كلمات ولحن: الأستاذ عبدالله هادي سبيت ، غناء: فيصل علوي وعبود زين
في شجى صوت عبود سر حلاوة المفردة ووضوحها. تسمع منه الأغنية – وكنت قد سمعتها قبله عشرات المرات - فتستغرب كيف لم تنتبه لجمال صورها ومعانيها قبلاً. وهو فوق ذلك يكثر من التبصر في المعنى فلا يؤدي الأغنية إلا بعد مراجعة وتمحيص مثال غنائه من نظم القمندان : "..كيه بس سكّن / يا مخبأ في الدبداب كف العناد" و " في الحسيني مست (خِيرة) جماعة واصحاب" وليس (خبرة)، وغير ذلك كثير. ومن جديده أداء مقاطع غنائية تجاهلها من سبقوه مثل ختام قصيدة (ليه يازين ما شان) للشاعر عبدالله هادي سبيت وهي من الغنائيات التي أحسن سبيت ختامها، وتصديره لها بدان من شعر علي عبيد محلتي:
يا ليـــــل با اشكي عليك الجــــور والبُعــدا / وحيــــد ما لي حدا / أجـرّ نهداً بنهدا
يوم اذكُر الزين ماشي شوف ماشي اهدى / ونا عليه الفدا / من حين يُقبِلْ ويبدا
يا ليــــل طــوّل ، ويا فــــــوج النسيم أبـــدأ / ويا حزين اقهدا / لما قــد الفُـلّ يندى
وا ليــــل كم لي ونا صابر على البردا / وسيرتي في ردى / سهران والعين رمدا
وا ليـــل لأجلك تركت الأهـــل والبلدا / أنوح مُستنجدا / أمشي على الأرض جَهدا
ليه يا زين ما شان
دمعتك غالية / يا ذي ضمارك دموعك / عاد في الأرض رحمان
كلها فـــــانية / ما بــــــاقي إلا ولوعك / وأنت حــــابل بشمسان
خلها حــــالية / وأسكب على المُرّ روحك / عيش بالمُر نشـوان
ليه يا زين ما شان
همّتك عــالية / ما شــان يأسك ونوحـك / كثرة النوح خــــــذلان
هـــذه الساقية / تسقي زروعك ودوحك / والمطـر فـوق لِحْسَانْ
ليه تضجر وتحزن / ربنا بالمطر شن / وأنت بالدمع هتّان
قد رواهم ظمأ / ذي جزّعوا العمر سكرة / يرتعوا مثلما الضان
يا لحـظ العمى/ يا ما عمى البعض جَبْرَهْ / شرب من غير ميزان
قـد إله السماء / وزّع على الكـــــل أمره / بين سـالي وكربــان
سيلنا قـــــد دفر / حطّوب باطن وقــــــــابل / ليلنا ليــــل مروان
مَيلنا قـــــد شمَر / شلّوا الدول والقبــــــايل / بانصيّف في لبنان
ــــــــــــــــــــ
الشاعر والملحن: عبدالله هادي سبيت ( 1918 ـ 2007 ) شاعر غنائي مجيد، وملحن وعازف ومغني متميز. ولد بالحوطة ـ لحج. عمل وكيلاً للمعارف في السلطنة اللحجية سنة 1948م.كان واحداً من رواد النهضة الفنية التي أسسها الأمير أحمد فضل القمندان بلحج. يستقيم شعره على الصورة ورقة المفردة وموسيقيتها وفيه تضمينات و(allusions) تدل على سعة قراءته في الأدب العربي. كتب ولحن القصيدة الغنائية والوطنية ، وكتب النشيد الديني. يجنح بعض شعره الغزلي نحو الصوفية. من أغانيه المشهورة: (يا باهي الجبين)، التي تغنّت بها كل اليمن عام 1957م، (القمر كم با يذكرني جبينك يا حبيبي)، (سألتني عن هوايا فتناثرت شظايا) و(هويته وحبيته) التي بثتها إذاعة صوت العرب بصوت إسكندر ثابت، (لما متى يبعد وهو مني قريب) التي غناها إبن حمدون وطلال مداح.. ترك لنا عدة دواوين منها: (الدموع الضاحكة)، (مع الفجر)، عام 1963م، (الفلاح والأرض) ملحمة شعرية بالعامية نشرت عام 1964م، (الصامتون) عام 1964م و (أناشيد الحياة) 1974م، و(رجوع إلى الله) بالفصحى عام 1974م.. نشرنا عنه كتاب: (عيش بالمرّ نشوانْ) وضم المداخلات التي قدمت في ندوة كلية التربية ـ صبر، لحج في 17 يونيو 1996م. توفي في 22 ابريل 2007م بمدينة تعز وقبره فيها.
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: " الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( دمعتك غالية ) كلمات ولحن: عبدالله هادي سبيت ، غناء: عبود زين
أغنية ( دمعتك غالية ) كلمات ولحن: عبدالله هادي سبيت ، غناء: فيصل علوي