كلمات: سالم علي حجيري، لحن وغناء: فيصل علوي
الحجيري شاعر مجيد، ومناضل صنديد؛ عركته
الحياة عرك الرحى بتفالها.. صاغ بستان (الحُسيني) وجدان الحُجيري، وشكّل
(المخَرّج) و (لِحْسَان) ضميره ، وأورثته ( السّاف و منصاع ) والكدام الأُخَر
تفكيراً صافياً، وتعيراً عناصره الماء و الخضرة والفاكهة و الريحان. رضع الحجيري
من ( الحبيل ) عنفواناً عذباً؛ ولا بدع فهي بلدة (الفارسي) محطم السجون وعاشق
الحرية، وهي موطن (سطيح) كاهن العرب الأول. ولأن خلا ديوانه من ذكر (الحبيل) مسقط
رأسه، فإني وجدته قد استوحى (طين السااكن) و(عتيرة) وقناة (امغراير) وكدام (سعيدة)
و(عميران) شعراً وموسيقى، وموقفاً.
شعره غنائي يعبر عن اختلاجات النفس، وألفاظه
غالباً بسيطة جارية على الألسن، فيها عفير لحج وشجن تبن، وفي كثير من قصائد
الديوان شعرٌ حلو النسق والسياق،
لا تجد عند الحجيري تصويراً بل تعبيراً
مباشراً عما يعتمل في نفسه، أُخرِجَ في لغة تكاد تلامس الحديث العادي. يسيل
الفرح والمرح اللحجي على صدور القصائد وأعجازها، وتخالك وأنت تقرأه أمام زجال
لبناني من العيار الثقيل :
أبو جمال حبيلي، والحبيلي لحجي، واللحجي مشرّع غرام. إنه يعرف كيف يخاطب المرأة ، فهو خبير بطب المرأة المعاندة .. وهو مخلص في حبه كل الإخلاص، وإذا ما جافاه المحبوب أشتكى منه إليه وعاتبه بعلو الصوت هكذا: غلطنا يوم حبيناه …
غلطنا يـــوم حبيناه * وباسم الحب ناديناه
ومن عاداه عاديناه
* * *
غلطنا يــوم قلنا له * يخلينــا علــــى باله
ولمّا ترجينــــــاه
* * *
معاه في السِّر قلنا سِرْ * ومن أجله جَرَعنا المر
ويا ما تجـــرّعناه
* * *
سمع فينا كلام الناس * وهذا اللي يشق الراس
وما قد سرّهم سوّاه
ـــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر: سالم علي حجيري (1941 ــ 1986) من مواليد الحوطة - محافظة لحج عام 1941م. شاعر غنائي جميل يعتمد شعره على التعبير أكثر من استناده على الصورة. وصل بعمله الإعلامي مديراً للإذاعة المركزية في عدن، وقبل رحيله كان مديراً لدائرة التأليف والترجمة والنشر والرقابة على المصنفات الأدبية والمطبوعات بوزارة الثقافة والسياحة. ترك ديوان شعر بعنوان: (قد نلتقي بكره) صدر عن دار الهمداني ـ عدن عام 1980م. وله بالاشتراك مع صديقه الشاعر أحمد سيف ثابت الجزء الأول من كتاب: (مائة شاعر و600 أغنية). من أشهر أغانيه: (يعيبوا على الناس) ( متى با ترحم) ، ( الصبر مفتاح الفرج) ، ( غلطنا يوم حبيناه) … توفي في 13 يناير 1986م
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحن وغناء: فيصل علوي