كلمات: شاعر صنعاني مجهول ، اللحن: تراث صنعاني ، غناء: فيصل علوي ومحمد علي الدباشي
يتفرّد مطربو لحج في استطابتهم لكل ألوان الغناء في اليمن والخليج وهم يؤدونها بإطراب عجيب ؛ لا، بل هم ينثرون عليها من بياض فل روحهم الصافية الحالية الزكيّة فتخرج على الناس أكثر بهجة وإيناس. هذه أغنية صنعانية يؤديها المطرب فيصل علوي فتراها تمشي في (وِيل) لحجي أخضر مشجّر، وتسمع وتستمتع بترقيص الوتر وترقيق المعني من صوت كثير الأفانين، فيه شجىً وشجنٌ يبيد، لذيذ في جوابه والقرار. فيه نَفَس رجولي جليل، وفيه نغمٌ أخّاذ تميحُ فيه المعاني وتتركّح.
يا جـــزيل العطـــاء نسألك حسن الختــامْ * فــرّج الهم واكشف مضيقهْ
واجعـــل المصطفى شافعي يـــوم الزحام * يـوم يفر الشقيق من شقيقه
المعنّى يقــول في هـــــوى سـامي القوام * قـــد تحمّلـت ما لا أطيقه
غصت في بحر ما لُهْ طرَف يا اهل الغرام * واصبحت مهجتي فيه غريقه
تـوّهــت بي ســــواعي هُيــــامي والغرامْ * واركَدَتْ في مراسيْ عميقةْ
حين في الغرب تجري وحين مشرق وشام* مثل مَن ضَــل منهج طريقه
كيف يا اهـل الهوى والمعـارف والذمـام * كيف يا اهل القلوب الشفيقه
حلها مخجــل الشمس والبـــدر التمـــــام * ومغيـر الغصــــون الرشيقة
الذي أن شربنـا على ذكــــر المُـــدامْ * ذكّـــــــرتنا معـتّــقْ رحيقه
وإذا لاح بـــــــــارق ذكـــــرت الإبتسام * عن درر نــابته فـي عقيقه
مَنْ رسـولــي إليه ، من يبلغ لُهْ ســـلام * ويجيء من لديــه بالحقيقة
ويقول له تعـال ما السبب كيف الكـــلام * ما حــداً شيْ يضيّـــع رفيقهْ
كيف تنسى الذي ما سمع فيك الكـــلام * من عـــدوه ولا مـن صـديقه
ليت عينك تشوفْ حــــالته جنح الظــلام * ودمــوعه بخــــــدّه طليقـه
تهجـــعْ الـنـــاس جَمْعَة وعينه لا تـنـــام * يحسـب اللـيـــل دقيقة دقيقة
كيف يهنـــــاه شربهْ ويهنـــــاه الطعــامْ * وهـو يشــرقْ بدمعـهْ وريقه
والمراد منك والقصــــد يا كــل المرامْ * حفـظْ تلـك العهــود الوثيقة
مثلمـا قـــد حفظهــا على مــرّ الدوام * واشتهـر بالوفـاء والحقيقة
والصــــلاة تبلغ المصطفى خير الأنــام * وعلى الآل أهـــل الطـريقة
ــــــــــــــــــــــ
الشاعر: القصيدة لمجهول. أختلفوا في نسبتها لشاعر بعينه ؛ ففي سفينة الماس وسفينة نعمان أنها للملك المجاهد، وفي سفينة خليفة أنها لعبدالرحمن الآنسي الصنعاني، بينما تنسبها مخطوطة الجامع الكبير لإبنه أي أحمد عبدالرحمن الآنسي. (انظر: شعر الغناء الصنعاني للدكتور محمد عبده غانم ، 1980.دار العودة ـ بيروت).
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. صوته كثير الأفانين، فيه شجىً وشجنٌ يبيد، لذيذ في جوابه والقرار. فيه نَفَس رجولي جليل، وفيه نغمٌ أخّاذ تميحُ فيه المعاني وتتركّح. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م
المطرب: محمد علي الدباشي عياض (1927 ــ 1983) واحد من أوائل المطربين بلحج. ولد بقرية (بيت عياض) محافظة لحج عام 1927م، وعاش بالحوطة ، واشتغل موظفاً بسيطاً بمحلج القطن. مارس الغناء في المخادر والحفلات العامة فذاعت شهرته، وتميّزت أغانيه ببساطة مواضيعها وقربها من العامة. غنى لمسرور مبروك: (عشق الطفر بس لا كانه) و(شل الشلن واصرفه سنتات)، (يا زمان النور) وللشاعر صالح فقيه (شراحي سمّعوا الأوضاف)، ولعلي عوض مغلّس:(كانت محبة لي) وجميعها مسجلة بإذاعة عدن، وغنى لآخرين. توفي في الحوطة مساء الجمعة 18 فبراير 1983م.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( يا جزيل العطاء ) كلمات: صنعاني مجهول ، اللحن: تراث صنعاني ، غناء: فيصل علوي
أغنية (يا جزيل العطاء) كلمات: صنعاني مجهول،اللحن: تراث صنعاني، غناء:محمد علي الدباشي