كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: فيصل علوي
المقام: الحسيني على درجة النوى، الإيقاع: شرح لحجي ثقيل ــ سلطاني ( 12/8 هاجر+سيندا+ مرواسين)
هوذا القمندان مزارع في ثوب أمير. يعشق بلدته لحج حدّ الشعر. وجد في أرضها الخصبة، وفي تراثها الثر تعويضاً حقيقياً لتيتّمه المبكر؛ فأراد بحس الرعوي (كبير المزارعين) العاشق أن يجعل منها مركز ثقافة ومنجم جمال وطرب فاستخرج من مكنوناتها شعراً وخضرة ، واعتجن تراثها بروحه الحالمة فقدم لنا عصائر ما تزال تدور على أفواه الشاربين على سعادة وغبطة. لقد دفعه عشقه المجنون إلى الافتخار والمفاخرة بفنه وبصنعته ، فكان البائع والدلاّل.
الأغنية اللحجية شعرٌ خالص نُظِم للخاصة ، وصُبَّ في بوتقة العامة ، وهي لحنٌ عمره الدهر، وضربٌ سلطانيّ صُكَّ في الحوطة العبدلية فخرج سبائك سبائك.
يسيل المجرى الأدبي بمحاذاة الوادي الأعظم من غير انقطاع. أشعار وأوتار، ومغنونَ وسمّار، وصحافة وندوات ونواد .. يعجُّ بالدان الأثير، وتضجُّ الموافي بالخمير والفطير، ومن خدور البدور يهبُّ البخور بالسرور ، ويحتل القرمش والمضروب صدورَ الموائد العامرة.
محبوبات الشاعر اللحجي مسك وعنبر والعنبر أبيني ، مافيهنّ تفلات (خايصات) . يفوح البخور من ثيابهن وجواجرهن ومربعاتهن . وطعم كل واحدة كالراح والتفاح وموز الشجيرات:
يا لوز يا موز يا تفاح في أطباق * عسى من الجود يحصل يوميه فرّاقْ
هو أندلسي الذوق والطبع والخاطر؛ لا يرى بأساً من أن يقترن العنب بالعنبر ، والبيذان بالباذنجان ، والجوز والموز باللوز والمشبك والمكركر حيث يصلح كل شيء أن يكون فناً أو مادة للفن … وكم ليْ في المولد تخوَّرْ / بأ لي مشبّك ولاّ مكركر / والزين سمّرني وكثّرْ / يا فرحتي:
يا فل يا عود ماوردي وعنبرْ* وانتَ عسـلْ جردانيْ وسُكّرْ
فين ولّيتْ .. دوبي تخـبـّـرْ / لمّا متى
* * *
فينْ ولّيت .. قلبـي تفطّــرْ * بَعدكْ على الله في بحر أو بر
يا ليل أبيض أو يوم أزهر / فيه اللقاء
أنت بطل مَن شافك تقهقرْ * تخشى بعادكْ عَرَبْ وبربرْ
وليه يا سِيْـــــدْ منّي تفَرْفَرْ / ما با اعذرك
* * *
العنق بلور والصدر مرمرْ * وانا متيّم باجيْ وبا ازقرْ
باقول قَرْ ، يا سمنْ البقَرقَرْ / لمّا متى
* * *
اشرب معي يا سِيدْ واسهرْ * سمـرة كما عبلة وعنتر
لـمّـــــا يقــــــول: الله أكبر / ما با افرقك
* * *
كم ليْ في المولــــد تخوَّرْ * بأ لي مشبّـك ولاّ مكـركر
والزيـــن سمّـــرني وكثّــرْ / يوم الهناء
* * *
شوف العَشيْ سوّدْ وغبّـر * ركّـبْ على الوادي وزقّـر
هاتوا عباتي خاف با امطر / يا فرحتي
* * *
شن المطـرْ والسيــــل دَفّـرْ * والطين ساقي خاف يُوفَرْ
عاد البقر من شَقّ (خَنْفَرْ) / با جيبها
* * *
هــذا زبـيــدي بلّـحْ وصفّـر * صَبَـحْ مُنَاصَفْ رطَبْ مُفَرفرْ
وذا عنبْ من زحلةْ وصَوفَر / خريف
ـــــــــــــــــــــــــ
المفردات: دوب: دائماً. با ازقر: سأمسك. قَر: اهدأ ، توقف. تخوّر: أشتاق واتمنى. بأ: أبغي، أريد. مشبّك: حلوى لحجية تعمل بطريقة متشابكة. مكركر: لوز مطلي بالسكر. سمّرني: أعطاني من الحلوى واللوز ما أستطيع التلهّي به في السمر. العَشْي: تراكم السحب الماطرة. ركّب وزقّر: غطى الوادي واستقرّ فوقه. دفّر السيل: تدفق. الطين: الأرض الزراعية. خاف يُوفَر: ربما يصير جاهزاً للبذر بعد السقو. من شق خنفر: من خلف بلدة خنفر بمحافظة أبين. زبيدي: نوع من التمور يكون بلحاً أخضر اللون ثم يصفرّ ثم مناصف أي تصير الواحدة بلونين أخضر وأصفر، ثم رطَباً. زحلة وصوفر: إسمان لقطعتي أرض زراعية جيدتا التربة وتنتجان نوعاً جيداً من التمر يسمى (خريف) ويشبهه الشاعر بالعنب.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( يا قلبي تصبر ) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: فيصل علوي (88)
المقام: الحسيني على درجة النوى، الإيقاع: شرح لحجي ثقيل (سلطاني12/8 هاجر+سيندا+ مرواسين)
أغنية ( دام الهناء ) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: علوي فيصل علوي