شريط

1‏/8‏/2016

يوم التكريم (1)

يهوى الثناءَ مبرّزٌ ومُقصّرُ  *  حبُّ الثناءِ طبيعة الانسانِ

ملاحقة الدكتوراه إلى جامعة ناديد بالهند مارس 2010 أنتدبت محاضراً بكلية التربية الضالع منذ تأسيسها في 1998 ثم عدت لكليتي الأم (التربية ـ صبر) في 2005 ، وقد أقام طلابي حفل تكريم وتوديع لي ، وهذه كلمتي في المحتفلين:

في ظروف أمرّ من (أسس التربية) ، وأعقد من (فن التعليم) ، أتيتُ ..

جئت الضالع قبل سبع سنوات ، وكان لي شرف تأسيس قسم اللغة الإنكليزية في كليّتها الفتية. جئتها منفيّاً لأني لم أكُ من الذين ينطقون من خلف كحمارة الجاحظ ..

لقد كُتبَ عليّ شقاءُ مَن تُدركُه حِرفةُ الأدب، ولعنة العالم الذي صرّح بعلمه في محفل الغباء. فكم عتّالٍ عِتِلٍّ " تأكدَمَ " فاغتـنى، وكم أديٍب لبيبٍ لم يُعطَ خبزَهُ كفافَ يومه..

عبدالرقيب لميح .. عنوان للوفاءجئت الضالع فتلقّفتني أياد بيضاء، وعقولٌ عامرة ، واحتضنتني صدور بالمجد والسرور، وكان في مُقَدَّمِها إبني الكريم علي قاسم عميد معهد تاي، والشاعر الحليم عبدالكريم، وطيِّبُ الذكْر والمَنبت:"ابن سيدنا"، نورُ "المتَعَوِّجة" وأديبها المستنير، ابن عمي الحبيب السيد عبدالودود. واصطف إلى جانبهما ابني وصدبقي اللمّاح عبدالرقيب اللُّميح ، والعزيز قُـدار مَن سكبَ الله فيه عزّاً ورجولة واقتداراً .. عافاهم جميعاً.

 ... وقضيت في الضالع سبعَ سنواتٍ عجاف، صادقني فيها خبزُ (التميز)، وصاحبتني (السّلته)، وظلّلَتني (الفرافر). سبع من السنين عاديتُ خلالها السمنَ والعسل، وحتى الكراث والبصل ـ وأكلَ غيرُنا خيرَنا ، ولكن لم نَجُع .. بل شبعنا بالمحبة خبز المعرفة ، واستقينا من الضالع أشعارها ميازيب لا عمي مهدي صاحب خوبر2يعتورها عيب.

عمدنا (الشرَف لَعْلِي) ، مُتَرَبَّع ابننا السيد صالح الأسدي، عند أهل النّكَف والمنَاعة ؛ ونزلنا (الحقل) في كنف ابن هادي ومحمد خالد فجادت السماء بحضورنا بمقدار حميد آل الأحمدي ؛ وعرّجنا على (العزلة) لنتبرّك من بعيد بقبر النبي أيوب، وعجبنا لبعل زبوب.

صعدنا على الشواعر في (غول سبولة) جعفر وعبدالله ومحسن مُستَسْقيَن ، نطلب شعراً لا شرّاً .. وفي (خوبر) أطربنا (عمي مهدي) من شعر الحُمَيني، وسعدنا مع آل الجعدي: محمد ويوسف وعبدالعزيز ومجاهد وجهاد وزياد ولبيب بأوقات لن تقوى على محوها السنون ـ ورحم الله طالبنا الحبيشي.

تعرفنا على وليد الصبري، وعلى (علي موكس) البريئين ــ ورحمَ الله ولدنا (الدُّكَيم) ..

 وعجبنا بأخلاق نبيل أحمد حسين صاحب (شَخَب) وعلي الغريري صاحب (قفلة قعطبة) ، وأحببنا (شوقي محسن ناجي) صاحب القلب الطاهر والنفس الرضيّة.. وهنئنا بصحبة ابننا الخطيب مُهيب ، والسيد الشاعر محمد باحميش ..

وفي الضالع فاجأتنا (أديبة) الأديبة بجرأتها العذبة ــــ والجرأة أمّ الإبداع، ولقيناها حفيدة وارثة لجدها الكالدكتور السيد عبدالودود الهاشميبير كُرْب الزُّبيدي ، وإذا هي تُمطِرُ من توابيت الحزن شعراً ومسرّة ..

قرأنا شعر الشيخ جرَز المطيور، وديوان قاسم بلعيد صاحب القزعة ، وسُفيان صاحب الضبيات ، والقطوي الأزرقي، وعبدالله البَرَم صاحب ذي حِرّان. نهلنا من الضالع ما أروى القلب والخاطر، وعشقناها حدَّ الوجع .. صارتِ الضالعُ فينا علامةَ وَجْدٍ ظاهرة ، واستحلنا بحبّها أحجـالاً مغرّدةً بين ( النُّشفي و الدّرجَه )!

لم أكره "المتعوِّجة" حتى في عزَّ لحظات الجحود المشهودة .. إنّ لي جنب (مَيْلَن) دارٌ وأحبّة ..

وأختم كلمتي بمثل قول شيخ الأدباء:

أيها المحتفون، 

مارون عبود بريشة رضوان الشهال إني أعرف فيكم محبتكم لأبيكم ومعلمكم ، فاسرجوا خيولَ الأدب ، ودوزنوا خيوط الطرب لتسري المحبة في الناس شعراً مُنَغّمَا ؛ إنما يعيش المعلم الأديب ويموت ـــ كما قال شيخنا ـــ على الكلام والمقام وفيهما خلوده. وجميلٌ أن يُكرَّمَ المعلم حيّاً ليقتدي به النشء ويكون للوطن غيره، وإلا عدِمَ أولادُ الناس أديباً مربيا ، وكثُرَفي الأرض العقيمُ والزنّيمُ ، وامتلأت مدارسنُا بالعوريم والكسلوحيم المبغوضين إلى نفس المعرفة.

                                        والسلام عليكم ■

                                           *     *     *

 وهذه قصيدة كتبتها إحدى بناتي بالمستوى الرابع:

همسة وفاء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  أديبة البحري

إجمال2لى الأستاذ/ جمال السيد مدرس الأدب الانجليزي بجامعة عدن  

وكما تمرّ فصولنا ــ

أقبلتَ أنت ،

كما يطوف ربيعنا الفتان حلواً ناضراً

جاءت قوافي الشعر

يسقيها شعورُك ماءَهُ

وبك انتضى عزم القصيدة

ولك انتشت أقلامنا فرحاً

بمقدمك الجميلمع البروفيسور د. دشباندي رئيس قسم اللغة الإنكليزية

فكيف أكتب عن رحيلك

في المفازات البعيده

*     *     *

ماذا أسطّر واليراع يئنّ مكلوماً

تبرّحه الشجونُ وحوله نزفت دماً

أوجاعنا الثكلى التليدة

والحرفُ أوشك أن تكبّله قيود الخوف

أو تودي به الريح العتيدةP1011454

*     *     *

وتساءل الأصحابُ: من هذا؟

فقلتُ: محاربٌ ،

أبتِ السنون عليه إلا أن يكابدَ

دونما ضجرٍ يفتّ بعضده

كلا ولا الأخطار نالت

من عزيمته الرشيدة

ــ هو شاعرٌ /  يمضي سنيَّ حياته   جمال

متبتّلاً في الروضة الغناء

رقَّ هواؤها شعراً

وأينع زهرها عطراً

يفوح شذاه والأنسام تعزفُ

في خمائلها نشيده

*     *     *

عفواً أسير الصمت

إن كلّت يداك من الخطوب جمال في الهند (2)

فأنت ذا تجني هنا التقديرَ

ممن شيدوا لك في شغاف قلوبهم

سُرُج المحبة لا يزول ضياؤها

أبداً ولا النسيان يقدر أن يبيده

*     *     *

عفواً إذا ما خانني التعبير يا أبتِ

فللكلمات في يوم احتفائك رعشةٌ

وتكاد قافيتي تضلّ طريقها

وتسير هائمةً شريده

*     *     *في بونا -الهند ، في ابريل 2010

فاحمل شذى الإكبار

     من بين السطور

واقطف زهور الودِّ

     من كل الصدور

هذا مكانك بيننا …

فيك الهنا .. وبك المنى

    ولك السرورْ

 

* كلية التربية / الضالع  31/3/2005

ـــــــــــــــــــــــــــــ