شريط

6‏/12‏/2016

طرب لحجي: سرى الهوى في الحسيني

كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل العبدلي (القمندان) ، غناء: مسعد اللحجي وفيصل علوي

المقام: الحجاز على النوى ، الإيقاع: شرح لحجي ثقيل (سلطاني)

ظل الأمير القمندان في كل شعره يئن ويحن .. يبحث عن الحبيبة معبّراً عن اشتياقه ، مؤكِّداً إخلاصه في حبه كبيرنز البتول الإسكتلندي الشاعر في "A Red, Red. Rose ". فلا تجده محتفلاً بلقاء ما خلا في "البدرية"؛ بل هو يحتفل بتجربته في الحب مصوراً ما أحدثه حب لحج فيه أكثر من وصفه لها ومدحه لجمالها. ظلت لحج هي الحبيبة البعيدة المنال، إذ أرادها كما هوى هو ، وما قرَّ له قرار حتى رآها أغنية مكتملة العافية قد طبقت شهرتها الآفاق، فاحتفل احتفاله الثاني في " واعلى الحنا"، وهي التفسير للفرمان السلطاني في "البدرية":

نُجَيم الصباح ،

يا مرحبـــا بالضياء والنور / هاشـوا مُهَجنا بنـات الحور

فين ( النُّفَيلي أبو طهرور ) / يمحي لنا في الحشا سجّين

لقد ملأت "البدرية" الدنيا وأطربت الناس. و"مزاحم بلجفار" لقد فعلت. القمندان عبدليٌّ متى شرب وأرغد. لحجيٌّ إن أسهل أو أنجد ؛ عبدليٌّ في حرارة دمه وإيمانه ، لحجيٌّ حتى في حلفانه. اللهيب في لحفته تضرمها الأشواق ، وقضى عمره يا دوّار يا حلاق .. وضاع الجمل بعدهم والحمل والأوساق :

منظر من صبر لحج****       سرى الهوى في الحسيني شوّق العشاق       *****

نقدم هذه الأغنية بصوت مسعد اللحجي والتي سجلت على اسطوانات في حياة الأمير القمندان ، وهي تمثّل حلقة أولية من تاريخ تطور اللحن في الأغنية اللحجية حيث نجد اللحن يستقيم على التوزيع العروضي للقصيدة ما يمثل بدايات صناعة اللحن عند العبدلي. ونتبعها بأغنية أخرى بناها القمندان على غرار الأولى على دان (يا طير كف النياح).

 عبادي السوبحيسرى الهوى في الحسيني شوّقْ العشاقْ

              لما متى فــــــــي الهوى يا قلبي المشتاقْ

تمسي في الليـــــل تذرفْ دمعكْ المهراقْ

              يحرّق القلب بُعـــــــــد الهركلي حـــــرّاق

محبته في فؤادي داخــــــــــــــل الأعماق

              نفّس على السـاق مني في الهوى بالساق

يا مَن جعيـــــــــده على الأكتاف يا نذواق

              يا فرحة العيــــــد بـــــل يا بهجة الإشراق

كفى … كفى صاحبــك من فرقتك ما ذاق

              كفى الجفـــاء فوش خلّك فوش ما قد ذاق

كفى كفى البعــــــــد يا ما بي من الأشواق

              يا لــــوز يا مـــــوز يا تفـــــــاح في أطباق

لباس مزارع لحجيعسى من الجـــود يحصــــــل يوميه فرّاق

              عسى عسى نتفق ساعة سمــر في الباق

لما متى الشوق يا دوّار يا حِـــــــــــــــلاّق

              ضاع الجمل ضاع ضـاع الحمل والأوساق

نسنس نسيم الصَّبا والجــــو بعــــــده راق

              رقّ الهوى شوّق الصبيـــــان والحـــــذّاق

ذلوا عـــــــزيز الهــــوى ذلــوه وقالوا قاق

              وأعطــــــوك رقعـــة (عبيداللاه والعيثاق)

باعوا ربابك بلا دعــــــــــــــــوة ولا ربّاق

              وانا مــــــع الناس باسفح دمعي الرقراق

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

المفردات: جعيده: شعره الطويل. نذواق: نذَق تعني رمى ونذواق رمي أي شعره المرسل على اكتافه. حِلاق: بحث طويل. الحِذّاق: البالغين أهل الخبرة. رقعة عبيد اللاه والعيثاق: إسمان لقطعتي أرض زراعيتين. ربّاق: تصنّع البكاء.

القمندان3الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.

ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في  أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).

2الفنان مسعد بن احمد حسين2الفنان مسعد بن احمد حسينالمطرب: مسعد أحمد حسين اللحجي. من مواليد مدينة الحوطة ـ لحج. وكان مطرب القمندان الثاني بعد فضل محمد اللحجي وكان يلقبه القمندان بـ (بلبل لحج). سجل له الأمير في حياته على الاسطوانات عدة أغاني منها: (يا ما بحالي قل لذول العنب) ، (سرى الهوى في الحسيني)، ( يا مولى الشراع)، و(قفيت يا ناسع القامة ودمعي يسيل) و( الليلة صفا الجابري) على أسطوانات أوديون، و( يالله هناء يا مرحبا بالهاشمي) وسجلها على اسطوانات السيد العدني. توفي ودفن في الحوطة ـ لحج.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

imageأغنية (سرى الهوى) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل (القمندان) ، غناء: مسعد اللحجي  306

imageأغنية ( سرى الهوى ) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل العبدلي (القمندان) ، غناء: فيصل علوي 38

               المقام: الحجاز على النوى ، الإيقاع: شرح لحجي ثقيل (سلطاني)