كلمات: أحمد سيف ثابت ، لحن: سعودي احمد صالح ، غناء: مهدي درويش
لا يعمّر اللحجي دوراً عالية ، ولايهتم بالفرش الوثير، ولا يستهوية الدمقس ولا الحرير. يقبل على الدنيا ومتعها القليلة كعمله لآخرته. أجرى (مربّعته) على غرار قصيدته الأولى، فوجدتها نظيفة مبخرّة مهوّاة لاتقطع الشمس عنها زيارة ؛ وتستقي من (الكد) سلسبيلاً " مكبياً " كالذي دعا الأمير (الرصاص) صاحبته اليه:
غبي يشرب من (الحَيْرَة) * وانا با اسقيه ماء الكَـد
ويتبخر من (الجــــــاوي) * ونا عندي فصـوص الند
متى جادت أرضه وحان الحصيد والنصيد والحتّ ، جبّى اللحجي وفرّق للعابر وابن السبيل. إنّه لا يعرف الادخار، بل هو لا ينام مادام في بيته درهماً ؛ وما ذلك إلا لأنه مُتكئ على "مطيرته" الخصبة التي لا يقطع عنها السيد (تبن) خيره. هو قنوع إلاّ من الهوى والموسيقى. إذا جافاه المحبوب جنّ جنونه، إنه يفتقر لمثل كياسة ابن زيدون حيث الاقتناع من المحبوب بلحظ البصر، والرضاء بتسليمه المختصر.. ومتى وعده المحبوب وأخلف فقد السيطرة على مشاعره وذهب ثلثان من عقله. هذا الدُّبيني الصبيحي يشكو ويئن:
********* أنا والعقل في حيرة ********
هذه الأغنية اول من غناها وسجلها لإذاعة عدن هو الفنان علي سعيد العودي وهي مسجلة أيضاً بصوت شريف ناجي، وهنا نوردها بصوت مهدبي درويش.
نفكــر دوب في أمره * ونمسي فـي شعيل
بــلا ميعـــاد صادفته * وانا عــابر سبيــل
ولما حَـسّ بي شفته * قــرب مني قلـيـــل
* * *
تبسّمْ دون ما تـكلــم * تـحــيـــه بالشـفـاه
رسمها ذلك المبسم * لقلـبـي فــاشـتراه
لبسمة قلبي استسلم * وسـلمنـي مـعــاه
وخــلّى الحب يتحكم * ويأمــــر مشـتهاه
* * *
تعــارفنـا تواعــــدنا * وحــددنــا الميعـــاد
ولما حـــان موعدنا * خلـف وعــدي عناد
* * *
بدل ما يعتــذر جافى * جفـا قلبي الضمــان
لذاك الوعد ما وافى * لذاك العهــد خـــان
* * *
وذقت المُـرّ في حُبه * وقـاسيت العــــذاب
وقصـدي عطف من قلبه*لقلبي ذا المُـذاب
تَعْبَتْ الروح في سِبّهْ * وضيعت الصــواب
وقلبي في رضى حبه* قضى عمر الشباب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: دوب: دَوم؛ دائماً. في سِبّه: بسببه.
الشاعر: أحمد سيف ثابت الدُّبيني ( 1941 ــ 2004 ) من مواليد قرية الفرشة مديرية طور الباحة ، محافظة لحج. أكمل المرحلة الابتدائية في قريته ثم غادرها إلى عدن والتحق في الصفوف الدراسية للفترة المسائية، كما أنهى دورة كاملة في المحاسبة. بدأ حياته العملية عام 1956م، حيث انتظم في العمل الإداري لمدة ثلاث سنوات متتالية في المدرسة العليا للعلوم الاجتماعية. من أشهر أغانيه: (وهبت للحب عمري) و(أنا والعقل في حيرة). غنى له المطربون:فيصل علوي وشريف ناجي والعطروش وحسن عطا وسعودي احمد صالح وعلي عبدالله السمه .صدرت له : (عشر شموع في اليمن ابتسامات ودموع الشجن)، (القلب المشطور)، (شجون الليل) و(الاغنية الوطنية) ــ طبعة الشارقة؛ وله ديوان مخطوط عنوانه (الشوق)، وأصدر بالاشتراك مع صديقه الشاعر سالم علي حجيري كتاب:( مائة شاعر و600 أغنية ) صدر الجزء الاول منه الطبعة الثانية في الكويت عام 1989م حيث كان يعمل هناك ملحقاً صحياً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
