شريط

25‏/5‏/2025

طرب لحجي: سرى الهوى في الحسيني

كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان، اللحن: دان لحجي (يا طير)، غناء: فيصل علوي

المقام: الحجاز على النوى ، الإيقاع: شرح لحجي ثقيل (سلطاني)

نظمت في ربيع أول 1343هـ / أكتوبر 1924م


أبو صلاح الخواجة
بهجة السمر وحلاه
-----------------
أبو صلاح واحد من سودان حوطة لحج، ذو روح مرحة ولسان "ذرِب" وتعليقات طريفة. اشتغل سائقاً على سيارة فيات ينقل عليها المواد الغذائية إلى الحواشب ويافع والضالع .. ويعبر بشاحنته تلك الجبال وعلى رأسها ميكرفون صغير تصدح منه أغاني مطربه المفضل فيصل علوي. كان صوت فيصل أنيسه في تلك الطريق الوعرة ..
وما كان ابو صلاح ليفوّت مخدرة (حفلة) لفيصل، وكان حضوره يضفي البهجة والسرور على الحضور، ويضاعف من فرحتهم بتعليقاته وغنائه مع فيصل ورقصه .. فحين يصل به الجذب الموسيقي "الساعة الفيصلية" يصرخ :
"طربك يا فيصل طلّع لي سنون" .. أو قوله: "ما هذا إلا سكريم في جعبة" .. رحمة الله عليهما ورضوانه!

                                  يا طير كُفّ النّياح                              


سرى الهوى في الحسيني شوّقْ العشّاقْ * سَقَى ليالي التلاقْ * وحادي العيسْ والناقْ

ذكّـــرني الأُنسْ مـــــلّا خــــاطري أشواق * لا كان يـوم الفراق * والقلب لما ذكر ضاق

ذكرتهم أهـــــــــــــل ودّي كيف بالمشتاق * ذكر أحبــــةْ رقـاق * وليلة الناش في الباق

بعـــــــــد الأحبة ولو راحوا جزاير واق * ما قصدي إلا الوفاق * يمين ما ارجعْ وميثاق

يا ما قضينا ليـــــــــــــــالي بالهنـا تِسْتاقْ * يا ما اعتنقنا عناق * والتفّتِ الساقْ بالساقْ

عسى يسهّـلْ كمــــاها ربنا الخــــــــــلاق * ونجتمـــــع بالرفاق * في لحـج والخير دفّاق

كانـــــــوا أحبّةْ صفا وفي الهوى حِــــذّاقْ * وشُهد حالي المذاق * وأُنس يحــــلا ويلتاق

أسكبْ على فُرْقهــــــــم يا دمعي المهراق * فراقهم لا يُطــــــاق * يحــــرّق القلب حرّاق

من بَعــــدهم كيف يسلى قلبي الخفّـــــاقْ * سكران ما عاد فاق * فُرق الأحبّة عليْ شاقْ

ضاع الجمَل بعـــــدهم والحِمـلْ والأوساقْ * حقيق ما هو نفــاق * وشاغـل القلب سوّاق

فيهم بــــاهي المُحيّــــــا بهجــة الإشراقْ * جواد يوم السباق * بدر الدُّجى شمس الآفاق

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بستان قرة العين ــ الحسيني لحج عام 1965المفردات: الحُسيني: بستان واسع بلحج مساحته 75 فداناً يشمل عدة بساتين هي:بستان الحسيني والرمادة وغرّة العين والبحيرة وحيط البصل، وكان الأمير الشاعر قد جلب كثيراً من غروس أشجار الفواكه من الهند كالاترنج والليمون والعاط والخرنوب والشيكو، والبيذان والمانجو والتمبل وغيرها؛ ومن الرياحين الفل والكاذي والنرجس والياسمين والخوع والحنون وغيرها. ومثلت بساتين الحسيني مغاني طيبة للشاعر. وقد زار البستان لشهرته عدد من الشخصيات العربية المرموقة : من لبنان الأديب الكبير(أمين الريحاني) صاحب كتاب (ملوك العرب) عام 1952م، ومن مصر الأديب السيد محمد الغنيمي، ومن تونس عبدالعزيز الثعالبي، ومن العراق الأديب صالح جلبيت وبعثة مجلة العربي الكويتية في استطلاعها العدد 84 نوفمبر 1965م، وآخرون.

ذكر أحبّة رقاق: يغني مغنو لحج هذه العبارة بتصحيف فينطقونها (رفاق) وهو خطأ، فالشاعر يتذكر جلسة أُنس مع أحبابه في البستان فيوصفهم باللطفاء وأهل الرقّة. الناش: الرقص (هندية). الباق: الحديقة (هندية). الحِمل: الحمول. الأوساق: ج وُسْق وهو ما يوضع في أحد خُرجي الجمل لغرض معادلة الحِمْل. شاغل القلب سوّاق: هنا صورة زراعية غاية في الإطراب حيث شبّه الشاعر انشغال المُحب بمحبوبه وما يفعله فيه بالسوّاق في عَتْم الساقية أي ما يفعله خرير الماء حيث يظل يحتّ في العتم على مهل حتى يأتي عليه كله.

القمندان تلوين باشماخالشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.

ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في  أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).

المطرب فيصل علوي6المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غناء: فيصل علوي