كلمات: يحيى عمر أبو معجب اليافعي ، اللحن: تراث يافعي، غناء: عبود زين ورمزي محمد حسين
إستجابة للظرف المحيط كان الشعراء جميعهم شجعاناً، ولكنَّ نفر منهم كانوا متمردين ـــ والتمرّد في الشاعر سمة خير وبركة ، شرط أن لا تخدش الحياء العام. هوذا اليافعي يحيى عمر، كأضرابه من المتمردين ، شاجع حتى في الهوى. يطرق طلباً للمعشوق ويرى في ذلك بطولة ورجولة ، ولا بدع إن افتخر بذلك فطريق الغرام قد عبّدها الأجداد "الموالعة". سما الجاهلي إلى صاحبته بعدما نام أهلها، و"تجَشَّمَ الأمويُّ السُّرى بليلة ذي دوران، واليافعي سليل أولئك ، و.."طريق الجد مدحوقة":
يحيى عمر قـال والله ما دريت / أن الهوى هكــذا يفعـــل معي
والله لو كنت أدري مـا اهتريتْ / إنّي مع العشق شاعر شاجعِ
ولا عادْ في باحة العشقة دَوَيتْ / ولا تَسَمَّيتْ (يحيى اليــافعي)
وفي الليـالي الظليمة كم سَريتْ / مــع نسور الهواء والسافعِ
بلى، ليس اليافعي أوَّل من سرى عاشقاً ، بل هو سائر في طريق الغرام التي سنها أبو الشعر العربي. دخل الجدُّ المؤسس خدرَ (عُنيزة)، وقلَّده الأبناء فتسلَّل المخزومي إلى خباء (نُعم) ، وتدلَّى الفرزدق لصاحبته من ثمانين قامة، وتبعهم الحفيد (الجمالي) فدخل حجرة الهندية و" شلّ الدان " في حُجرها :
بعــــد الآنْ / يحيى عمر شَـلّ الدانْ * في الفتــانْ / هندي ملك هنـدستانْ
ما يهتــــانْ / لله مِــن ذا الهنـــدي
سيْــد أهلهْ / في الناس ما حَدْ مثله * طـاب أصله / كــم لي تمنّى وصلهْ
مــن جُهْلِهْ / من يـوم جاء لا عندي
حاضر باش/ هندي برابر شاباش * مثل الشاش/ أبيض منقرش نقراش
عقلي طاش / مسكين أنا ما جَهدي
هــاويته / مــن يـــــوم انــا لاقيته * نـــاجيته / مــن يـــــوم عينـي رَيْته
فـي بيته / يغيب ســاعة ويَبْـــدي
قـال لي ناه / ولا اعترف لي معناه * يا غبنــاه / كـــم ذا يعـــذّبْ مُضناه
كيف اشناهْ / ومسكنه في كبـدي
قال اسمع / صاحب شلوه قوم اطلع * لا تمنع / مـن العــرب لا تفــزع
لا تفجـــع / هــذي بـــلاد الهنـدي
يا غــــاني / اسقي محبك بـــــاني * كن هـاني / وانظر لجسمي ضاني
بكْ عـــاني / عليــك أردف نهـدي
كيف اسْرَحْ / والقلب فيكـم يطمح * ما يفـــــرح / إلا بوصــلك تسمـح
لا تَجْـــــرَح / يا مَعضدي في زنْدي
رُدْ حِسّــك / وقِــرْ بما فـــي نفسك * مُدْ خمسك / ومن عــــذابي بَسَّـكْ
قوم امسك / حلـوى وسكّـر قنْـدي
خاف ربك / واشفق على من حَبك * ما عَتْبَكْ؟ / يحيى مُــراده قـــربك
يَسمُرْ بك / هـــذا الذي هو قصدي
ــــــــــــــــــــــ
المفردات: من جُهله: منذ كان صغيراً. جاء لا عندي: جاء إلى عندي. يغيب ويبدي: يختفي ثم يظهر. باني: ماء (هندية). مُد خمسك: صافح. بسّك: بس كفاك. سكر قندي: السكر الأحمر.
الشاعر: يحيى عمر (أبو معجب) الجمالي اليافعي ( 1642 ــ 1749). شاعر عامي غزلي فحل من شعراء القرن الحادي عشر الهجري. ولد بيافع لحج وعاش بصنعاء زمناً ثم تنقل على المراكب من يافع إلى حضرموت ومنها هاجر إلى الهند فزار حيدرآباد الدكن ومدراس وكلكتا، ثم ولاية (برودة) حيث كانت بها جالية حضرمية فاستقر هناك وتزوج ، والظاهر أنه مات هناك. كان يحيى عمر يجيد العزف على العود (القنبوس). نال شهرة واسعة في اليمن والجزيرة والخليج. وشعره مرغوب محبوب لسهولته وموسيقيته وجرأته ومرحه. هو شاعر عاشق فارس يجد المعمودون وأهل الغرام في أغانيه تجاوباً وصدى لما تفيض به أفئدتهم من لواعج الغرام حِلّ الوصال أو ساعة الحرمان والهجر بكلام يافعي زاخر بالبساطة والحياة. غنى له الدوخي الكويتي وضاحي البحريني والمسلمي وفيصل علوي والمرشدي وكثيرون غيرهم. جمع شعره الغلابي وبو مهدي وذيبان وعوض مثنى في كتاب أسموه: (غنائيات يحيى عمر) صدر عن دار الكاتب العربي ـ دمشق في 1993م؛ كما أصدر الخلاقي كتاباً آخر عنوانه : (شل العجب .. شل الدان) طبعتين عن مطبعة جامعة عدن 05 و 2006م.
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. ولد عام 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ عبزد الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا عنه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: “ الوهط دار المسرة” ،"الصاعد من مقام الروَاد" و"فرحة العود في طرب عبود".
المطرب: رمزي محمد حسين صالح. من مواليد (الخيسة) البريقة محافظة عدن ؛ بها نشأ وتلقى تعليمه الثانوي والجامعي بكلية الإقتصاد ــ جامعة عدن. هو واحد من تلاميذ المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي. لرمزي صوت حلو ، فيه شجو وتطريب ، ويحفّ به عنفوان عجيب ، وفيه سلطنة و"جهورية" أندلسية تُذَكِّر بذاك الزمن العربي الجميل في الصقع الغربي الريّان. وفي صوت رمزي وضوح كبير ، ومدّ وامتداد مفرح حدّ أنك تسمع بوضوح حالي آخر حرف في البيت. ورمزي عازف عود ماهر لا تشبع من عزفه المتجدّد المتنوّع المبدع ،. نشرنا عنه كلمة :( رمزي .. رب غفار واحنا منّها با نولي) مثبته بالمدونة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية (شل الدان) كلمات: يحيى عمر اليافعي، اللحن: تراث يافعي، غناء: عبود زين 228
أغنية ( عسى ساعة هنية ) كلمات ولحن: الأمير احمد فضل القمندان ، غناء: فيصل علوي