كلمات ولحن: الأمير القمندان ، غناء: مسعد أحمد حسين وفيصل علوي وعبود زين ومهدي درويش
المقام: البياتي ، الإيقاع: شرح لحجي ثقيل (سلطاني) ــ 12/8 هاجر + هاجر أو سيندا + مرواسين
وخـارج قصر السلطان العبدلي:
لبـّاجون وصُـرَّاب .. وبشرٌ من تراب ..
سـادة وحُجـُور .. وسُرُورٌ ومَسرور..
مخادر وحفلات، ومدائع وقات وسقاة ، وتنباك سُرَات ، وفضل محمد اللحجي ، وزغاريد نسوان..
رقصات موَقَّعَة على (المركّح) وصوت الدان ، وعلى إيقاع (المَيْحَة) ماحتِ اللحجيّات وتثنّينَ غصونَ بانٍ وخَيزُران .
موالدَ وبيارقَ ومجاذيب / طبولٌ ومجامِرْ ، وخيولٌ وعساكر، وموكب السلطان و"سبيت امبام" ..
ليالٍ أضاءها السَّمْرُ، وزيَّنها الحنّا، واحتواها عودان: عودُ دُخان، وعودٌ مِرْنان ..
زاد الخير وفاض، فذاقت جيبوتي من خضار نوبة عياض، بعدما ملأت أسواق عدن والشيخ عثمان... وفي الوهط يتسامر عساكر السلطان بشعر طمبري فريد ابتدعه قادري أحمد عوض، نمّ عن روح صافية، ورأس خالية، ونفسٍ سالية: "والراس حبّه قَرَع، والعين حبّه طماطيس"... ومن شاء من الشعر والغناء شرب، ومن انتشى لعب، ومن زوّر جذب، والأرض للعبدلي والدين للديّان ــــــ الهاشمي يا اهل القلوب السالية :
و(بأ) مـن الله الرِّضا والعافيه
شفت الحسيني والرياض الراضيه * واغصانها فيها القطوف الدانيه
ونا معــك يا زين ما فكّــكْ نِيَه
يا فاتني يــا بـو العيـون الساجيه * أمستْ فؤادي من فراقك واهيَهْ
هل تدر أشواق المحبه ما هيَه
ولَشَــوق قلبــي والمــروّه باقيه
أنسيتَ سُهدي والعيون البــاكيه * يا ريحة الكاذي وعرْف الفاغيه
فتلقّ منّي في البعــــاد سلاميَه
مــاذا جنيتُ عليكــمُ مِـن جــانيه * حتـى ألاقــي بالبُعـــاد حسـابيه
أهجُـــرْ فأيّــــام التــــلاقي آتيه * ولَسَوفَ يهنـأ ذات يـــوم فؤاديه
وتكفُّ من ذرفِ الدموع مآقيَه
وأشمّ في اللقيا عروف الغاليه * واحظى برشفه من شفاتك شافيه
ما للعــواذل يومــذاكَ وما ليَه
وتعود أيــام (الحُسيني) حالية * في ظــل روضه والمياه الصافيه
بين الشقائق أو زهور الداليه
ولا تغنّـوا لي الجبل يا ساريه * وكْيَـا خَبَرْ هَيْهْ ويا صـاحبْ مِيَه
الهاشمي يا اهل القلوب الساليه
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ديوان الأمير أحمد فضل العبدلي:( الأغاني اللحجية )، 1938م . مطبعة الهلال ـ عدن. وديوان الأمير أحمد فضل( المصدر المفيد في غناء لحج الجديد ) 1943م . مطبعة الهلال ـ عدن (وهي نسخة موسعة للأغاني اللحجية). والطبعتان الثالثة والرابعة عن دار الهمداني ـ عدن في 1983 و 1989م، والخامسة بيروت ـ لبنان 2006. نظمت في رمضان 1357هـ
المفردات: بأ: بألف مهموزة أي بغى لأن أهل لحج ينطقون حرف الغين ألفاً فكلمة (يبغى) تصير (يبأى)
الحسيني: بستان واسع مساحته 75 فداناً يشمل عدة بساتين بلحج هي:بستان الحسيني والرمادة وغرّة العين والبحيرة وحيط البصل، وكان الأمير الشاعر قد جلب كثيراً من غروس الأشجار والفواكه من الهند. وقد احتوى البستان على اشجار البرتقال النارنج. الاترنج، الليمون بأنواعه ، الرمان، الموز، العنب، الجوافة، العاط، الخرنوب، الشيكو، البيذان، جوز الهند، المانجو بأنواعها، الباباي، التمبل اضافة إلى اعداد كبيرة من اشجار الرياحين مثل الفل والكاذي والنرجس والياسمين والخوع والحنون وغيرها. ومثلت بساتين الحسيني مغاني طيبة للشاعر. وقد زار البستان لشهرته عدد من الشخصيات العربية المرموقة : من لبنان الأديب الكبير(أمين الريحاني) صاحب كتاب (ملوك العرب) عام 1952م، ومن مصر الأديب السيد محمد الغنيمي، ومن تونس عبدالعزيز الثعالبي، ومن العراق الأديب صالح جلبيت وبعثة مجلة العربي الكويتية في استطلاعها عن لحج، وآخرون.
ما فكّك نيه: لن أتركك أبداً، كيا خبر هيه: هندية تعني (ما هو الموضوع؟) صاحب ميه: بالهنديه يا صاحبي
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار". زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: " الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
_ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ