كلمات ولحن : الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: فيصل علوي
سرى الهوى في (الحسيني) شـوّقْ العشاقْ * سقى ليـالي التـــلاقْ
وحـادي العيس والناق
ذكّـــــرتني الأنس مــــلّا خــــــاطري أشواق * لا كــان يـوم الفراق
والقلب لما ذكـر ضاق
ذكَـــرتهـــم أهــــــل ودّي ، كيف بالمشتــاق * ذكــر أحبـّــةْ رفـــاق
بَعــــــد الأحبّـــة ولو راحــــوا جـزائر واق * ما قصـدي إلا الوفاق
يمين ما ارجع وميثاق
يـــاما قضينــا ليــــــالي بالهنــــاء تستــاق * ياما اعتنقنـــا عنــاق
والتفت الساق بالسـاق
عسى يسهّـــل كمـــــــــــاها ربنـا الخــــلاق * ونجتمــع بالرفــــاق
في لحج والخيـر دفاق
كــــــانوا أحبة صفاء وفي الهـوى حــــذاق * وشهد حالي المذاق
وانس يحـــلا ويلتـاق
اسكب على فرقهـــــــم يا دمعـي المهــراق * فراقهم لا يطـــــــاق
من بَعــــــدهــم كيف يسلى قلبي الخفـــــاق * سكران ما عاد فاق
فرق الاحبة علي شاق
ضـــاع الجمل بعــــدهم والحِمْـل والأوساق * حقيق ما هــو نفاق
وشــاغل القلب سَوّاق
فيهـــــــم بهـيّ المحيّـا ، بهجــــة الأشــراق * جـــواد يوم السباق
بدرالدجى شمس الآفاق
ــــــــــــــــــــــــــــ
* نظمت في ربيع أول 1343هـ
المفردات: الحُسيني: بستان واسع بلحج مساحته 75 فداناً يشمل عدة بساتين هي:بستان الحسيني والرمادة وقرّة العين والبحيرة وحيط البصل، وكان الأمير الشاعر قد جلب كثيراً من غروس أشجار الفواكه من الهند كالاترنج والليمون والعاط والخرنوب والشيكو، والبيذان والمانجو والتمبل وغيرها؛ ومن الرياحين الفل والكاذي والنرجس والياسمين والخوع والحنون وغيرها. ومثلت بساتين الحسيني مغاني طيبة للشاعر. وقد زار البستان لشهرته عدد من الشخصيات العربية المرموقة : من لبنان الأديب الكبير(أمين الريحاني) صاحب كتاب (ملوك العرب) عام 1952م، ومن مصر الأديب السيد محمد الغنيمي، ومن تونس عبدالعزيز الثعالبي، ومن العراق الأديب صالح جلبيت وبعثة مجلة العربي الكويتية في استطلاعها العدد 84 نوفمبر 1965م. عن لحج، وآخرون.
الناش والباق: الناش بالهندية تعني الرقص والباق البستان. حذّاق: ج حاذق وهو صاحب الخبرة. يلتاق: يدوم طعمه. الحِمْل: الحمول على ظهر الجمل. الأوساق: ما يوضع فوق الحمول لغرض المعادلة.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ(القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد، ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدرـ منه خمس طبعات في 1943و1983و1989و 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. صوته كثير الأفانين ، فيه شجىً وشجنٌ يبيد ، لذيذ في جوابه والقرار. فيه نَفَس رجولي جليل ، وفيه نغمٌ أخّاذ تميحُ فيه المعاني وتتركّح. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( طاب السمر ) كلمات ولحن : الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: فيصل علوي
أغنية ( يا طير كف النياح ) كلمات ولحن : الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: فيصل علوي