شريط

10‏/5‏/2014

طرب لحجي: حالي يا عنب رازقي

كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان، غناء: فضل اللحجي، مهدي درويش وفيصل علوي وعبود زين

المقام: العراق ، الإيقاع: زف لحجي (6/8 هاجر + مرواس +مرداد)

جمال السييسيل المجرى الأدبي بمحاذاة الوادي الأعظم من غير انقطاع. أشعار وأوتار، ومغنونَ وسمّار، وصحافة وندوات ونواد .. يعجُّ بالدان الأثير، وتضجُّ الموافي بالخمير والفطير، ومن خدور البدور يهبُّ البخور بالسرور ، ويحتل القرمش والمضروب صدورَ الموائد العامرة. أسقط اللحجيّ من شعار طرفة الحرب، وأبقى على "ذات الخباء المعمَّدِ"، لكنه لم يشترطها بهكنة (سمينة) فاللحجيات نحيلات رشيقات كغصون البان؛ وما البانُ إلاّ نبتةٌ من تُبَن.

ليس شعر الغناء اللحجي محض وعاء صوتي مطرب، بل هو عبارات ومعان، حُفّت برقيق اللفظ، وزُفّت بأنيس الصور، فجاءت العاطفة دالةً متدللة، وأقبلت الفكرة خصبة عميقة. وعلى حرف أوتار (الربان) الحانية وفي ظلال حنجرته الحالية تميح المعاني وتتركّح ؛ إنه يرقّصها رقصاً عبدلياً ... و يا نار الهوى حرّقي:

الخضيري

 

المطرب اللحجي مهدي درويش2يا قلبـي  تسلّى على /  ساجي الطرف ظبي الخلاء /  وانتِ يا سحابه ابرقي

يا خِلّي دلا بي .. دلا  /  كلّـك يا عيـــــــــوني حَـــلا /  وينك يا عسل مشرقي 

خلّك في المحبـة حنبْ /  وينـــك يا الغُصين الرطبْ  /  بأْ لك بُرّ هـــاجِر نقيْ

يا مشمش وذول العنب / عــذبني الهوى وينْ هِبْ  /  هـــات الماء بانستقي

قلبي قـلـت لك لا تحب  /  خافك في الهوى تنتهِبْ  /  يا حِـلالْ الهوى ما لقي

يا عمبــا مشيّــمْ وتينْ  /  لا انتَ في المحبة فطينْ  /   بأ ميعـــــــاد بــانلتقي

حَيـــدهْ في المحبّة زلبْ  /  وينـــك وين وا مستلِبْ  /  لا رمحـك ولا بنــــدقي

ما فاد السَّلَبْ في الهوى / ما يرحــم ولا له دواء /  أيش انـذقْ وأيش انتقي 

النجارما بأ بفرق الزين دوب  /  خَلّيْ القلب هــذا يذوب /  بَعــدَك وا فرَس عولقي

يا جردان في جبح نوب  /  في معنــاك كلّك سلوب  /  يا نـــار الهوى حرّقي

عرف النَّد والعود فــاح  /  بأ سَمْرَهْ هنا لَ الصبـاح  /  با شلّك على عــاتقي

يا عيني من البُعــــد آح /  كلّك يا فـؤادي جـراح /  وانتِ ارضـاي ولاّ احنقي

ما با اقنـع ولا با اتركه /  أيش همّي من المعركة  /  ما هَبْ له وليْ ما بقي

 

أخذنا دقيقة من الأغنية من قناة (الريان) فقط لنقدم مثالاً على الفروق في الأداء بين ثلاثة من مطربي لحج درويش وفيصل وعبود

ـــــــــــــــــــــــــــــ

هادي سعد شميلة

* هذه الأغنية سجلها مهدي درويش في إذاعة عدن بمقدمة موسيقية أعدّها في عام 1980 عازف الكمان هادي سعد شميلة ـــ رحمة الله عليهما.

المفردات: دلا بي: ترفّق بي. عسل مشرقي: ما ينتَج من بلاد المَشرقي الواقعة جهة الشرق من لحج. بأ: أبغي. بُر هاجر: أي كبير الحجم. هِبْ: أذهب، اتوجّه، والاستعارة مأخوذة من هبوب الريح، السرعة. ياحلال الهوى: يا زين ما لقي لهوى من لقيّة. عنبا مُشَيَّم: نوع من المانجو. حَيده: الحيد هو الجبل. زلب: صعب المرتقىى. أنذق: ارمي بالشيء مُستغنياً عنه. خلِّيْ القلب: أتركه. الفرس العولقي: نسبة لقبيلة العوالق المعروفة. جردان: عسل جيّد تشتهر به منطقة جَرْدان. سُلُوبْ: أسلوب ورقي وتهذيب.    

االشاعر أحمد فضل القمندان1الشاعر والملحن: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ(القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد، ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.

ترك القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدرـ منه خمس طبعات في 1943و1983و1989و 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في  أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج".

فضل محمد اللحجيالمطرب: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة  عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وله ( يا الله درك غارة) وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة.

الفنان مهدي درويشالمطرب: مهدي درويش فرْدين ( 1944 ــ 2008 ). ولد بحوطة لحج حارة مساوى. درس في المدرسة المحسنية، ثم اشتغل ممرضاً بمستشفى الحوطة. هو مطرب مقل مجيد ، وله صوت مُطرِب ومُفرح، إعتمد عليه الأستاذ عبدالله هادي سبيت عند توثيقه لألحان لحج وإيقاعاتها المتعددة. بدأ الغناء صغيراً عام 1956م؛ وكانت أولى أغنيه (يا للي تركت الدمع) وغناها على مسرح (البادري) بعدن ونال بها شهرة واسعة.. ثم انقطع عن الغناء لظروف اجتماعية لفترة. وبعدها عاد ليضيف إلى ديوان الغناء اللحجي روائع أخرى منها: (حالي يا عنب رازقي) و( يقولوا لي الهوى قسمة). .مات عام 2008 بالحوطة.

المطرب فيصل علوي2المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. صوته كثير الأفانين ، فيه شجىً وشجنٌ يبيد ، لذيذ في جوابه والقرار. فيه نَفَس رجولي جليل ، وفيه نغمٌ أخّاذ تميحُ فيه المعاني وتتركّح. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.

عبود زين صغيراًالمطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. أما هو فالجماهير تلقبه (ربان الطرب) ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: " الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

imageأغنية (حالي يا عنب رازقي) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل (القمندان) ، غناء: فيصل علوي 71

imageأغنية (حالي يا عنب رازقي) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل (القمندان) ، غناء: فضل اللحجي 50

             المقام: العراق ، الإيقاع: زف لحجي (6/8 هاجر + مرواس +مرداد)

رابط الأغنية ( فيديو) أداء المطرب رمزي محمد حسين

https://www.youtube.com/watch?v=2w9acGhNGEA