كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان، غناء: الموسيقار فضل اللحجي ومهدي درويش وفيصل علوي وولده علوي فيصل
المقام: جنس راست على درجة الراست ، الإيقاع: زفين مكلاوي 4/4 (هاجر + مرواسين)
هذه لحج ترث بغداد، إنه عصرُ الترفِ والحبِ الفائض، فالجواري تملأ سوق الحوطة ـ ذاك الرشيد يردُّ جارية على الموصلي بعد أن جربها .. وهذا العبدلي يستضيءُ بنور (فانوسه) ..
وأسقط اللحجيّ من شعار طرفة الحرب، وأبقى على "ذات الخباء المعمَّدِ"، لكنه gم يشترطها بهكنة (سمينة) فاللحجيات نحيلات رشيقات كغصون البان؛ وما البانُ إلاّ نبتةٌ من تُبَن.
سلام اللحجي خير وفاكهة وخضرة : " من الحسيني الذي نتخيّره" .. وهديته للأحباب "مخاوي والهريس ألوان" ـ على حد تعبير عارف كرامة. ماؤه مكبي، ومشجبه عامر، ومجامره لا تنطفي.
********** يا مرحبا بالهاشمي *********
دار الذي تهواه وقلبك في الهوى مرجوج رج
واصبر على نـار الهوى والصبر مفتاح الفرج
حِسّ الكبدْ تشعلْ وحسّ القلبْ مَدحوسْ احتلَجْ
وخــاطري سافر توكـل في الهوى مدّن وحج
ليش الهوى يَهْـل الهوى حلّقْ على قلبي ودَج
جاهل لعب في القلب سوّى داخلهْ حفـره ونَجْ
وكـلما سَبَيْتْ له ســــــالوا دمــــوعه وارتبـج
وانْ جيت أنا باشلْ بـــــدّي هـزّ قلبي وانتسج
وداع يا اهـــل الود دوّرْ مركب العاشق وعج
غافلكـم الجــــاهل وسط قلبي تمسللْ واندرَج
باساعف الجــاهل وباتعبّـرْ معه سُـود اللجج
ولا رجـع با ارجـع معه وبا التبج حيث التبج
إن قال جد باقول جد وانْ قد زبـج بافعل زبج
سيل الهوى يسفح من العِثْرَابْ لا بَرْتْ الدَّبَج
فين الذي بايسحـره با اعطيه في فـــالج فَلَج
تخـاف يصبـــح ساحره أسير عينه والدَّعَج
أمــانتك ذا القلب زجّيته بحبـــــل العشق زَج
يخـُـجّ هـــذا القلب بَعـــدك حيثما خَجّيتْ خَج
يالله احفظ الجاهل سراج العشق لا غدّر سرج
راضي على الجـاهل سكتْ منّي الهوى والّا هرج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الأبيات نظمها الشاعر عبدالله هادي سبيت كمثال على إيقاع المركّح في برنامجه الذي قدمه من إذاعة عدن بعنوان: (أحمد فضل القمندان شاعر وفنان). واختار لتقديم الألحان صوت المطرب اللحجي الجميل مهدي درويش ــ رحمة عليهم أجمعين.
يا عين ما شان الدموع ياعين ما شي لي خيار
ما قـــد كتبه الله با يجـــــري ، فصبراً واصطبار
جنب الحبيب تبكي، وفي الجنة تعيشي وسط نار
يا عين ردّي لي بدمعش، واشرحي لي باختصار
شفتي الذي ما يختفي في ليـــــــــل قولي أو نهار
قـــابلتي القلب المعـــــــــذب الذي هوْ له استخار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نظمت قصيدة القمندان في رجب 1338 هـ/ أبريل 1920م
المفردات: دارِ: انتبه لمحبوبك ولاطفه. مَدْحُوس: مخلوس الجلد كالذبيحة. احتَلَج: انجرح. دَج: دقَّ بقوة (dig, dug). جاهل: كلمة تحبيب تُقال للمحبوب عديم الخبرة بشئون الغرام. سَوّى: فعل. حفرة ونَج: لعبة يلعبها صبيان لحج وتسمى (الحَنّيص) وهي بعمل حفرة والرمي بحصاة صغيرة أو (التير ـ كرة زجاجية صغيرة) إلى داخل الحفرة. سَبَيت: أي بدأت برمي حصاتي أو (تيري) إلى الحفرة والقول “ألا سبا واتيري سبا” أي اقترب من الحفرة. ارتبَج: إرتبك. بدّي: البَد ما يدفعه اللاعب مقدماً في اللعبة. إنْتَسَج: انتزع. إندَرَج: دخل دون الشعور به. تمسْلَل: تسلّل. باساعف: سأرافق؛ والسعيف هو الرفيق. إلْتَبِجْ: رمى بنفسه حيث المحبوب ولو تعرّض بذلك للأذى. زَبَج: عكس الجد؛ أي المزاح. العِثْراب: منطقة زراعية بلحج وهي بداية سيل الوادي الكبير. لا بَرْت الدَّبَج: إلى بَرت الدبج وهي منطقة زراعية في بلدة (بئر أحمد) وهي آخر بقعة يصل إليها سيل الوادي الكبير قرب مصبه في بحر عدن. فالج: رأس الوادي الكبير ويتفر إلى ثلاثة أعبار: فالج العود والنينوه وفالج عياض. فَلَج: قطعة الأرض الزراعية (Paleg). خَجّ: سار هائماً بلا هدف. هَرَج: تحدّث والإسم منها الهَرْج.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ(القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد، ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدرـ منه خمس طبعات في 1943و1983و1989و 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن في الرباط بالحوطة.
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. صوته كثير الأفانين ، فيه شجىً وشجنٌ يبيد ، لذيذ في جوابه والقرار. فيه نَفَس رجولي جليل ، وفيه نغمٌ أخّاذ تميحُ فيه المعاني وتتركّح. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.
المغني: مهدي درويش فرْدين ( 1944 ــ 2008 ). ولد بحوطة لحج حارة مساوى. درس في المدرسة المحسنية، ثم اشتغل ممرضاً بمستشفى الحوطة. هو مطرب مقل مجيد ، وله صوت مُطرِب ومُفرح، إعتمد عليه الأستاذ عبدالله هادي سبيت عند توثيقه لألحان لحج وإيقاعاتها المتعددة. بدأ الغناء صغيراً عام 1956م؛ وكانت أولى أغنيه (يا للي تركت الدمع) وغناها على مسرح (البادري) بعدن ونال بها شهرة واسعة.. ثم انقطع عن الغناء لظروف اجتماعية لفترة. وبعدها عاد ليضيف إلى ديوان الغناء اللحجي روائع أخرى منها: (حالي يا عنب رازقي) و( يقولوا لي الهوى قسمة). .مات عام 2008 بالحوطة.
المطرب: علوي فيصل علوي. ولد في 15 أكتوبر 76م في مدينة الحوطة محافظة لحج. هو ولد المطرب اللحجي الشهير الفقيد فيصل علوي رحمه الله. درس الإبتدائية والمتوسطة في مدارس الحوطة ثم بمعهد الفنون الجميلة بعدن عام 1994م. علوي مطرب موهوب ذو صوت جميل وأداء مُطرِب وعازف عود متميّز كأبيه. له شهرة واسعة في الحفلات الشعبية (المخادر). من أغانيه: (يا عيون النرجس) للقمندان دويتو مع عبود، (كريم الجود) لليافعي و (يا سماء صبي) من شعر النصري.
المدون الموسيقي: عبدالقادر أحمد قائد من مواليد 21 أغسطس 1955م بمدينة الحوطة ـ لحج. عازف على آلة الكمان في فرقة الثقافة ـ عدن؛ وحاصل على دبلوم من معهد الموسيقى بعدن عام 1977م. ثم على الماجستير في العلوم الموسيقية وتنظيم الفرق الموسيقية من معهد الثقافة الحكومي (كروبسكايا) جمهورية روسيا الإتحادية عام 1982م. نشر كتابين: (من الغناء اليمني ــ قراءة موسيقية) طبعتان 2004، و(قراءة موسيقية في نشوء وتطور الأغنية اللحجية) 2013م. يعمل حالياً مدرساً في مادة النظريات الموسيقية بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة ـ عدن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( يا مرحبا بالهاشمي ) كلمات ولحن: الأمير القمندان ، غناء: علوي فيصل علوي 205
المقام: جنس راست على درجة الراست ، الإيقاع: زفين مكلاوي 4/4 (هاجر + مرواسين)
أغنية ( يا مرحبا بالهاشمي ) كلمات ولحن: الأمير القمندان، غناء: فضل محمد اللحجي 3