مدونة جمال السيد: طرب لحجي: يواعدني وينسى ليلة الميعاد

كلمات: صالح نصيب ، لحن: فضل محمد اللحجي ، غناء: علي سعيد العودي وفيصل علوي

المقام: الحسيني على النوى ، الإيقاع: الوحدة الكبيرة

وكما استخرج مسرور بن مبروك من نار (عبادي) المدفونه درراً، واجتلى القصائد على القات المُبَرّح والمداعة، استوحى (صالح نصيب) من سكون ليل الحوطة المحروسة حرقة الهجر والوِحدة فنظم: (أنا والليل والبمبة وفكري والقلم). والحرمان والكبت يرهف حساسية الشعراء ويذكي العاطفة فلا تنطفي ويخرجها الشاعر في لغة بسيطة وتعابير باسمة لا عبوس فيها ولا يبوس، شكا (نصيب) وجع بعاد المحبوب ومماطلته فكتب في الأديبة فانوسة (أخاف منك عليك) و(يواعدني وينسى ليلة الميعاد) ..

******************* يواعدني *******************

يواعدني وينسى ليلة الميعاد ويتركني * أنا والليــــــل والأوهـــام تعذبني

وبا كذّب ظنوني * وباهدّئ شجوني

مع لما تهيّجني

يواعدني

* * *

وبافضـــل منتظر ســاهن وصــــــاله * وفي ذاك القمــر با انظر خيــــاله

يضاحكني وانا ضاحك خيال * وجنّني وانا ما بي جنـــــان

ويخلف يوم يوعدني

يواعدني

* * *

ولمّا القاه يضحك لي * يقول لي لا تآخــذني

أنا لك ملك في إيــدك * ولا بنسى مواعيدك

لما قد فات أعذرني

* * *

سألت الورد ذي زيّـن خـــــدوده * متى يا ورد يــــــرحمني ؟

متى بحظى بتقبيلك * وباستنشق عبيرك

عبيرك يبعث الأرواح للأموات من ثاني

يواعدني

* * *

وعاهــــــــــدته وأقسم لي يمين * وطــــــــالبته يجيني من بحين

ووافقني على الموعد وراح * وخـــلاّني معذّب للصباح

ودمعي نار في جفني

يواعدني

ــــــــــــــــــــــــــ

الشاعر: صالح سعيد نصيب (1930 ــ 1995 ). ولد بحوطة لحج مديرية (تُبَن) عام 1930م، ودرس في مدرستها (المحسنية). واشتغل معلماً في مدرسة جعار بمحافظة أبين .. ثم في مدرسة بلقيس الأهلية في الشيخ عثمان بعدن وقضى حياته بسلك التربية والتعليم. عاش نصيب رجلاً بسيطاً وشاعراً متمرداً. هو شاعر غنائي مُجيد ، جلّ قصائده غناها كبار مطربي لحج مثال عبدالكريم توفيق وحمدون وفيصل علوي ومحمد سعد صنعاني ومهدي درويش. من غنائياته: (منيتي يا سلام) ، (أخاف منك عليك)، (قضيت العمر يا قلبي معذب)، (ياللي تركت الدمع يشوي مقلتي)، (طريقي شوك مليانه) ، (يذكرني القمر خده) وغيرها. خلّف ثلاثة أبناء وديوان عنوانه:"الحب مش عيب". توفي في حوطة لحج عام 1995م وفيها قبره.

المطرب: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وله ( يا الله درك غارة) وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة.

المطرب: علي سعيد العودي. (1942 ــ …) صُبيحي من مواليد قرية (الفرْشَة) ومن سكان قرية (الحبيل) محافظة لحج. سمعه الشاعر الأمير عبدوه عبدالكريم والملحن صلاح كرد والموسيقار فضل اللحجي يدندن (وهو صغير) في بستان الحبيل وأعجبهم صوته فضموه إلى الندوة الموسيقية اللحجية. أعطاه فضل اللحجي ألحان منها: (يا نجمة الفجر) (إن قلت باتوب)، (منيتي يا سلام) ، (بداية الحب نظرة) و( سلمت للحب أمري)، وغنى من ألحان سعودي تفاحة: ( يباني عود له ثاني) و( أنا والعقل في حيرة) ، ومن ألحان حسن عطاء وشعر أحمد سيف ثابت الدبيني (أيش ذي قل عقلك/التلفون). ومن لحن الأمير محسن أحمد مهدي وشعر صالح نصيب (يعاتبني). والعودي شاعر وملحن وله تسجيلات عديدة في إذاعة وتلفزيون عدن. من كلماته وألحانه: (صباح الخير بالباكر)، (صباح النور يا زهرة) و(ضاع الأمل).