كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل العبدلي (القمندان) ، غناء: فيصل علوي رمزي محمد حسين
المقام: الحسيني على درجة النوى ، الإيقاع: شرح لحجي ثقيل (سلطاني)
لحج منبتٌ طيب للحُبّ والحَبّ والقصَب، للخضرة والفاكهة والريحان عدا الشعير والعنب. لقد أكرمنا الله بالخُمرة لا الخَمرة ، بالعَنْب لا العِنَب. فملأنا أسواق العالم القديم ـ والجديد بالبخور والطيب، وبالفل والطرب. أُحرِقَ بخورنا في المعابد فرضيت الآلهة، وتضمّختِ النساء فاسترَّ الرجال، ثمّ تطيّبوا هم، واكتملت الدائرة.
إن امتدح هوشع خَمرة لبنان، فقد أثنى على خُمرتنا اليونان والرومان، وأكدوا بأنها ترضي آلهتهم الأوثان، وتطرد الجان والشيطان، وتجلب السرور للإنسان؛ أما خَمرة الشاعر اللحجي فيستقيها من لمى المحبوب. يستغني ، وهو "المولعي" ، حتى عن القات فـ " الريق يكفيني " ــــــــــ هذا رمزنا في الأدب والطرب يُطرِب ويُشرح القلب ويجاوب قرار الخاطر التعبان .. و صابر على ما فيني يا ضنيني:
******** صابر على ما فيني يا ضنيني ********
يا قمــري البــــــانه ليه البكــا والنوح
النوح يشجيني
ظمـــآن با شَربـــة للهـــــائم المجروح
وشهد في صيني
مارود من فرقــك ليه يا حيـــاة الروح
بالنار تكويني
أنت وِرِش يمسي بك خاطري مشروح
يا نون في عيني
بُأ ريق من ثغرك القاني عسل ممروح
ترياق يشفيني
ما عاد بُأ القات (المالي ولا المكدوح)
الريق يكفيني
بُا العنبر الأصلي في ســـاحلي مجدوح
ليلي يسليني
بُا القامة البــــــاني والسيرة المشلوح
والمبسم القاني
بأ جعــــد ع امتانه سايل سيَنْ مطروح
والحاجب النوني
يا بـوي من هجرك صابر ضِنِيْ باروح
يا بوي ياهوني
ـــــــــــــــــــــــــ
المفردات: ضنيني: (محبوبي) من أظنّ به لندرته ؛ الغالي النفيس. مارود: مريض. المالي والمكدوح: بائعان للقات في حوطة لحج على عهد القمندان. بأ: أبغي. ضِنِيْ: (تعبااان) أستحوذ عليه الضنى وهو شدة الإرهاق والتعب.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م
المطرب: رمزي محمد حسين صالح. من مواليد (الخيسة) البريقة محافظة عدن ؛ بها نشأ وتلقى تعليمه الثانوي والجامعي بكلية الإقتصاد ــ جامعة عدن. هو واحد من تلاميذ المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي. لرمزي صوت حلو ، فيه شجو وتطريب ، ويحفّ به عنفوان عجيب ، وفيه سلطنة و"جهورية" أندلسية تُذَكِّر بذاك الزمن العربي الجميل في الصقع الغربي الريّان. وفي صوت رمزي وضوح كبير ، ومدّ وامتداد مفرح حدّ أنك تسمع بوضوح حالي آخر حرف في البيت. ورمزي عازف عود ماهر لا تشبع من عزفه المتجدّد المتنوّع المبدع ،. من أجمل أغنية: ( رب غفار واحنا منها بانولي) من شعر الدبا ، (أنا بري من ذنوبه) من شعر القمندان ولحن فضل ماطر بِجَبل عقربي، و (شن ماطر على حيط لحسان) و(كلما جيت شوفك) ، (صابر على ما فيني يا ضنيني) … نشرنا عنه كلمة :( رمزي .. رب غفار واحنا منّها با نولي) مثبته بالمدونة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية (صابر على ما فيني يا ضنيني) كلمات ولحن: الأمير القمندان ، غناء: رمزي محمد 259
أغنية ( صابر على ما فيني يا ضنيني ) كلمات ولحن: الأمير القمندان ، غناء: فيصل علوي 41
المقام: الحسيني على درجة النوى ، الإيقاع: شرح لحجي ثقيل (سلطاني)