كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل العبدلي (القمندان) ، غناء: فيصل علوي ورمزي وعلوي فيصل
ومتى بلغ بالشاعر اللحجي وجدُهُ تخومَ الجذب الحسي حضّر عقله وارعوى، وله في السلف عظة وعبرة، وكان له في (الجذبة) و (الدمندم) مخرجاً آمناً .. وما سري العبدلي لغير الحبيبة والحَبَابة .. ومتى جافاه محبوبه فإنه عاشق سلطان لا ينتصف من المحبوب بل يشكو منه إليه ، مقتفياً أثر ابن اللحجية، معلم الغرام الأول، القائل: " قبّح الله محبّاً ينتصف ":
***************** يا ليلة النور *****************
متعــــوب منّـك يا خـلّـي على شــــانك * شلّيت كــــم من بــــاطل ليه تجفيني
عـــــاني وصلتك بأ شربة من المبسم * ظـامي فما مـاء الكــــاسات يرويني
قفّيت مني في الموسم وانا صـــــــابر * لمّـــا متى باتـرحـــــم باتــــــواسيني
عنـــدك خبر كيف حـــالي يــوم قـالوا * ما عـــــــاد لك بي رغبة باتــــلاقيني
أما أنـــــا والنبي ما اسلى ولا اتقنّــع * لما قــــد المولى يهديــــكم ويهديني
دوّرت مثـــلك في الدنيـا ولا فيها * يا سيدي ملأ عيني لا هندي ولا صيني
عبــــدك أنا تحت أمرك أيش جابوا لك * عني خبر غشّك تهجـــرني وتقليني
ليلي صفـــــاء في سمَركم يا مهـــلا يا * ســاجي الرَّنا ليتـك ليله تـنـــــاديني
ضـــــاقت بي الدنيـــــا ماعـاد لي فيها * راحـــة سوى لما تـرضى وترضيني
يابـوي قهري عليكم وين با القـــــاكم * لا جيت لا بــــاب المحبـــــوب ردّوني
شفّيت بي يا قمر شعبـان ذي ما فيهم * رحمة وذي عنــدك كادوني ويشنوني
ياما بحـــــــــالي منك يا عسل صافي * جرداني شفـاء وافي للقاصي وللداني
ما كان منكم واجب يوم أنا صـــــابر * يا سيدي على ما بي أذكركم وتنسوني
يا فل فاتش شذي يا ريحة الكـــــاذي * بعـد الجفـــــاء ليتـك زارة يوم تدعيني
ــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: عاني: قاصداً. بأ : أبغي، أريد. قفّيت: تركتني، أعطاه قفاه كناية عن الإهمال. تقليني: تتركني أحترق على مقلاة هواك. شفّيت بي: مكّنت حسادي من التشفّي. كادوني: تآمروا علي، يشنوني: يبغضوني. عسل جرداني: من أشهر أنواع العسل اليمني. زارت يوم: زورة يوم تدعوني.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ(القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد، ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدرـ منه خمس طبعات في 1943و1983و1989و 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.
المطرب: رمزي محمد حسين صالح. من مواليد (الخيسة) البريقة محافظة عدن ؛ بها نشأ وتلقى تعليمه الثانوي والجامعي بكلية الإقتصاد ــ جامعة عدن. هو واحد من تلاميذ المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي. لرمزي صوت حلو ، فيه شجو وتطريب ، ويحفّ به عنفوان عجيب ، وفيه سلطنة و"جهورية" أندلسية تُذَكِّر بذاك الزمن العربي الجميل في الصقع الغربي الريّان. وفي صوت رمزي وضوح كبير ، ومدّ وامتداد مفرح حدّ أنك تسمع بوضوح حالي آخر حرف في البيت. ورمزي عازف عود ماهر لا تشبع من عزفه المتجدّد المتنوّع المبدع ،. نشرنا عنه كلمة :( رمزي .. رب غفار واحنا منّها با نولي) مثبته بالمدونة.
المطرب: علوي فيصل علوي. ( 1976 ــ 2015). ولد في 15 أكتوبر 76م في مدينة الحوطة محافظة لحج. هو ولد المطرب اللحجي الشهير الفقيد فيصل علوي رحمه الله. درس الإبتدائية والمتوسطة في مدارس الحوطة ثم بمعهد الفنون الجميلة بعدن عام 1994م. علوي مطرب موهوب ذو صوت جميل وأداء مُطرِب وعازف عود متميّز كأبيه. له شهرة واسعة في الحفلات الشعبية (المخادر). من أغانيه: (يا عيون النرجس) للقمندان دويتو مع عبود، (كريم الجود) لليافعي، و (يا سماء صبي) من شعر النصري وأدى أغنيتين على ايقاعين آخرين مثال (يالمحبين) غناها على ( ايقاع / رقصة االشدّة ــ للرجال) من شعر الأمير عبدوه عبدالكريم، ومثلها أغنية (شراحي) على (ايقاع / رقصة التمسية ــ للنساء) من شعر صالح فقيه فأضفى عليهما حلاوة وطلاوة. وفي اليوم الثلاثاء 27 أكتوبر 2015م بمستشفى الدرة بدار سعد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( يا ليلة النور) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: علوي فيصل 239
أغنية ( يا ليلة النور ) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: رمزي محمد 284