الوادي الفياض من طرائف نوبة عياض ج2
مرق الوزف
-----------------------------
قال الراوي: واشتغلت (ساجرــ Sager) امرأة عوض مخلّم في مدرسة القرية، وكانت تشاهد العم صالح حارسي المدرسة يخرج من ثبانه كدرة ويضعها على الطاولة ويخرج قرطاساً به وزف وتأتيه المدرّسة عيشة بفنجان شاي ، ويشرع في تناول غداه بتلذذ عجيب. ومرة تساءلت: صلو ذا يا عمو ؟" أجابها: هذا وُزُف يا بنتي وزف ، وأعطاها وأكلت وعجبها، وقالت: حلو الوَزِيف يا عمو صالح". وكانت كلما ذهبت إلى فصلها مرت بعمها صالح وناولها كسرة وقليل وزف. في العام الدراسي الثاني غاب عمو صالح، تقاعد.
مرّت أشهر وإذا هي تطلب من عوض أن يشتري لها مرق الوزف؛ قالت له : أني مشتهية مرق الوزيف .. بي شهفة على مرق الوزيف".. وعوص صاح بعلوّ الصوت: يا اماااااه !! رشعت أمه المسيّر حق الدكّه وأطلّت من الجدار تقول: ها أبوي وراك؟" أجابها: آدي آدي شوفي بت اختش، السنة لولّه صلحت عصير المخلّم، وذلحين تباني جيب لها مرق الوزيف"
نزلت أم عوض وجاءت لبيت ابنها، قالت لعوض: يا إبني "النسّانة" واحم ـــ قاطعها: على الوزف؟! أجابته: مرتك هندية عدنية بنت بحر ، والبحرية تتوحم على السمك ــ قاطعها: يا اماه ذي مش تبى وزف هي تقول: شهفاااانه على مرق الوزيف، منين نجيب لها؟"
أجابته: خاف جدودها الهنود يصلحوا ، خلنا نسأل. اسمع يا ابني، أنته بكره صرح للحوطة وشل لنا ثمين وزف من دكان غانم ، وقدك اسأله خاف يعرف عن مرق الوزف. وأوبه حسّك يا ابني تتكاسل وترقد، شعاها بتجيب لك وليد جسمه مطبّع وزف وبيكونوا الجهال يناجموه وبايلقبوه الوزف ولا صاردين .. كما ما لقبوا أبوك المخلم."
شدّ عوض المخلم حمارته وصرح للحوطة وشل ثمين وزف، وسأل الحاج غانم عن مرق الوزف فابتسم وأجابه أنه ما يعرف. ركب صعبته وإلى بيت محمد سيف كبير الطباخين ..
نادى ودخل ورحب به ابن سيف وكان عنده ابن حسّان ـ وقال: حيا حيا ، ها أبوي متى مخدرتك؟ قال: جيتك أسألك شي تعرف كيف يصلحوا مرق الوزف؟" أجابه: ألا يا بوي ماشي سمعت به نحنا الا نسحقه شتني فوق العصيد ومع الكدر. وماشي يقع من الوزف لا مرق ولا صانونه. شو حكايتك؟
قال عوض: مرتي هندية من حقون عدن واحم تبى الا مرق الوزف. ضحك علي حساّن (بخبوخ) ولمعت أسنانه الذهب وعلّق :
ــ يا بوي ما نسوان لحج إلا يتوحموا على القفع وعلى الزميطا .. على الديمن وعلى البيذان ، محلا وحامهم . الله يعينك على انسانتك!
.
----------------------
• ساجر ــ Sager: اسم هندي للأنثى يعني البحر. الوزف: سمك الساردين الصغار الذي يعذف به البحر إلى الساحل في ديسمبر ويناير. الكدر: خبز لحجي يعمل من الحبوب. شهفة: شدة الإشتياق للشيء.
• رشعت: تسلقت. المسيّر : حافة الجدار ويترك كعلامة على مالك الجدار وبانيه. الدكة: مساحة أمام الدار تترك بلا سقف يسمرون وينامون بها وخاصة في الصيف.
• صعبته: أي حمارته؛ الأتان. متى مخدرتك: متى حفلة زواجك. القفع: تراب الأرض الذي يجف بعد سقوها ويشبه أقراص الحلوى.
• مرق الوزف طبخة مغربية معروفة حدثني عنها السيد هشام عبدالله السقاف عن صديقه المغربي