه وعيـن الهنـود يـا فل يا نــــادي * قل لي ليالي الوصل شي باتعود بانجلـي الصادي * يا سمهري القامة أسيل الخدود اذا حــَـدَا حـادي * ليـــــلاً تذكّــــرتك فرقت الرقـود نسيـت ميعــادي * مَنْ علّمَـك لمّا خلفـت الوعود؟ كسرة / طيب يا زيـن طيب * مرحبــــا بالحبيب كل شي بالنصيب * في ليــالي السعود إنّ هــــذا الهوى * في الحشا كم كوى مــا لقينـــا دواء * فـي ليــالي السعود يا حمام الحسيني * حُبكُم فــي الشِّوى الهجر ماهو سوا * في ليـالي السعود ليه هــــذا الحظــا * إنّ عين الرضـــا باتـردّ القضـــــاء * فـي ليالي السعود
يـا هركلي يا اهيف * يا بــــدر في الدنيا أضـاء الحَلَـكْ
بالمغُــرَم الُمْـــدَنف * ارفــق فـإنّ الروح والقلــب لـك
في ثغــرك القرقف*والناس ذي في الأرض تحت الفَلَك
عَبيــــد لا تــــــأنف * بيــدك من الرحمـان بالمُلك صكْ
ارحــمْ مُتيـّـم عَـفْ * أوعاد شي فـي لـوعة الحب شك
لا تطرحه في الرف * ولا تشفّــــي عــــاذله والحسود
كسرة /
طيب يا زيـن طيب * مرحبـــا بالحبيب
كل شي بالنصيب * في ليـالي السعود
دام دام الســرور * يومنــا يـــوم نـور
وانشراح الصدور * في ليالي السعود
يــا عَلَـس يا بَلَسْ * يا شـذى فُـل نَــسْ
أنتَ ضـوء الغلس * في ليالي السعود
فيك طـــاب السمر * تحـت ظل الشجر
وضيـــــــاء القمر * في ليالي السعود
وليــــــه تتـــــألم * يا قلـب إنَّ الخـــــــل مــا يرحمك
عســـــاك باتفهم * من علمك ذا النـوح ، مَنْ علّمك
وارضَ بما قد تم*لا عذر لك من ذا الحب لا عذر لك
وايـــّـــــاك تتنـدّم * فــــأنتَ ما حبـيــــــــــــت الا ملك
وليـــــــه تتظلــم * حـــــأشا علـى ذاك الملك يظلمك
ما با يجـلّي الهم * سـواه بــــايطفي حريــق الوقـود
كسرة /
طيب يا زيـن طيب * مرحبــــا بــالحبيب
كــل شي بالنصيب * في ليــالي السُّعُود
دام دام الهـنــــــــا * يــــــوم نلنـا المُنى
قـل لســاجي الرنا * في ليـالي السعـود
رق قـلبي .. وهَشْ * وانتشـى وانتعـشْ
يا قــلش يا قـــلش * في ليــالي السعود
فوش هـذا الوَرَشْ * قــل لقمــري غبش
رشّني بالمــــــرش * في ليـالي السعود
كحيــل ومخضب * وزدت فـي أذنيك قـرط الذهب
تريـــد با تنهـــب * لِمَ الكبد تلهب لِمَهْ القلب هب
كيه عَرْ تتقـــرب * باقول بك سكته في الليـل قب
ظمــآن بأ بشرب * صهباء ترد الروح فيها حَبَبْ
في البُعد ليه ترغب*انت السبب في الحب انت السبب
وكنت ما بـاحنب * لولا ركوني يا ورِشْ الوعود
طيب يا زيـن طيب * مرحبــــا بالحبيب
كل شي بالنصيب * في ليــالي السعود
آن آن اللقـــــــــا * يـــا غُصَين النقـــا
لك طـــــــول البقا * في ليـالي السعود
أنت للغيـــــد سِيْد * كلُّهــــــم لك عبيـد
مَنْ أحبّــــك سعيد * في ليـالي السعود
ما اتركــك قـط قط * يــا حّسيـن النقط
مَــــن رآك انبسط * في ليالي السعود
بأ معــك بأ معــك * في الهوى با تبعك
شلّـنــــي با انفعك * في ليـالي السعود
شنشني ..شنشني * يــا مطــــر رشّني
يـا محبــة ارشني * في ليـالي السعود
والصـلاة ع النبي * الهُمـــــام الأَبــي
أحمـــد العـــــربي * في ليالي السعود
ـــــــــــــــــــــــــ
المفردات: الحظا: الحظوة، المغالاة في تقدير النفس. المُدنف: الذي أهلكه الغرام. أو عاد شي: أم هناك شكاً في لوعة الحب. لا تطرحه في الرّف: لا تهمله، لا تتركه على الرف وهو المكان العالي بالمنزل حيث توضع الأدوات والتحف. ياعلس يا بلس: العَلَس ضرب من الحنطة تكون حبتان في قشر وهو طعام أهل صنعاء؛ والبَلَس من فاكهتهم. قلش: لفظة صنعانية تعني الثوب الجميل؛ والقَلَش والقلَس: صوت المغنى مع رقص؛ والقلَش أيضاً مرحلة يستبدل فيها الطائر ريشه في عمر الخمسة أشهر. الوَرَش: التأنُّق والجمال. فوش: كفاية. رشّني: أسكب عليّ قطرات ماء الورد. المَرش: هو الإناء الذي يوضع فيه الماورد. كيه عَرْ: أحذّرك من الإقتراب؛ وعر لفظة تحذير تنطق مصاحبة مع عصر القائل لإحدى أذنيه تحذيراً وتحديّاً. قَبْ: هو الصوت االذي يصدره تقبيض الكَف (onomatopoeia). بأ معك: أبغي معك. يا محبّه ارشني: اشتعلي كالنار.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ(القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد، ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدرـ منه خمس طبعات في 1943و1983و1989و 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج".
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. صوته كثير الأفانين ، فيه شجىً وشجنٌ يبيد ، لذيذ في جوابه والقرار. فيه نَفَس رجولي جليل ، وفيه نغمٌ أخّاذ تميحُ فيه المعاني وتتركّح. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. ولد عام 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ عبود الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني ، على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على عدة آلات وأبرزها آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: "الوهط دار المسرة"، "الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( مليح يا زين ) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: فضل اللحجي 167
المقام: البياتي على النوى ، الإيقاع: زف لحجي ( 8/6 هاجر + مرواسين )
أغنية ( مليح يا زين ) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: عبود الزين 10