كلمات ولحن: الأستاذ عبدالله هادي سُبَيت ، غناء: فيصل علوي ومحمد صالح حمدون
المقام: جنس بياتي على النوى ، الإيقاع: زف لحجي (6/8 هاجر+ مرواسين)
إبن هادي شاعر بعيد مدى الآفاق، واسع الانطلاق ـــ كما عبر ناقد في وصفه للشاعر الأندلسي، ابن بيئة نضرة، تتدفق فيها المياه، وتزخر بالخضرة وبالريحان، وتعج بالغناء والطرب واللهو. كان سلاطينها شعراء وأدباء فاغذقوا الأعطيات للشعراء، وقربوا العلماء، وأقاموا المجالس والندوات، فاتخذ الفن مقعداً إلى جانب الجمال، وتقاسم اللهو والجد الحياة بالقسطاس ـــــ ويا غارة هوانا بالله احضري:
************* والله ما فرقته وانا به زري ************
خلي قـد هجـرني وانفس اصبري
خلي قــد جفــاني واعين اسهري
خلّي بــاعـنـي ، يا ليتـــه يشتري
والله ما فـــرقته وانا بـــــه زري
* * *
خلي مـن جبينه يطلـــــع قـامري
خلي في خـــــدوده جنّـة نـاظري
خلي في شفـــاته خمرة خـاطري
والله ما فـــرقته وانا بــــه زري
* * *
خلي من دمـــوعي خطّر مدفري
شوفه قد تعـــدّى حَد (الزغبري)
فاشربْ من دمـوعي هنيئاً مريْ
والله ما فـــرقته وانا بــــه زري
يا نفـس المتيـَّـمْ بالحـب اسهري
با عين المهيَّمْ بالدمــع امطـريْ
سقّي الأرض لما حَـدّ المَنْصَري
والله ما فـــرقته وانا بــــه زري
ليته … ليت بايطلقني آســــري
ليته ليت بايصفى لي (الجابري)
قلبي له عقيرة تحت الحــــازري
والله ما فـــرقته وانا بــــه زري
يا جوف المهيّم بالآه أزفــــــري
يا ساعة جفـــــاهم بالله أقصري
قلبي عبدلي الحب ماهو طنبري
والله ما فـــرقته وانا بـــه زري
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: زَري: متفاخر؛ والزرى فيلهجة لحج التفاخر والإختيال. حد المنصري: حدود (قرية المناصرة) بلدة (آل المنصري) غرب مدينة دار سعد، وهي آخر أرض زراعية يرويها سيل وادي لحج الصغير. طُنبري: منسوب لأهل الطنبورة ، وهي آلة أفريقية يستخدمها عبيد السلطان ويكنّي الشاعر إليهم بآلتهم. حد الزَّغبري: حدود قرية (كود الزغبري) وهم قبيلة لحجية على الوادي الصغير قرب المنصري. عقيرة: أضحية. الحازري: السيف (من الفعل حزّ الرأس: قطعه).
الشاعر والملحن: عبدالله هادي سبيت ( 1918 ـ 2007 ) شاعر غنائي مجيد، وملحن وعازف ومغني متميز. ولد بالحوطة ـ لحج. عمل وكيلاً للمعارف في السلطنة اللحجية سنة 1948م.كان واحداً من رواد النهضة الفنية التي أسسها الأمير أحمد فضل القمندان بلحج. يستقيم شعره على الصورة ورقة المفردة وموسيقيتها وفيه تضمينات و(allusions) تدل على سعة قراءته في الأدب العربي. كتب ولحن القصيدة الغنائية والوطنية ، وكتب النشيد الديني. يجنح بعض شعره الغزلي نحو الصوفية. من أغانيه المشهورة: (يا باهي الجبين)، التي تغنّت بها كل اليمن عام 1957م، (القمر كم با يذكرني جبينك يا حبيبي)، (سألتني عن هوايا فتناثرت شظايا) و(هويته وحبيته) التي بثتها إذاعة صوت العرب بصوت إسكندر ثابت، (لما متى يبعد وهو مني قريب) التي غناها إبن حمدون وطلال مداح.. ترك لنا عدة دواوين منها: (الدموع الضاحكة)، (مع الفجر)، عام 1963م، (الفلاح والأرض) ملحمة شعرية بالعامية نشرت عام 1964م، (الصامتون) عام 1964م و (أناشيد الحياة) 1974م، و(رجوع إلى الله) بالفصحى عام 1974م. نشرنا عنه كتاب: (عيش بالمرّ نشوانْ) وضم المداخلات التي قدمت في ندوة كلية التربية ـ صبر، لحج في 17 يونيو 1996م. توفي في 22 ابريل 2007م بمدينة تعز وقبره فيها.
المطرب: محمد صالح حمدون ( 1943 ــ 2003 ). ولد بقرية (الوهط) محافظة لحج في 1943، ومارس الغناء صغيراً وعمره 9 سنوات ، وسجل أغنيته (سألت العين) في إذاعة عدن عام 1957م، وصار وقتذاك ظاهرة فنية. غنى لثورة الجزائر في الحفلات الخيرية لدعم الشعب الجزائري، على مسارح عدن ودار سعد عام 1956، أناشيد منها: (يا شاكي السلاح) و (أشرقي يا شمس في أرض العروبة) من كلمات ولحن عبدالله هادي سبيت وغنى لسبيت أيضاً: يا باهي الجبين ، والله ما فرقته ، يا أبوي يبوي ، ألا لما متى يبعد .. وغنى من شعر الأمير صالح مهدي العبدلي : (ليه ياهذا الجميل ، يا ربيب الحب) ؛ ومن شعر صالح نصيب (أخاف منك عليك) و(قضيت العمر) لحنهما فضل محمد اللحجي، و(صغير في سنه) لحنها الأمير محسن بن احمد مهدي العبدلي، و (حبيبي سلام) لحن عبداللطيف صالح احمد. ومن شعر مهدي علي حمدون: (شرعك حكم) لحن الأمير محسن ، و (سكون الليل) و(يكفي بس وا مبتلي) لحن فضل محمد اللحجي.. ومن شعر أحمد سعيد دبا وألحان الشيخ يحيى محمد فضل العقربي أغاني منها (رماني) و(يضاحكني) و(الصبر حكمة).. توفي في13 أكتوبر 2003م.
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.
المدون الموسيقي: عبدالقادر أحمد قائد من مواليد 21 أغسطس 1955م بمدينة الحوطة ـ لحج. عازف على آلة الكمان في فرقة الثقافة ـ عدن؛ وحاصل على دبلوم من معهد الموسيقى بعدن عام 1977م. ثم على الماجستير في العلوم الموسيقية وتنظيم الفرق الموسيقية من معهد الثقافة الحكومي (كروبسكايا) جمهورية روسيا الإتحادية عام 1982م. نشر كتابين: (من الغناء اليمني ــ قراءة موسيقية) طبعتان 2004، و(قراءة موسيقية في نشوء وتطور الأغنية اللحجية) 2013م. يعمل حالياً مدرساً في مادة النظريات الموسيقية بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة ـ عدن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( والله ما فرقته ) كلمات ولحن: الأستاذ عبدالله هادي سُبَيت ، غناء: فيصل علوي 182
أغنية ( والله ما فرقته ) كلمات ولحن: الأستاذ عبدالله هادي سُبَيت ، غناء: محمد صالح حمدون
المقام: جنس بياتي على النوى ، الإيقاع: زف لحجي (6/8 هاجر+ مرواسين)