كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل العبدلي (القمندان) ، غناء: فيصل علوي وعبود زين
المقام: جنس بياتي على درجة النوى ، الإيقاع: شرح بدوي
ليس شعر الغناء اللحجي محض وعاء صوتي مطرب، بل هو عبارات ومعان، حُفّت برقيق اللفظ، وزُفّت بأنيس الصور، فجاءت العاطفة دالةً متدللة، وأقبلت الفكرة خصبة عميقة.
والأغنية اللحجية شعرٌ خالص نُظِم للخاصة ، وصُبَّ في بوتقة العامة ، وهي لحنٌ عمره الدهر، وضربٌ سلطانيّ صُكَّ في الحوطة العبدلية فخرج مباهج مباهج.
هذه أغنية مطلعها لشاعر دثينة بنى عليه القمندان، يغنيها المطرب فضل اللحجي في مخدرة في السبعينات ــ والمطرب اللحجي يبدع ويتسلطن حين يغني في المخادر / الحفلات الشعبية.
************* هيثم عوض قال *************
هيثم عوض قال ليت الأرض في وَدْرَه * باســـلّي القلب ما بابات شي مغبـــونْ
حتى ولا الناس با تـلـقـي عليْ سمـرهْ * القلب ما طـــــاع يقنع والهوى مسنونْ
هيثم عوض قـال يا مَدهـونْ بالخُمرَهْ * لا هانت الناس أنا حاشا عليْ ما هونْ
مِن موسمك بَيْـتْ لي راعـدْ وبأ مَطرهْ * بعـد العشا تِسْلِيْ المكروب والمحزون
يا الله من الزيــن زانت حين بـأ نظرهْ * وبأ جِنَــا تيــن فـي تشرين أو كــــانون
يا بوي أنا يا ضنى حالي من السَّجْرَهْ * حاشا علي ألف حاشا ما اخرج المكنون
حتى ولو خـــاطري مكــزوز بالجمره * الله له أمــره وانا بَصْبُرْ على المضنون
ما يسهر الـليـــل إلا مـن بهِ القَمْـرَهْ * وذي صَبَحْ جسمه الضاني كما العرجون
يبات يــردف أنيــن الشــوق والزفره * والقلب محروق يمسي والكبــد مطعون
سقى عهود اللقاء يا بوي من هجره * سقى سقى الشِّعْب والوادي مطرعثنون
متى متى بالسمر با نجـلــي الحسـره * يا ريحة الفــــل والريمـــــــان والحنون
هيثم عوض قال بَعْطي خاطري جَبْرَهْ * ما دام في القلب نبرهْ با اذلح المخزون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات:
ودرَه: داهية. تلقي: تفعل. بَيْت:بغيت، أردت. بأ: أبغي. الخُمرة: الطيب والعطر. السجْرة: الخدعة. مكزوز: محروق بالجمر.العرجون: أصل العذق الذي يعوج وتقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابساً لإنعراجه. العُثنون: المطر ما دام بين السحاب والأرض. نبرة: نبضة.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار". زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وله ( يا الله درك غارة) وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ