كلمات: حيدر آغا ، اللحن: تراث صنعاني ، غناء: محمد سعد عبدالله وعبود زين وحسين محب
المقام: حجاز اليمن مروراً ببياتي على درجة النوى ، الإيقاع: السارع 8/6
مع عبود زين يمرُّ بك المطربون اليمنيون فتتعرف عليهم واحداً واحداً. إنه يستحضرهم نغماً خالصاً بنكهتهم المحلية وبعزف فيه اتقان وإطراب وسرور. إنّ عبود لا يغني لغرض الغناء ، أو لاستلام الأجر ، بل يغني ليطرب ، وليفرح ، وليجبر ، والجبر في اللحجي طبع أصيل.
إن لهذا المطرب مقدرة عجيبة على الإطراب ، لا تقوى على الإفلات من أسر أدائه العذب ، وإن حاولت تلقّفتك أنامله اللحجية الأصيلة فوقعت في أسار عزفه المتقن الشجي. وإذا كان المطرب الكبير فيصل علوي قد ظل رائداً للغناء اليمني لأكثر من ربع قرن ، وما يزال يتربع على مقام ( الحسيني ) ، فإن خليفته بلا منازع هو هذا الوهطي الطالع من (مقام الرواد) متدفقاً نغماً خالصاً .. وإخلاصاً للغناء كفن والفن عنوان الحضارة.
هذه أغنية صنعانية يؤديها (الربان) فتراها تمشي في (وِيل) لحجي أخضر مشجّر ، وتسمع وتستمتع بترقيص الوتر، ينثر عليها السيد الوهطي من بياض فُل روحه الصافية الحالية فتخرج على الناس أكثر بهجة وإيناس.
*********** حوى الغنج ***********
حوى الغُنْج والتفتير والسحر أحوَمِهْ
وحاز الهوى والعشقْ والشوقْ مُغرمِهْ
رَشَأ جــلَّ مَــن أنشـأ جمالهْ وتمّمهْ
أقــيسـه بـبـدرِ الـتــمْ والحسُن نظّمه
توشيح
سَنَاهْ بالقمرْ يزري / وبالشمس والبدر / وبالأنجمِ الزُّهرِ
تقفيل
وبالطلْع والمرجـانْ والشُّهد مبسمه
وبالظبي جِيـــدهْ والتفــــاتهْ ومَلْزَمِهْ
* * *
بـيـت
رشا وِرْده الأعيانْ ومرعـاه في الحَشَا
هواهْ حلَّ منّي في السويداء وانتشى
وهيهات يخفى فيه عشقي وقد فشا
وباحتْ دموع العينْ بما كنتْ أكتمِهْ
توشيح
هواه لا يُطاق كَتمِهْ / عميداً أعدمه حُلمه / وقد بانْ عليْ سقمهْ
تقفيل
فما له دواء إلا ارتشاف ثغرْ مبسمه
إذا هـوْ علـي يشفِقْ ويرثي ويرحمه
* * *
بـيـت
أنا ما سَلَب عقلي سـوى الأعين المـــلاح
وتلــك الـثـنــايا الدُّرْ والمبسم الأقـــاح
وما في الشفاةْ من عذبْ حاليْ لذيذْ وراحْ
وسلسـل حَمَى وِردهْ مـن الطـرف أسهُمه (*)
توشيح
نسيم الصبا عُجْ به / وقُلْ له يَدعْ عُجْبه / فقد زاد عليْ حُبّهْ
تقفيل
فيــا نـــاس ما باله يهــاجـــر متيّمهْ
تقولوا قدهْ داري بعشقي أو أعِلمه؟
بـيـت
لقد حالْ حالي بَعـد بُعـدهْ فهل ترى
فقلبي ودمعي ما لَقيْ ذا وما جرى
وإنّي عميــد البينْ لا أطعـم الكَرَىْ
أباتْ في دجى الداجي مُسـافِرْ لأنجُمِهْ
توشيح
محاسنْ بها نوحي / حلا لي وتَرويحيْ / معهْ قد سلبْ روحي
تقفيل
فـــآهٍ ، متى؟ أيّــــانْ أحيـــدِهْ أكلّمهْ
بأخبـار عشقيْ من فمي سر إلى فَمهْ
* * *
بـيـت
فقلبي عليه خفّاقْ والشوق سايقهْ
متى شالثم الخدّينْ واجني شقايقهْ
وأطربْ وقـد أُسْقِيتْ من الثغر رايقه
ويرجع زمان الأنسْ الأولْ ونغنمه
توشيح
وأنشد بشعري فيه / بتصريح لا تمويه / ومن بعض وصفي فيه
تقفيل
رَشَأ تعشق الغزلان جماله وتخدمه
حوى الخمر والترياق والشهد مبسمه
___________
المفردات: رَشَأ: الرشَأ ولد الظبية الذي قد تحرّك ومشى مع أمه. أحومه: الأحوم أحمر البشرة داكنها. وِرده: مورده النبع الذي يستقي منه. قده: ما يزال. شالثم: سألثم. أحيده: بلغة تهامه أنظره.
(*) معنى البيت: وماء عذب تصدّ الورّاد عنه سهام اللحاظ الفاتكة
الشاعر: هو حيدر آغا (ت. 1080هـ : 1669م) ولد بصنعاء. وكان متفوقاً في الشعر بنوعيه الحكمي والحميني، كما كان عازفاً مجيداً على العود. (أنظر كتاب الدكتور محمد عبده غانم:”شعر الغناء الصنعاني”،1980. دار العودة بيروت)، عن (نسمة السحر) ج1 مخطوطة كامبردج شرق (13) 1410.
المطرب: محمد سعد عبدالله (1939 ـ 2002). ولد بحارة (الحاو) بحوطة لحج. كان والده المطرب سعد عبدالله صالح اللحجي واحداً من أوائل مطربي لحج، وله أغاني مسجلة على الاسطوانات. ورث إبنه محمد وابن أخيه أحمد محسن (الشلن) عنه محبة الطرب فأصبحا مطربين مشهورين. وصار محمد سعد علماً في الغناء اليمني، ألف الأغاني ولحنها وتميز بإتقانه أداء ألوان الغناء اليمني الأربعة فكان لوحده مدرسة قائمة برأسها. له أكثر من 130 أغنية. من أغانيه: (سرى الليل يا خلان)، (يوم الهناء والمسرة)، (مد لي يا زين يدك)،( يا ناس)، (محلا السمر جنبك)، (ما بأ بديل)، (سبّوح يا قدوس)، (أعز الناس)، (أيش همّني).. له يوان عنوانه: (لهيب الشوق).توفي بمدينة عدن في 16 إبريل 2002م.
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. أما هو فالجماهير تلقبه (ربان الطرب) ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: " الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
المطرب: حسين محب. مطرب صاعد. في صوته وضوح مقبول، وفي عزفة حلا، وفي أدائه اللون الصنعاني تميّز حتى أنه حقاً وريثاً لمحمد حمود الحارثي غير أنه فاقه في لذة العزف وانفتاحه على ألوان الغناء الأخرى. صار اليوم علماً في مقايل الطرب الشعبي في صنعاء.
المدون الموسيقي: عبدالقادر أحمد قائد من مواليد 21 أغسطس 1955م بمدينة الحوطة ـ لحج. حاصل على دبلوم من معهد الموسيقى بعدن عام 1977م. ثم على الماجستير في العلوم الموسيقية وتنظيم الفرق الموسيقية من معهد الثقافة الحكومي (كروبسكايا) جمهورية روسيا الإتحادية عام 1982م. نشر كتابين: (من الغناء اليمني ــ قراءة موسيقية) طبعتان 2004، و(قراءة موسيقية في نشوء وتطور الأغنية اللحجية) 2013م. يعمل حالياً مدرساً في مادة النظريات الموسيقية بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة ـ عدن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موشح ( حوى الغنج ) كلمات: حيدر آغا ، اللحن: تراث صنعاني ، غناء: عبود زين 206
المقام: حجاز اليمن مروراً ببياتي على درجة النوى ، الإيقاع: السارع 8/6
( التدوين وفق أداء المطرب محمد سعد عبدالله )
موشح ( حوى الغنج ) كلمات: حيدر آغا ، اللحن: تراث صنعاني ، غناء: حسين محب 202