شريط

17‏/8‏/2014

طرب لحجي: هيثم عوض قال

كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل العبدلي (القمندان) ، غناء: فيصل علوي

المقام: جنس بياتي على درجة النوى ، الإيقاع: شرح بدوي

غلاف كتاب فيصل علويليس شعر الغناء اللحجي محض وعاء صوتي مطرب، بل هو عبارات ومعان، حُفّت برقيق اللفظ، وزُفّت بأنيس الصور، فجاءت العاطفة دالةً متدللة، وأقبلت الفكرة خصبة عميقة.

كبشار، تعالى الشاعر اللحجي عن العوام وظلّ بينهم، وهنا يقع سرّ تفوقه. بلغ ذروة الفن إذ خلق من أبسط المواد وأرخصها فناً عجبا. استغنى عن أدوات التشبيه وجاء بصور جديدة طريفة لم يسبقه إليها أحد:

      أنتوا حلاوة بغيّة فوق معصوب * مَنْ شافكم باتْ عند الباب مجذوب 

والأغنية اللحجية شعرٌ خالص نُظِم للخاصة ، وصُبَّ في بوتقة العامة ، وهي لحنٌ عمره الدهر، وضربٌ سلطانيّ صُكَّ في الحوطة العبدلية فخرج سبائك سبائك.

نحن أولّ مَن ذاق لَذّة المعرفة يومَ أبصرنا الهدى بعين الفؤاد وسمعناه، وعلى المزامير والطنابير نَشَدنا الشعورَ قصيداً وغنّيناه ، وعشقناه جذباً فسُهداً فزُهدا. أخذنا من الطعوم ألذّها ، ونادينا من الروائح والرياحين: "يافل ياعود ياكاذي ويا غصن نرجس" .سيطرنا من الحواس على أربع، وتركنا حاسةَ العميان. ..

    وآبَ الناسُ بالأغنام سَلْبَاً * وأُبنا بالحواسِ مُكَرَّمينا

جاهد الشعراء لبلوغ مطلبهم وما وجدوه، فجئناهم به ـ بذلك شهد الفرزدق. كانوا على الأرجاز وحداء الإبل يتسامرون فأحلنا واحاتهم دوحاً من الطرب الموقّع الأصيل، وعلى كمنجة مراد سعيد سرور غنى (الربّان) من شعر ولحن القمندان ـــــــ واسيلوووووووه ، دفّر الوادي الكبير

 دار العرائس2

 

ناصر مبروكهيثم عوض قال ليت الأرض في وَدْرَه  *  باســـلّي القلب ما بابات شي مغبـــونْ

حتى ولا الناس با تـلـقـي عليْ سمـرهْ  *  القلب ما طـــــاع يقنع والهوى مسنونْ

هيثم عوض قـال يا مَدهـونْ بالخُمرَهْ   *  لا هانت الناس أنا حاشا عليْ ما هونْ

مِن موسمك بَيْـتْ لي راعـدْ وبأ مَطرهْ  *  بعـد العشا تِسْلِيْ المكروب والمحزون

يا الله من الزيــن زانت حين بـأ نظرهْ  *  وبأ  جِنَــا تيــن فـي تشرين أو كــــانون

يا بوي أنا يا ضنى حالي من السَّجْرَهْ * حاشا علي ألف حاشا ما اخرج المكنونمراد سرور3

حتى ولو خـــاطري مكــزوز بالجمره  *  الله له أمــره وانا بَصْبُرْ على المضنون 

ما يسهر الـليـــل إلا مـن بهِ القَمْـرَهْ  *  وذي صَبَحْ جسمه الضاني كما العرجون 

يبات يــردف أنيــن الشــوق والزفره  *  والقلب محروق يمسي والكبــد مطعون 

سقى عهود اللقاء يا بوي من هجره  *  سقى سقى الشِّعْب والوادي مطرعثنون 

متى متى بالسمر با نجـلــي الحسـره  *  يا ريحة الفــــل والريمـــــــان والحنون

هيثم عوض قال بَعْطي خاطري جَبْرَهْ  *  ما دام في القلب نبرهْ با اذلح المخزون

 

ــــــــــــــــــــ

 المفردات:

* مطلع القصيدة لهيثم عوض شاعر دثينة بنى عليه القمندان وتصرّف به.

ودرَه: داهية. تلقي: تفعل. بَيْت:بغيت، أردت. بأ: أبغي. الخُمرة: الطيب والعطر. السجْرة: الخدعة. مكزوز: محروق بالجمر.العرجون: أصل العذق الذي يعوج وتقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابساً لإنعراجه. العُثنون: المطر ما دام بين السحاب والأرض. نبرة: نبضة.

القمندان9الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.

ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في  أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار". زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).

المطرب فيصل علوي 4المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م .

عبودالمطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. أما هو فالجماهير تلقبه (ربان الطرب) ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: "الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

imageأغنية (هيثم عوض قال ) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: عبود زين

imageأغنية (هيثم عوض قال ) كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: فيصل علوي