كلمات: يحيى عمر اليافعي ، لحن: تراث يافعي ، غناء: عبود زين
وُضعت هذه الأغنية على تفعيلة وإيقاع يافعي جميل تؤدَّى عليه رقصة تدعى (الشوبلية) وقد سمعت على هذا الإيقاع أغنية دينية (قال السناني) وشاهدت كيف يُرقص عليها، ولكم أعجبني اللحن والرقص. وماذا عليّ لو أطلقت على هذه التفعيلة/ الإيقاع (بحر بَنَأ) وبنأ ثاني أهم وديان لحج وأبين ـــ والواد علمياً قد كان في يوم بحراً: الشوبلية على بحر بنأ.
إنها واحدة من أحلى أغاني يحيى عمر فيها الإيقاع اليافعي عذب لا يُملّ سماعه؛ وقد أداها عبود بإطراب عجيب، ومَن أمهر من عبود في الغناء:
****************** السبول الهاجر ******************
يا مرحبا ما هز ريــح البـــاكر * مرحَبْ مُحِب لا شاف واصلح بابه
يا مرحبا بالهيف لي هو خاطر * سيد الخـــــدم يسبــح ذبِيـل اثيـابه
خلّى الولَــع يمشي بفعله حائر * مثـــل ( العقيلي ) ذي يُسُـكْ أنيابه
وقلت له: سألكْ بمنشيْ الماطر * تشفق فـي المفتــــون من عــذّابه
إنّ الهوى صوبهْ بقلبي نـــــافِر * ماذا القـدر؟ كـم بايكون أصوابه؟
صــافح ولا تفــزع ولا تِحَـــــاذر* الكِبْر مُردي ما حـــــدا يرضى به
ما ترحموني ع البلاء كم صابر *من جوركم (يحيى) فَرَق أصحابه
لا ابعـدْتْ منكم عاد قلبي حاضر * مَن خان في عهده عسى لا جابه
وأنت عجيب القلب عــادك ذاكر * ذاك الوفــــــاء والقول ذي كنّا به
ولا ضربت الصوت وآجي ظاهر * وأدخــــل وادق البـاب من تحيابه
وابني عليـك الدار ، وآسي دايِرْ * واطـــرح مئة حرّاس يمسوا بابه
وادخّلـك بين السبول الهـــــاجر * واقــــول: ذا المضنون يا حيّـا به
وأقـاتل أهلك يـوم شرعك قاصر* ما قاتلوا (مَرحَب) علي واصحابه
واذكـر محمد ما يشن المـــاطر * من راس نايف عاليــــات أشعابه
ــــــــــــــــــــــــ
المفردات: الهَيف: الأهيف. ذبيل الثوب: ذيله. يسُك أنيابه: تصطك. وابني عليك الدار وآسي داير: أبني عليك الدار ثم أحيط الدار بسور. السبول الهاجر: السبول الكبير الحجم الممتلئ. ما قاتلوا: كما قاتلوا. مرحب: فارس اليهود الذي هزمه علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في غزوة خيبر في محرم السنة السابعة للهجرة. نايف: عالي؛ واسم جبل في (مَشْألة) مسكن آل الجمالي قوم الشاعر.
الشاعر: يحيى عمر (أبو معجب) الجمالي اليافعي (ت. 1906). شاعر عامي غزلي فحل من شعراء القرن الحادي عشر الهجري. ولد بيافع لحج وعاش بها ثم عاش بصنعاء زمناً ثم تنقل على المراكب من عدن إلى حضرموت وتردد على المخا والخليج ومنها هاجر إلى الهند فزار حيدرآباد الدكن ومدراس وكلكتا، ثم ولاية (برودة) حيث كانت بها جالية حضرمية فاستقر هناك وتزوج ، والظاهر أنه مات هناك. كان يحيى عمر يجيد العزف على العود (القنبوس). نال شهرة واسعة في اليمن والجزيرة والخليج. وشعره مرغوب محبوب لسهولته وموسيقيته وجرأته ومرحه. هو شاعر عاشق فارس يجد المعمودون وأهل الغرام في أغانيه تجاوباً وصدى لما تفيض به أفئدتهم من لواعج الغرام حِلّ الوصال أو ساعة الحرمان والهجر بكلام يافعي زاخر بالبساطة والحياة. غنى له الدوخي الكويتي وضاحي البحريني والمسلمي وفيصل علوي والمرشدي وكثيرون غيرهم. جمع شعره الغلابي وبو مهدي وذيبان وعوض مثنى في كتاب أسموه: (غنائيات يحيى عمر) صدر عن دار الكاتب العربي ـ دمشق في 1993م؛ كما أصدر الخلاقي كتاباً آخر عنوانه:(شل العجب .. شل الدان) طبعتين عن مطبعة جامعة عدن 05 و 2006م.
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه، أما جمهوره فيلقبه (ربّان الطرب). ولد عبود في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: "الوهط دار المسرّة" و"الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( السبول الهاجر ) كلمات: يحيى عمر اليافعي ، اللحن: تراث يافعي ، غناء: عبود زين 163
أغنية ( محنون قلبه يباني ) كلمات: صالح البان ، لحن: الكيلة ، غناء: حسن كريدي (صغيراً)