كلمات: الأمير أحمد فضل العبدلي (القمندان) ، لحن: فضل محمد اللحجي*، غناء: فيصل علوي
المقام (الأصلي): الراست ، الإيقاع: شرح بدوي
المرأة هي أنشودة الشاعر اللحجي. هو متيم بها ولهان ولِع: يمسي على باب مقطوب الخصر مجذوباً يلوب؛ ويقضي نهاره شحاذاً "يتلطلط" من باب لباب، ولا يرى في ذلك حرجاً. يظل يتمنى طعم العسل فإذا ما أُسقيه ركَبَه الطمع فطلب فوق العسل "من اللبن شخبوب". تبحث عنه فتجده متكوراً على باب المحبوب "مكبكب مشتلب" مستلب أعوجاً محدرجاً كابن جدته المشرع المخزومي. الحب عند اللحجي نارٌ آكله ؛ نار تطلع من قعر الفؤاد لا من طرف اللسان ، ليس له على الهجران طافة ولا طاقة.. وهل في الأرض مَن يسمّي "الحُبْ" حبّاً غير اللحجي ــــــ بس أوبه تخلّيني شوف قلبي يحبك دوب:
********** سامحني وانا باتوب ***********
قل لي ليش يا سيـــدي * طبعك ليه صَبَح مقلوب
قل لي شـو جرى منّي * سـامحني وانا باتـــوب
بأ با اجلس على بابك * بأ قـرمش وبأ مضروب
قرمش حَلْ مَـن شافه * سَعْـبَبْ سيّــل السعبوب
منّك يا عسـل مَـــرْح * من دوعن على معصوب
فيني بَـــــــــرْد دفّيني * في حضنك من الخبخوب
ودّينـــي ( الحسيني ) * وإلا لا قــدا ( شيلوب )
بس أوبــــــــه تخليني * شوف قلبي يحبّـك دوب
في (دار العرايس) بأ * با اتصيّف مـع المحبوب
أنـت غصــن بــــــاني * لك قــامـة قنا منصـوب
وانت عينـك الكحـــلا * وانت خصرك المقطوب
وانـــــا متيـّــــــم بـك * ماسي عنــد بابك لُـوب
بصبر في الهـوى لمّا * ترحمنـي ، أنا متعــوب
من أجـل العسل بصبر * با احمل قبصتك يا نوب
بأ فوق العسل تعطيني * مــــن اللبن شخبـــوب
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) اللحن المسموع الآن لهذ الأغنية هو من وضع فضل محمد اللحجي، أما لحنها الذي وضعه القمندان فهو على غرار أغنية (هيثم عوض قال). بذلك أخبرني الأمير عبدوه عبدالكريم رحمه الله في ابريل 1997.
المفردات: شو جرى: ماذا حصل. القرمش والمضروب: نوعان مشهوران من الحلويات اللحجية.حِل من شافه: ساعة أول ما يشوفه المرء يسيل لعابه. السعبوب: هو اللعاب الذي يسيل لا إرادياً من فم الطفل. دوعن: بلدة حضرمية تشتهر بجودة عسلها. معصوب: أكلة شعبية يمنية تسمى العصيد. الخبخوب: الريح الباردة.
الحُسيني: بستان واسع بلحج مساحته 75 فداناً يشمل عدة بساتين هي:بستان الحسيني والرمادة وغرّة العين والبحيرة وحيط البصل، وكان الأمير الشاعر قد جلب كثيراً من غروس أشجار الفواكه من الهند كالاترنج والليمون والعاط والخرنوب والشيكو، والبيذان والمانجو والتمبل وغيرها؛ ومن الرياحين الفل والكاذي والنرجس والياسمين والخوع والحنون وغيرها. ومثلت بساتين الحسيني مغاني طيبة للشاعر. وقد زار البستان لشهرته عدد من الشخصيات العربية المرموقة : من لبنان الأديب الكبير(أمين الريحاني) صاحب كتاب (ملوك العرب) عام 1952م، ومن مصر الأديب السيد محمد الغنيمي، ومن تونس عبدالعزيز الثعالبي، ومن العراق الأديب صالح جلبيت وبعثة مجلة العربي الكويتية في استطلاعها العدد 84 نوفمبر 1965م. عن لحج بعنوان: "لحج ملكة واحات الجنوب العربي"، وآخرون.
شَيْلوب: قرية بجانب بستان الحسيني. أوبه تخليني: إنتبه تتركني وتتخلّى عني. دوب: دوم، دائماً.
دار العرائس: بلدة تقع في منطقة (العند) شمال مدينة الحوطة على الضفة الغربية لوادي تبن. ويشتمل الموقع على خرائب لقصر عثماني بني في فترة تواجد العثمانيين الأتراك في لحج. وقد أقيم ذلك القصر على خرائب موقع قديم يعود تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام ، تظهر منه بقايا جدار في الجزء الشرقي من القصر ، ويتكون من خمسة صفوف بنيت بطريقة محكمه ، وبأحجار مهندمة ، يمتد ذلك الجدار من الشمال إلى الجنوب ، ويبلغ طوله حوالي ( 7.5 متراً ) يتعامد على جدار آخر شرقي طوله ( 4.35 متراً ) ، وأعلى ارتفاع لبقايا ذلك الجدار حوالي ( 4,14 متراً ) ، ويظهر أن هذه الجدران هي بقايا مبنى قديم. وقد عثر على نقش في هذا الموقع كتب بخط المسند ولكنه تالف لم يبق منه سوى بعض الحروف المسندية ونتيجـة لأهميـة وادي تبن مُنذُ العصور القديمة فيحتمل أن يكون موقع دار العرائس هو واحد من بقايا مدن الوادي. وكان يسكن قصر العرائس الأمير فضل عبدالكريم. وبقربه قرية تدعى (شَيْلُوب).
بأ: أبغي، أريد. لُوب: أدور هائماً.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت أكبار". زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية (سامحني وانا باتوب) كلمات: القمندان ، لحن: فضل محمد اللحجي، غناء: فضل اللحجي
أغنية (سامحني وانا باتوب) كلمات: القمندان ، لحن: فضل محمد اللحجي، غناء: فيصل علوي
المقام (الأصلي): الراست ، الإيقاع: شرح بدوي