كلمات: الأمير أحمد فضل القمندان ، اللحن: دان لحجي قديم ، غناء: ربان الطرب
لقد كتب الله على هذه الأرض أن تكون مهـداً للفكر ، ومحطّـاً للتنوير والهداية، ومرتعاً للفن والخفّة والجمال ، وبستاناً من الخير والخضرة.
إنّ اللحجيّ مدنيٌّ ووارث حضارة .. يقدّس الحياة، ويرضى بالعيش ولو بكسرة خبز جافة، ولا يرى ضيراً في أن يكون لبوسه "شوالاً " أو بقية من شوال مادام هو في لحج. وإمعاناً في كيد الحسّاد يخرج، على تلك الهيئة، إلى السوق يرقص على توقيع شيخ مِكناس المغربي:
أيش عليَّ من الناس واش على الناس منّي / باتدَرّع بشملةْ وبخرج السوق غنّي
أين الناس ذي يفهمون ؟!
إنّ من حق هذا اللحجي ، بل من حقّ كل بني تبنِ ، أن يفخروا ويُفاخروا بما لديهم من جمال ونور . يجوز لهم أن يتغزّلوا بأرضهم وبواديهم وبخيرهم وخضرتهم وخضرواتهم .. وإنهم معذورون إذا ما بالغوا في التعبير عن هيامهم بلحجهم. إن لبني تُبَني أسبقية زمانية غائرة في الزمن المعرفي …
المحبة مبتغى "بنو تبني" ومعتقدهم ، والرحمة ديدنهم الغالي. الرحمة عندهم تعني اكتمال عنفوان الطبيعة، وتمام بأس طبع الإنسان ، لا "خورٌ في الطبيعة" كما رأى ابن الزيات شاعر المعتصم ووزيره __ لقد صقلت الطبيعة اللحجيّ وتشكّلت منه فيه، فأخرجته شفافاً كماء القلب الطاهر. وقد براه العشق حتى لم يُبْق منه باقية ؛ بل من بقاياه أيضاً هذه التحية /القصيدة __ إنها نشيد المجد المعجون بمواجع الفرح اللحجي المقدّس.
هوذا اللحجي : ربّان بحر الطربْ ، صوته يجلّي الكُرَبْ .. وعلى الربابة سَرور ، أنامله بالسُّرور تقطر محبة ونور … واهابوووي .. أفرحوا ، وسقّوا الفِنَاح .. وا سيلووووه:
*********** نغم ياطير كُفّ النّياح ************
أرسلها الى السيد محمد الغنيمي التفتازاني إلى مصر في ذي الحجه 1349هـ / مايو 1931م
يا موز شيني طري يا دوم امدوّار / يا فُـــل ، يا جلّـنـــار / خلّص فـــؤادي من النار
أنا الذي دائماً في خدمتك طيّـــار / في الليل أو في النهار / مشوار من بعـد مشوار
في الليل تسكب دموع العين كالأنهار/ والصبح ظاهر جهار/ أبكي مـع طير الأوكار
أما أنا لا فَرَقْتَـــــهْ ما تسعني الدار / من حيث ولّـى وسـار / الجـار من فُرقة الجار
قلبي يحبك ولا شي في المحبة عار / وانْ جيت بطّل بوار / ماشي معي قلب صبّار
متى متى واجهكْ واسمُر مع السمّار / يـومي جعلتك مَزار / ما ليليــة إلا وانا مار
ماذا عسى في مديحك تنطق الشعّار / حويت كل الفخار / حتى الصفي شوقي احتار
أنت الذي عنـــــد بابك تخضع الكبّار / يا بـدر كـــــل الديار / يا نجـــــم ثابت وسيّار
إن الهوى في الحشاشة ما رحمها جار / وَهَى فـــؤادي وخار / وعادة الحب قهّار
أنذر بحرب الهوى منكم يلى الأنـــــذار / ما لي سوى الإنكسار / وودّر النفس ودّار
إنْ كــــــانْ ترّكتني يلعب بي التيّار / أيـــــام وصْلك قِصار / با قول ما قـــــال بشار
قم يا معنى بخطّي تحمل الأخبـــــار / أبحر بـــــــذاك البخار / واقطع بها بحر زخّار
وأقصد طريق الكنـــانة سيّد الأمصار / وحيثما الدين سار / واسعى بها دار ما دار
سلّم لنا على الغنيمي السيد المختــــار / قبّــــــل أكفّه مرار / الوافي الصحبة البار
ســـلام ما غردت ورقاء على الأشجار / وما تغنى الهـــــــزار / وبلّغه حبي الحار
وقل له أعــذر قصور الهائم المحتار / بحلمكم استجــــار / واطلب نبأ عفوه السار
أجثي على الباب حتى يرسل الأعذار / بـــــدار قل له بدار / فهو الذي يكــرم الجار
أبوه ذى بات ويّا صاحبـــــه في الغار / هو ابن حـامي الذِّمار / بسيف محــدود بتّار
صلّ عليهم عدد ما شنت الأمطار / وعَدّ ما الطير طـــار / فهم قضاء كــــل الأطوار
* * * * *
كلمات: ………؟
من تغرب عن الحوطة ذكرها وعاد * قــــال لحج الخضيرة ما كماها بـلاد
لا تـذكرتها حرمت عيوني المنام ــــ يا لحج مني سلام
ليلة العيــــد دمعي سال فوق الوجن * قلت وا بوي ما أصعب فراق الوطن
إنّ فُرقي عن الأحباب هذا حرام ــــ يا لحج مني سلام
ــــــــــــــــــــ
المفردات: شيني: صيني. دوم: الدوم ثمر شجر السدر (العِلْب). بوار: البوار الكذب الصريح؛ أي إن حاولت أبطّل أي أقلع عن حبك فإنما أكون أكذب على نفسي. الصفي شوقي: الشاعر أحمد شوقي، وقد شارك الأمير القمندان في تأمير شوقي وأرسل وفداً أدبياً إلى مصر بقيادة الشاعر الأمير صالح سعد بن سالم (ولد أمير دار سعد). الغنيمي: هو الأديب السيد محمد الغنيمي وقد زار لحج وربطته والأمير علاقة صداقة ومحبة.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. أما هو فالجماهير تلقبه (ربان الطرب) ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: " الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( يا خشف يا فتّان ) كلمات: الأمير عبدوه عبالكريم ، اللحن: للقمندان،غناء: فضل اللحجي
أغنية ( يا موز شيني ) كلمات: الأميرالقمندان ، اللحن: دان لحجي قديم ، غناء: ربان الطرب