كلمات: مسرور مبروك ، لحن: الميسري؟ ، غناء: عبود زين
خبّرني الشاعر والملحن الأمير عبدالحميد عبدالكريم العبدلي أن الشاعر لطفي أمان أرسل إليهم نص القصيدة (طير من وادي تبن) لإجازتها، وقد كان (أبوي عبدوه) والشاعر صالح فقيه من لجنة النصوص في السلطنة العبدلية وقتذاك، ففرحا بالنص وباركاه وأجازاه كأغنية K وما غاب عنهما مقصد أمان .. وبعد ظهور الأغنية بصوت المطرب باجنيد غضب بعض العامة في لحج وطالبوا بالرد فانبرى مفتاح بأغنية على روي وقافية اللطفيّة، وجاء شاعر الهجاء مسرور مبروك بقافية أخرى حامية فأسفنا لذلك. قلت: لقد جادت قريحة مسرور بقصيدة لا تقل عن اللطفية روعة ولكنها لاتدانيها في سعة الصدر والأفق. وما أحلاها بصوت (ربان الطرب) .. واليوم خميس:
***** قال مسرور بن مبروك *****
قـال مسرور بن مبروك * شفت غـاني مـن عدن
سيرتــــــــه سيـــره بفن * والجمــال عنـده سكن
* * *
لابس الفستان الأخضر * والحزام مزرور به زَر
والخضــاب حَـلّى جبينه * والشفــــايف دم أحمـر
شفت فـي يسراه ساعة * صحنهــا يلمـع لماعة
باليــد اليمنى الشَّــوَالي * أربعـة حلـو الصناعة
* * *
قلت له: يا حلـــو زيــن * في عدن سـاكن فين؟
قال: في حــافة حسين * شوف داري طــابقين
قلت له: يا زيـــن نظرة * شوف قلبي مثل جمره
بانجّـس اليــــــــوم مرّه * با نسي مقيــل وسمره
* * *
قــال: خلّيــك الهُـــدَار * شي معك في لحج دار
بانقيّـــــــل في النهــار * شوف قلبـي زاد نـــار
* * *
رحت انـا والزين مرّه * واحتضنته وسط خصره
قـد سقـاني خمـر ثغره * آح يا ما أحـلاش سكره
* * *
ما درينا إلا وضـــوّ الصـبـح قــد شعشـــع ونــوّر
كنت اتمنى يطـــــــول الوقت ، ليت الصبـح تـأخر
ـــــــــــــــــــــــ
المفردات: سِيرَته: طريقة مَشيته. الحزام مزرور به زر: تضع المرأة حول خصرها حزاماً تشده به شدّاً. الشَّوالي: أساور اليد ويبدو أنها سُميّت بذلك لأنها تُلبس في اليد اليسرى ويدعوها أهل لحج اليد الشوْلَى وجاءت الساعة لتحتل مكان الشوالي. حافة حسين: حارة حُسين وهي من حارات مدينة كريترـ عدن المشهورة. بانجّس مرّة: سنجلس معاً. بانِسيْ: بانسوّي؛ سنعمل. الهُدار: الكلام الكثير.
الشاعر: مسرور مبروك عوض ( 1911 ــ 1992 ). من مواليد الحوطة ـ لحج عام 1906م، وقد تلقى دراسته الإبتدائية والإعدادية في مدرستها المحسنية. مسرور شاعر شعبي غنائي هجّاء يتعاطى الشأن السياسي والإجتماعي بنقد ساخر لاذع عرّضه للسجن والاضطهاد. اشتهر كشاعر في العام 1347هـ/1928م عندما وضع قصيدة عراض للشاعرة الأميرة (شمس بنت عبدالله محسن العبدلي) التي عاش وتربى في كنفها. لقد مكنه عيشه في القصر من معاصرة والتاثر بالشاعرين أحمد فضل القمندان وحسن أفندي. لمسرور العديد من الأعمال المسرحية ألف وأخرج بعض المسرحيات التي قدمتها فرقة العروبة عند تأسيسها عام 1942م منها إخراج مسرحيتي (عطيل) لشكسبير و(شهامة العرب) لخليل اليازجي، وتأليفه مسرحية (طرفيشة وشوربان أبو ريشة). ولمسرور اهتمام بفن الغناء وله بعض الالحان سجلت على الأسطوانات. من كلماته وألحانه الأغاني: ( لا مزوج سلي ولا عزب مستريح ، مسيمير الوطن ، تحرشوا لي وانا عابر سبيل ، شل الشلن واصرفه سنتات، وبلبل الروض، يابوي انا آه منش)، ومن ألحان صلاح كرد: (مونلوج بنت الناس هبّي لش)؛ وله ( أنا لي قلب ثاني) لحنها وغناها بشير ناصر بلال. ومن لحن وغناء المطرب محمد علي الدباشي: (يازمان النور، عشق الطفر ، من لحج لا الراحه ، في المولعه هب الضمار). أصدر في حياته ديوان: ( الدهل والقيد ) 1982، عن دار الهمداني ــ عدن. توفي في عدن ودفن فيها عام 1992م .
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه أما هو فجمهوره يلقبه (ربان الطرب). ولد عام 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات:" الوهط دار المسرة" ، "عبود زين.. الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( يا ساري البرق ) كلمات: محمد سعيد جرادة، لحن: تراث صنعاني، غناء: فيصل علوي
أغنية ( قال مسرور بن مبروك ) كلمات ولحن: مسرور مبروك ، غناء: عبود زين