كلمات: الأمير عبدالحميد عبدالكريم، لحن وغناء: فضل اللحجي ، وفيصل علوي وعوض المسلّمي
المقام: حسيني على درجة النوى، الإيقاع : شرح لحجي ثقيل (سلطاني) (8/4 هاجر+ 2 مرواس)
إنّ رأسمال الشاعر اللحجي عاطفة. اعتقد أن السعادة في ثياب الغواني، فصال في الخدور ، وجال في القصور، وصاحب القامور ..
في الحوافي غير حافِ ، سار نظّام القوافي وسْط تعكير النوافي ، وله مع كل خميرةٍ قصة ، وله عند كل خَبزَةٍ خَبر. سرى "على راس الحنش يدعس ونابه".. يرْقِي سعاد ، ويجمِّش ليلى ، ويطلب المغفرة لفانوسة ..
متى عنّ المحبوب للشاعر اللحجي، أو سرى منه هبوب ، ذهب همه ، وتبدد حزنه وضيقه، وطاب خاطره. كل مقصده أن يرى محبوبه هانئاً ، سالياً ، طرباناً، سالماً إلا من الهوى. الهوى زاده وزوّاده. يغترف من بحر الغرام بالتنك متى عزّ وجود الدلو. لا قدرة له على فراق الزين.
كان مبتغى الجميلات، كنَّ يطلبنه ويخطبن ودّه ويأمِّرنه على قلوبهنّ .. وهو كريم في حبّه ، سخيُّ في عطائه: منهنّ من تستحق حبّه ، ومنهنّ مَن يستحق حُبّها ـــــ و .. ليه يا زين ما شان؟
نورد هنا اللحن الأصلي لأغنية (ليه يا زين ماشان) التي بناها الأمير عبدالحميد عبدالكريم على غرار لحن أغنية للقمندان كان قد قدمه شاعر لحج وأديبها الكبير عبدالله هادي سبيت في مسلسله الإذاعي (القمندان.. شاعر وفنان) الذي قدمه من إذاعة عدن عام 1971م. ولتسجيل الألحان اللحجية الأصلية كما وضعها القمندان أو استقاها من تراث وادينا ، انتدب سُبيت لأدائها صوت المطرب الجميل مهدي درويش وعود المطرب الدباشي فاسمع كم في اللحن الأصلي من شجىً وشجن يذيب. نسمع الأغنية بلحنين بصوت موسيقار لحج من أسطوانة طه فون في الستينات ومن مخدرة بلحج، وكيف حافظ المسلمي على طابع اللحن وزاداه حلاوة وطلاوة من صبابتهما الحاليتين ــ رحمهم الله جميعاً.
ليه يا زين ماشان
يا خُشف يا فتــان * يا باشة الغزلان * قلبي لحبّك لانْ * هـــايم وولهانْ
القلب بك محنون * في عشقتك مجنون* حِبّك بلا قانون* تايه وهيمــان
المال والمَكسبْ * والروح يا أشنب * فـــداك لا تتعبْ * ما شـان حزنان
قل لي فـداك قل لي * مبــذول لك كلّيْ * ما باك يا خلي * تعيش كربـــان
دمتْ يا وُرِشْ هاني * وكل شي فانِ * وبـــاك يا غاني * سـالي وطربان
اسلى وسلّينيْ * واهنى وهنّيني * وفـي السَّمَر جينيْ * يا بــــدر شعبان
اسمُر معي وأطرب*وغنّ لي والعب* وطيب واتسكّب * ع العود والدان
في خلوة العشـاق* تتحكم الأذواق* للنفس ما تشتاق* يا غصن من بان
با اشقى وبا اتكبّد * لمّا قـــدكْ تسعد * وتبلــغ المقصد * يكـــون ما كان
ــــــــــــــــــــــ
المفردات: الخُشف: ولد الظبية أول ما يولد. وُرِش: البضّ الرغدود الأنيق بالاستبدال (رُوِش). باك: أبغاك؛ أريدك. با اشقى: سأكدّ واجتهد.
الشاعر: الأمير عبدالحميد عبدالكريم العبدلي ( 1919 ــ 2006 ). شاعر غزلي وملحن مجيد. ولد بحوطة لحج. عمل وكيلاً للداخلية على عهد السلطنة العبدلية. عُرف ببساطته ومرحه وعنفوانه وعزّة نفسه. شعره غنائي يتميز بالرقة والتدفق والتلوين. من أشهر قصائده: (ليه يا زين ما شان)، (يا المحبين)، (سرى الهوى ركّب عَشيْ) و (دمّال) ومن ألحانه: لصالح فقيه (الدهر كله عمارة)، ولسبيت: (يا قلبي تصبّر) و (يحسب انه بعيد، مع فضل محمد) و(يا ابن الغرام). له ديوان شعره عنوانه ( طاب يا زين السمر) طبعتان تعز وبيروت. توفي في الحوطة في 27 سبتمبر 2006م/ 6 رمضان 1427هـ.
الملحن: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ(القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد، ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" و "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت أكبار".. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج".توفي في عدن عام 1943م. نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب:(القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة.
المطرب: مهدي درويش فرْدين ( 1944 ــ 2008 ). ولد بحوطة لحج حارة مساوى. درس في المدرسة المحسنية، ثم اشتغل ممرضاً بمستشفى الحوطة. هو مطرب مقل مجيد ، وله صوت مُطرِب ومُفرح. بدأ الغناء صغيراً عام 1956م؛ وكانت أولى أغنيه ( يا للي تركت الدمع) وغناها على مسرح (البادري) بعدن ونال بها شهرة واسعة.. ثم انقطع عن الغناء لظروف إجتماعية لفترة. وبعدها عاد ليضيف إلى ديوان الغناء اللحجي روائع أخرى منها: ( حالي يا عنب رازقي) و( يقولوا لي الهوى قسمة). اختاره أديب لحج الكبير عبدالله هادي سبيت لأداء وتوثيق الألحان اللحجية الأصلية وذلك في مسلسله الإذاعي:(القمندان.. شاعر وفنان) الذي قدمه من إذاعة عدن عام 1971م. توفي درويش عام 2008 بالحوطة.
المطرب: عوض عبدالله بو مهدي المسلمي صاحب شبوة، (1907 ــ 1975). يُعرف بـالأعمى لأنه أصيب بالجدري وهو في سن الثانية عشرة وفقد بصره. ولد عام 1907م عند بلدة (بئر علي) في طريق ارتحال أسرته إلى حضرموت فلقب لذلك بـ(عوض البير). نشأ بالشحر بحضرموت وتعلم هناك العزف على السمسمية وتغنى بأغاني مطرب حضرموت الشهير سلطان بن الشيخ علي هرهرة اليافعي. ثم رجع إلى عدن في 1928م وصادق فيها المطرب محفوظ غابة وصاحبه في حفلات الزواج كعازف إيقاع ومغني، ثم ما لبث أن
صار المسلمي مطرباً مستقلاً مشهوراً. إلى جمال صوته كان المسلمي جيد في أدائه وجاد، يتقن أداء الألوان اللحجي والصنعاني واليافعي. وقد حضرت له في صباي عدة حفلات بقريتي. في 1984 أصدر قريبه الشاعر أحمد بومهدي كتاباً عنه: (المسلمي : حياته وفنه). توفي في 1 نوفمبر 1975 بعدن.
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غناء: فضل اللحجي
غناء: عوض المسلمي