يتفرّد مطربو لحج في استطابتهم لكل ألوان الغناء اليمني، وهم يؤدونها على تنوّعها باقتدار عجيب، بل ينثرون عليها من بياض فُل روحهم الصافية الحالية فتخرج على الناس أكثر بهجة وإيناس. هذا الأغنية الصنعانية يؤديها مطربا لحج: أحمد يوسف وعبود زين فتراها تسير في (ويل) لحجي أخضر مشجر يسحر الناظرين والسامعين:
كلمات: مجهول ، اللحن: تراث صنعاني ، غناء: عبود زين
المقام: حجاز اليمن / جنس عراق على درجة الأوج ، الإيقاع: دسعة أولى وسطى 4/4
غنى علـى نايـف البواسق * مطــوّقٌ في دُجـى الظــلامْ
وذكّـــر العــاشـقَ المُفـارقْ * عـن جِيـرَة الرَّنـد والخُـزامْ
وبات نـوم العيــون طالِقْ * والنوم على مَن عَشِقْ حرام
واشتقتْ إلـى مِسكيَ المَفَارِقْ * حــاليْ اللمَـى دُرّيَ النظامْ
توشيح
قد حلَّ في خدّه الوسيمْ / النار والنور والنعيمْ / الكلّ في ذا وذا مُقيم
تـقـفـيـل
وفـي بَديـــدهْ رحيـق رائقْ * يُغنيــكَ عـن قرقف المُـدام
غانيْ رشيقْ أعيُنـه رَوَاشِق * تمرّ فــي اللحـــم والعظام
بـيـت
سبى فـؤادي وقـد تغـنّـى * من فوق الاقتاب والجريد
وقــــال وا صـبّ وا مُعنّى * متى رجوعــكْ إلـى زبيـد
وننظــر المشهــد المُهنّى * ولبســهُ الحـــــاليَ الجــديدْ
والورد فـي الوجنتينِ عابِقْ * وكـــــلّ مقله لـهـا سهــام
توشيح
عجزتُ كم شاحملَ الهوى / والخلُّ ما ادري بما نوى / ولا وُجدْ لي ولا دوا
تـقـفـيـل
قد عـزَّ هـاروتيَ الحدايقْ * مـنَ اللقـا منــكَ بالسلامْ
صلّوا على مَن له الطرايقْ * المصطفى سيـّــــدَ الأنـام
___________
الشاعر: يُنسب هذا الموشّح لعبدالرحمن الآنسي الصنعاني غير أن السطر التاسع منه يدل على أن الشاعر كان يقيم في زبيد ، ولم يعرف عن عبدالرحمن الآنسي ذلك. ولقد اشتهر عبدالرحمن بحُمينياته في شعر الغناء الصنعاني، وصار لشهرته أن تنسب إليه كل حمينية يُجهل قائلها. ويلاحظ جنوح هذا الآنسي إلى أسلوب الشعر العربي القديم في تناول موضوع الحب فألفاظه فصيحة وتعابيره فخمه ، ومع ذلك فحمينياته تعد من أحلى طرب اللون الصنعاني. (أنظر شعر الغناء الصنعاني للدكتور غانم. دار العودة ـ بيروت، 1981. ص 167 و330 و 413).
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: " الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( سرى الهوى ركّب عَشْي) ، كلمات ولحن: الأمير عبدوه عبدالكريم، غناء: فيصل علوي
موشح ( غنى على نايف البواسق ) ، من الغناء الصنعاني ، غناء: عبود زين
المقام: حجاز اليمن / جنس عراق على درجة الأوج ، الإيقاع: دسعة أولى وسطى 4/4
التدوين الموسيقي: عبدالقادر قايد اللحجي