كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: عبود زين
المقام: بياتي على درجة الحسيني ، الإيقاع: مركح (4/4 هاجر + مرواسين)
في الأغنية اللحجية تجد عفير الأرض، وطعم الدّفر، وريح الشقر والفل والكاذي والحنّون. فيها لوعة الشاعر بصدق تجربته، وبقدرته العالية على تصوير شوقه للّقاء، أو فرحته بالوصال الأكيد. تنتظمها قوافٍ ناطقة بحقيقة الحدث، وأصوات بتجاورها تدلُّ على روعة الفن، وسموّ الجمال ، فلا مراء ولا افتعال. وعلى ما فيها من حسيّة، إلاّ أنها لذيذة دافئة ، تستقيم على الصورة أكثر من استنادها على البديع . فيها حريّة في المعالجة للحظة الغرام إلى حدٍّ لا يخدش حياء المزارع اللحجي؛ وفيها اعتصار وغوصٌ في المثل الأعلى لجمال المرأة، وغيابٌ ما بين الردف الثقيل والخصر النحيل، وفيها فرحٌ لا يشابههُ فَرَحْ ... وما كان لها ذلك لولا أن كان لها البيت العبدلي خير ناظمٍ وحامٍ ومحام ــــــ لِمه لمه يـا زين ، لمَ لا تصحِبا؟! / الله يرعانا ويكلأ لـو أبى … يا سلااام:
حيّـا ميه ، أهـلا وسهـلا مرحبا * وُرِشْ وله عينان كحـلا كالضبا
ما عُذر ما عندك من الغاني نبأ * يسرّ عـن بلقيس في وادي سبأ
يا بــدر في الدنيا تجلّى في خبا * يا شهد دوعاني وأحلى في صِبا
لِمَه لمه يـا زين ، لِـمَ لا تصحِبا * الله يرعــــــانا ويكـــــلأ لـو أبى
كأنمـا الدنيـــا لولاكــــــــم هباء * يميـن والقرآن يُتلـى فــــي قُبا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: وُرِش: جميل وأنيق وهي (روش) بالاستبدال. شهد دوعاني: نسبة إلى عسل دوعن وهي بلدة حضرمية.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار".. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه، أما هو فجمهوره يلقبه بـ(الربان). ولد عبود عام 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: "الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
التدوين الموسيقي: عبدالقادر أحمد قائد (1955-2023). من مواليد 21 أغسطس 1955م بمدينة الحوطة ـ لحج. حاصل على دبلوم من معهد الموسيقى بعدن عام 1977م. ثم على الماجستير في العلوم الموسيقية وتنظيم الفرق الموسيقية من معهد الثقافة الحكومي (كروبسكايا) جمهورية روسيا الإتحادية عام 1982م. نشر كتابين: (من الغناء اليمني ــ قراءة موسيقية) طبعتان 2004، و(قراءة موسيقية في نشوء وتطور الأغنية اللحجية) 2013م. يعمل حالياً مدرساً في مادة النظريات الموسيقية بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة ـ عدن. هذه الأغنية ( حيا ميه) تم تدوينها وفق أداء المطرب عبد سالم سيلان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غناء : عبود زين