كلمات: أحمد عباد الحسيني ، لحن: صلاح ناصر كرد ، غناء: فيصل علوي وعبود زين
المقام: الراست مع جنس حجاز على درجة النوى ، الإيقاع: مَيحة لحجي (6/8 هاجر + 2 مرواس)
تفتح كتاب أدب العرب فتلقى الشاعر اللحجي حاضراً على طول ضفتي (تبن). تلقاه أميراً ، وكاهنا، ومحارباً؛ وتلقاه وثنياً، وأول الموحدين .. وتفتح دفتر الغزل العربي فتجد اللحجي هو صوت الغزل ومعلمه للعربان، نسيباً وتشبيباً، وعلى الحقيقة قبل المجاز. تشهد الشاعر اللحجي سارياً على ظهور المطايا نحو بخور الحبيبة ، أو مترجلاً "على رأس الحنش يدعس ونابه" ، يغمز لهذه، ويجمش تلك، ويعفى على آثار تاك ، إنه خبير غرام، لا تفلت من بين يديه حسينه. زهر وماء وخضاب، وطرب وخُمرة وإزّاب وحبيب مؤانس إذا مشى خلته غصناً بين الأغصان …
هذا الذي ينهب العشاق راس العصابة * يشابه الغصنْ من شافه خرجْ من صوابه
وهذه هي الأغنية اللحجية المتدثرة بمعاني المحبة، والمكللة بالورود والرياحيين، والمتطيبة بالبخور واللادن، و"العنبر الأصلي في ساحلي مجدوح"، الجالسة ألحانها على رقصات بديعة صقلتها السنون، يتدفق منها الفرح اللحجي تدفقاً، وتنثال منها المحبة شلالات بيضاء وميازيب لا يعتورها عيب. وهوذا المطرب اللحجي قد أطلق صوته في الأثير فقيّد المعنى الشارد واللحن الآبد ووضعهما في حنايا السلك نغماً خالصاً. ومَن أبدع من فيصل (سلطان الطرب) أو من عبود (ربان الطرب) وعلوي ورمزي في العزف والأداء ــــــــ وباتهنّى عود في عين الحسود
با اسألك بالحب يا فـــاتن جميل * ذي جعلني تحت سلطـــانك ذليـــــل
ليـــــه لما صبتني عني تميـــــل * وأنت قـــــد أصبحت ضوّي والدليل
* * *
بعـــــــدما ولّفتني حلو الكـــــلام * بعــــــــــد كلمة حب منّك وابتسام
بعـــــــــدما سخّـرتْ قلبي للغرام * ليــــــــــه كوّيته بنيران الخصــام
* * *
ليه يالمحبوب أرضيت العذول * شوف من بُعدك قوي صوت الفضول
منهم كـــم باتت الدمعة تجـول * وأنت ما تسمـــــــــــع قلبي ما يقـول
* * *
أوه منك ، بس قـــــــل لي شو تُبأ * فوش ما قـد صـاب قلبي من وباء
كــــل ما با تقـــــول أمـرك مرحبا * منيتي ، ذا الروح منّي لـــــك جَبَأ
* * *
ليت يالمحبوب للبــــــــاكي تجــود * ليت ليلــــــــة من ليــاليـنـا تعــود
بقطفه ما طــــال من ورد الخـدود * با تهنا ، عــود فـي عيـن الحسود
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* هذه أول أغنية سجلها المطرب فيصل علوي لإذاعة عدن عام 1958م.
الشاعر: أحمد عباد الحُسَيني ( 1944 ــ 1969 ). ولد بمدينة الحوطة محافظة لحج. تلقى مبادىء القراءة والكتابة على يد أبيه العلامة عباد علي الحسيني؛ وقد كان أبوه يريده أن يخلفه في مركزه الديني لذلك وجدناه ينشر أغانيه بادئ الأمر تحت اسمين مستعارين هما: (الشلن) و(مهيم) إحتراماً لأبيه. هو شاعر غنائي مشهور، له قصائد غزلية مسموعة مثال: (يا شقي في يوم عيدك)، (كان واللي كان) ، (تقول العين ذا ملكي)، (ذا القمر نوّر وإلاّ ذا الحبيب)، (بالصبر يا قلبي الحزين)، (ما بك سخى يا ورد تذبل)، (رحمتك قمت تنكرني).. كتبت عنه الكاتبة فاطمة محمد بن محمد (عندما كانت طالبة بكلية التربية – صبر) بحثاً ضمّ جلّ قصائده. توفي في الحوطة في 1969م.
الملحن: الأستاذ صلاح ناصر كُرْد (1953 ــ 1966). من مواليد الحوطة ـ لحج. تلقى تعليمه بالمدرسة المُحسنية. هو من بيت أدب وطرب. عُرِف كملحن مبدع. من ألحانه: لأحمد عباد الحسيني: (كان واللي كان كان) ، ( أسألك بالحب)، وللأمير محسن صالح مهدي من مقام الراست: (بنار الشوق قلبي تجلع). توفي كرد في (حادثة الكود) الشهيرة التي توفي فيها معه (علي فقيه) قائد الفرقة (أخ فتحيه الصغيرة) وآخرون وكانوا في طريقهم لإحياء حفلة فنية بمنطقة (باجدار) في أبين في سبتمبر 1966م.
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. أما هو فالجماهير تلقبه (ربان الطرب) ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: " الوهط دار المسرة"، "الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
المطرب: رمزي محمد حسين صالح. من مواليد (الخيسة) البريقة محافظة عدن ؛ بها نشأ وتلقى تعليمه الثانوي والجامعي بكلية الإقتصاد ــ جامعة عدن. هو واحد من تلاميذ المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي. لرمزي صوت حلو ، فيه شجو وتطريب ، ويحفّ به عنفوان عجيب ، وفيه سلطنة و"جهورية" أندلسية تُذَكِّر بذاك الزمن العربي الجميل في الصقع الغربي الريّان. وفي صوت رمزي وضوح كبير ، ومدّ وامتداد مفرح حدّ أنك تسمع بوضوح حالي آخر حرف في البيت. ورمزي عازف عود ماهر لا تشبع من عزفه المتجدّد المتنوّع المبدع ،. نشرنا عنه كلمة :( رمزي .. رب غفار واحنا منّها با نولي) مثبته بالمدونة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية (أسألك بالحب) كلمات: أحمد عباد الحسيني، لحن: صلاح كرد ، غناء: فيصل علوي(صغيراً) 5
المقام: الراست مع جنس حجاز على درجة النوى ، الإيقاع: مَيحة لحجي (6/8 هاجر + 2 مرواس)
أغنية ( أسألك بالحب ) كلمات: أحمد عباد الحسيني ، لحن: صلاح ناصر كرد ، غناء: عبود زين 49