هذه الأغنية من أغاني محمد صالح حمدون المشهورة وقد سجلها للإذاعة والتلفزيون وهي من شعر الأمير صالح مهدي ولحن الأمير محسن بن أحمد مهدي. ونوردها هنا بصوت عبود وقد صدّرها بدان لحجي من شعر مغني الدان اللحجي الشهير صابور ناصر يرثي زميله الشاعر فضل حُميد صاحب الثعلب.
الدان: المرثية من شعر مغنّي الدان اللحجي الشهير صابور ناصر
(الشيخ عثمان) تبكي فضل و(الثعلب) * والأوديــــة والنسَـب * يبكي الأصيل المُنَسَّبْ
يبكي (الحُسيني) وجِرْبه فوقها عــزَّبْ * تبكـي علـيــه التُّـرَبْ * مـن حيـث خيَّـم ورتّـَبْ
وكيف أسلى وأدخــل مَبـرَزْ (المنصَبْ) * واستمـــع للطــرب * و(فضل) من بيننا هَـبْ
حَسرة على فضـل كـم دمعـــات تتسكَّبْ * شاهدتْ كم من شَنبْ * من دمعة العين يشرب
يا فضــل إلى جنّـة الرحمــان تتغـــرَب * المـوت فينـا وَجَـــب * وأنا أحمدك حمد يا رب
* * *
* * *
الأغنية: كلمات: الأمير صالح مهدي العبدلي ، لحن: الأمير محسن أحمد مهدي ، غناء: حمدون وعبود زين
ليه يا هــــذا الجميـلْ * خــدّكْ البـاهيْ الأسيـلْ * دمعتـك فوقــــهْ تسيلْ
كلما سـالت وجــالت * رفرفـتْ روحي ومالت * تمسح الطرف الكحيـل
ليه تبكي ذي العيون * ليه تمسي في شجـونْ * تسهر الليــل الطـــويل
ليه تبكي وأنت سِيْـد * والذي حــولـك عبيــــد * عـن يمينـك والشــويل
ذا بكــاء ولاّ دلــــــع * با تزيـّـــــــدني وَلَــع * فـوق ما بي من شعيـل
ليه يا هـــذا العنـــود * ليه مــرّة ما تجــــود * جـُـود لي ... حتى قليل
ليه وردك والخـــدود * ليه صـــدرك والنهـود * تظلــــم القلـب العلـيــل
عُــــود وأحييْ حبّنــا * خــــاف يرجـــع وقتنا * في رُبى الوادي الظليل
إنْ تعُـــد با استقبلـك * با اشترح فــي محفلك * بَحْسُـبْ الساعة بجيـل
ـــــــــــــــــــــــــــ
* اللوحة للرسام السكوتلندي وليام كلارك (William Clark of Greenock -- 1803-1883)
المفردات: الشيخ عثمان: مدينة بعدن. الثعلب: قرية بلحج. الحسيني: بستان لحج المشهور. جِربة: قطعة أرض زراعية قدر فدان. عَزّب: أقام لحراسة المزرعة والعناية بها. مَبْرَز المَنصَب: المبرز هو ديوان المنزل الذي يُستقبل فيه الضيوف و”يقيّلون”، سمي بذلك لأنه يكون الغرفة البارزة المتصدرة للمنزل ؛ والمنصب هو لقب لأحد وجهاء قرية الحمراء بلحج. رَتّب: أقام مؤقتاً. هَب: ذهب مسرعاً كالريح. كم من شنب: الشنب هو شارب الرجل وهو هنا كناية عن الرجال عُلية القوم الذين سالت دموعهم باستشهاد الموسيقار فضل. الشويل: اليد اليسرى، والأشوَل هو الأعسر.
الشاعر: الأمير الشاعر صالح مهدي بن علي العبدلي (1910 ــ 1973). ولد في حوطة لحج في بيت أدب وطرب. هو ابن أخت الشاعر الأمير أحمد فضل القمندان، وقد عاصره وشارك في ندواته الشعرية والفنية. درس الإبتداشية بالمدرسة المحسنية، ثم التحق بمدرسة لتعليم الإنكليزية بعدن. خلف القمندان في وظيفته العسكرية كقائد لجيش سلطنة لحج وخلفه كذلك في الرتبة العسكرية كقمندان للجيش. هو شاعر غنائي متميز، واسع الإطلاع وعازف على آلتي العود والكمان. إنه واحد من أعمدة النهضة الفنية في لحج. كتب حوالى ستين (60) أغنية حوى معظمها ديوانه:(على الحسيني سلام). غنى له أكبر مطربي لحج كفضل محمد اللحجي وفيصل علوي ومهدي درويش وحمدون والزبيدي والعودي ومحمد عبده زيدي وعبدالرحمن باجنيد. من أشهر أغانيه : (جمعت فنون الغزل ، ليه يا هذا الجميل ، يا ربيب الحب تربية الجمال ، يواعدني وينساني ، ناجت عيوني عيونه والهوى نظرة ، في الهوى جائز ولا هو شي ذنوب ، يقولوا لي الهوى قسمة) .. جمع الشاعران صالح نصيب وأحمد صالح عيسى أشعاره في ديوان: (على الحسيني سلام) صدر عن دار الهمداني ـ عدن عام 1980م. توفي في عدن في 10 مايو 1973م.
الشاعر والملحن: الأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي (1935 ــ 2003). هذا حفيد القمندان، وهو شاعر رقيق، وملحن أنيق، وعازف على عدة آلات موسيقية: العود والكمان والبيانو والدف والهاجر والمراويس والناي. وتفرّد الرجل حتى في غناء (الهداني) في أعراس أقاربه. من ألحانه: (أخي في الجزاير) لسبيت، (ياربيب الحب) و (وليه ياهذا الجميل) غناهما حمدون؛ و غنى له الزبيدي:(يقولوا لي نسي حبك)، (ليتني نسمه) و (زمان والله زمان) و (ناجت عيوني عيونه)؛ وغنى عبد الكريم توفيق: (رخصه شل حبه) ، (غيب والا احضر)؛ وله لحن: (دق القاع) للنصري غناها احمد بن احمد قاسم و رجاء باسودان. إشتغل في إذاعة عدن وكان يقدم برنامج (جنة الألحان). إلى إسهامات الأستاذين فضل محمد اللحجي ومحمد سعد صنعاني في تطوير اللحن في الأغنية اللحجية كإدخال المقدمات الموسيقية للأغاني وحذف (ربع التون) ليتواءم اللحن مع الآلات الغربية والخروج بالأغنية من إطارها المحلي، وضع الأمير أكثر من ثلاثين قطعة موسيقية هي مقدمات موسيقية لأغاني فلكلورية تراثية ومنها (حيا ليالي جميلة) و (ليتني نسمة) و(حالي يا عنب رازقي).. كما شكل الأمير مع الفنان أحمد قاسم فرقة موسيقية خاصة بإذاعة وتلفزيون عدن عام 1966م قامت بتسجيل وتوثيق أعمال العديد من الفنانين من مختلف مناطق الوطن. ولقد واصل الفنان سعودي أحمد صالح طريق الأمير فوضع المقدمات الموسيقية للأغنيات: (غزلان في الوادي) و (ذنوب سيدي ذنوب يا ورد نيسان) و (يا ذي تبوا للحسيني). توفي الأمير في 26 مارس 2003م ودُفن في لندن.
المطرب: محمد صالح حمدون ( 1943 ــ 2003 ). ولد بقرية (الوهط) محافظة لحج في 1943، ومارس الغناء صغيراً وعمره 9 سنوات ، وسجل أغنيته (سألت العين) في إذاعة عدن عام 1957م، وصار وقتذاك ظاهرة فنية. غنى لثورة الجزائر في الحفلات الخيرية لدعم الشعب الجزائري، على مسارح عدن ودار سعد عام 1956، أناشيد منها: (يا شاكي السلاح) و (أشرقي يا شمس في أرض العروبة) من كلمات ولحن عبدالله هادي سبيت وغنى لسبيت أيضاً: يا باهي الجبين ، والله ما فرقته ، يا أبوي يبوي ، ألا لما متى يبعد) .. وغنى من شعر الأمير صالح مهدي العبدلي : ليه ياهذا الجميل ، يا ربيب الحب) ؛ ومن شعر صالح نصيب (أخاف منك عليك) و(قضيت العمر) لحنهما فضل محمد اللحجي، و(صغير في سنه) لحنها الأمير محسن بن احمد مهدي العبدلي، و (حبيبي سلام) لحن عبداللطيف صالح احمد. ومن شعر مهدي علي حمدون: (شرعك حكم) لحن الأمير محسن ، و (سكون الليل) و(يكفي بس وا مبتلي) لحن فضل محمد اللحجي.. ومن شعر أحمد سعيد دبا وألحان الشيخ يحيى محمد فضل العقربي أغاني منها (رماني) و(يضاحكني) و(الصبر حكمة) .. توفي في13 أكتوبر 2003م.
الشاعر: فضل حميد الثعلبي (1941 ــ 2010). شاعر لحجي من قرية الثعلب ومن سكان مدينة الشيخ عثمان (الشيخ الدويل). عمل في القطاع الخاص. شاعر غنائي رقيق، في شعره تلوين وبساطة وجمال. شكل مع مغني الدان والملحن صابور ناصر ثنائياً جميلاً وفيه قال صابور دانة الرثاء المشهورة: (الشيخ عثمان تبكي فضل والثعلب.. يبكي الحسيني وجربة فوقها عزّب/ والأودية والنسب تبكي الأصيل المنسّب).. من أغنياته المشهورة: (يا حبيبي كم شكى البين قلبي) لحن فضل محمد اللحجي، ومن ألحان صابور ناصر أغنيات: (قصدي من الزين نظرة) ، (يا ناسي تذكر) و (يا غايب فراقك صعيب) وغناهم الفنان فضل ميزر ابن أخت صابور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية (ليه يا هذا الجميل) كلمات: صالح مهدي ، لحن: محسن أحمد مهدي ، غناء: عبود زين
أغنية (هجرتني) كلمات: مهدي علي حمدون، لحن وغناء: الموسيقار فضل محمد اللحجي