كلمات: عبدالله هادي سبيت ، لحن: الأمير عبدوه عبالكريم وفضل محمد اللحجي ، غناء: فيصل علوي
وقاومت (طهرور) وأبي (النُّفَيلي) التخلي عن شعوذته، وحرم أهله من الماء ومن الهوى، وكان في الأرض جدبٌ، وكان في النفس خواء .. وخرجت النسوة وقت " السحور "، بكباش عور ، يقرعنَ في الصدور ، حاملات جعاباً ملأى بالبيض و الحلويات و التمور إلى راس الوادي لملاقاة (فَرْهُود) .. وازدادت الحالة سوءاً ، فكان على قمندان العساكر أن يتصرف ؛ فأصدر (أحمد) فرمانه السلطاني ، مجده الذي ترك فيناً دويّاً كأنما "تداول سمعَ المرءِ أنْمُلُهُ العشرُ ":
حلال العشق لاهل الهوى وامن معه زين حبّه * يسوِّي له قشاقش ولبَّه
هي نفس دعوة Marvell إلى الحب ، والدعوة إلى الحب دعوة إلى الحياة "to live energetically ". وهذه دعوة مارفل وفكرته قد تجسّدت في ابن اليافعيّة . قال مارفل في قصيدته " To His Coy Mistress":
And tear our pleasures, with rough strife
Through the Iron gates of life
Thus, though we cannot make our Sun
Stand still, yet we will make him run
تَرَدَّدَ صداها في روح ابن هادي سبيت في "يحسب أنه بعيد ما يدري انه بقلبي" حبّاً فيه ذَوب وصدق وتحرّق ـــــــ وذا ملا شرشفه ..
********** يحسب أنه بعيد **********
يحسب أنه بعيـــد ما يدري أنه بقلبي * والمحبة تزيـــد والقلب كــــــم بايخبّي
يحسب أنه هجرني قُل له أنك مكانك * داخل الروح وسط الجوف دايم مكانك
كيف أنا باتـركك * قـد فـــــؤادي معك
والهوى قد شبك * مابين قلبك وقلبي
لك سُهادي / لك فؤادي
لك حياتي وانا قدني لحبك شهيد
يحسب أنه بعيد ما يدري أنه بقلبي * والمحبة تزيد والقلب كم بايخبّي
* * *
* * *
آه من ذا الهوى له داخل القلب قلعةْ * مَنْ حرم به نوى صلى مع العيد جُمعةْ
كــــلما جيت ملّيتـــه مسكني بكلبـــهْ * قــد فعــل في طريقي ألف زًرْبَهْ وزربه
بيننــا معــــركــة * كلهـــا عشبكـة
ما اتركه ما اتركه * لو با اقتلع ألف قلعه
له هيامي / به غرامي
كل ما قال به يمشي سوى أو غوى
يحسب أنه بعيد ما يدري أنه بقلبي * والمحبة تزيد والقلب كم بايخبّي
* * *
سهم عينه مَكَنْ عاده فيَ القلب حانبْ * قد قطَــعْ لي كفن باموت للحب واهب
قـد عطيته حيـــاتي إنْ رضيْ أو تمنّعْ * كم جِعَـثْـني وكم عـــذّبْ وقطّعْ ورقّعْ
ذا ملا شرشفه * لو يقع لي اخطفه
با ارشفه با انشفه * با امسي ملا الكاس ذايب
له أنا له / في حباله
با اطعم المرّ من كفّيه سلوى ومَن
يحسب أنه بعيد ما يدري أنه بقلبي * والمحبة تزيد والقلب كم بايخبّي
ـــــــــــــــــــــــ
المفردات: يحسب: يظن. قل له أنك مكانك: أخبره أنك لما تزل داخل الروح باق. مسَكني بكلبة: قبض عليَّ بكمّاشة ولم يتركني. زربة: الزّرب غصن الشجر اليابس الذي به شوك. مَكَن: تمكّن. حانِب: واقع في الشرَك. جَعَثني: بالغ في إتعابي. لو يقع لي: لو أقدر لخطفته. ملا شرشفه:الشرشف الملاية أو العباية التي تتدثر بها المرأة أي أن محبوبته بهكنة تملأ عبايتها. أنشفه: أشمّه بقوة.
الشاعر: عبدالله هادي سبيت ( 1918 ـ 2007 ) شاعر غنائي مجيد، وملحن وعازف ومغني متميز. ولد بالحوطة ـ لحج. عمل وكيلاً للمعارف في السلطنة اللحجية سنة 1948م.كان واحداً من رواد النهضة الفنية التي أسسها الأمير أحمد فضل القمندان بلحج. يستقيم شعره على الصورة ورقة المفردة وموسيقيتها وفيه تضمينات و(allusions) تدل على سعة قراءته في الأدب العربي. كتب ولحن القصيدة الغنائية والوطنية ، وكتب النشيد الديني. يجنح بعض شعره الغزلي نحو الصوفية. من أغانيه المشهورة: (يا باهي الجبين)، التي تغنّت بها كل اليمن عام 1957م، (القمر كم با يذكرني جبينك يا حبيبي)، (سألتني عن هوايا فتناثرت شظايا) و(هويته وحبيته) التي بثتها إذاعة صوت العرب بصوت إسكندر ثابت، (لما متى يبعد وهو مني قريب) التي غناها إبن حمدون وطلال مداح.. ترك لنا عدة دواوين منها: (الدموع الضاحكة)، (مع الفجر)، عام 1963م، (الفلاح والأرض) ملحمة شعرية بالعامية نشرت عام 1964م، (الصامتون) عام 1964م و (أناشيد الحياة) 1974م، و(رجوع إلى الله) بالفصحى عام 1974م.. نشرنا عنه كتاب: (عيش بالمرّ نشوانْ) وضم المداخلات التي قدمت في ندوة كلية التربية ـ صبر، لحج في 17 يونيو 1996م. توفي في 22 ابريل 2007م بمدينة تعز وقبره فيها.
الملحن: الأمير عبدالحميد عبدالكريم العبدلي ( 1919 ــ 2006 ). شاعر غزلي وملحن مجيد. ولد بحوطة لحج. عمل وكيلاً للداخلية على عهد السلطنة العبدلية. عُرف ببساطته ومرحه وعنفوانه وعزّة نفسه. شعره غنائي يتميز بالرقة والتدفق والتلوين. من أشهر قصائده: (ليه يا زين ما شان)، (يا المحبين)، (سرى الهوى ركّب عَشيْ) و (دمّال) ومن ألحانه: لصالح فقيه (الدهر كله عمارة)، ولسبيت: (يا قلبي تصبّر) و (يحسب انه بعيد، مع فضل محمد) و(يا ابن الغرام). له ديوان شعره عنوانه ( طاب يا زين السمر) طبعتان تعز وبيروت. توفي في الحوطة في 27 سبتمبر 2006م/ 6 رمضان 1427هـ.
الملحن: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة.
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. صوته كثير الأفانين ، فيه شجىً وشجنٌ يبيد ، لذيذ في جوابه والقرار. فيه نَفَس رجولي جليل ، وفيه نغمٌ أخّاذ تميحُ فيه المعاني وتتركّح. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( بانجناه ) كلمات: عبدالله هادي سبيت ، لحن: فضل محمد اللحجي ، غناء: فيصل علوي
المقام: السيكاه ، الإيقاع: مركّح 4/4 ، 116= .♩، (هاجر +2 مرواس)
أغنية (يحسب أنه بعيد) كلمات: سبيت، لحن: عبدوه عبدالكريم وفضل محمد،غناء: فيصل علوي 22