كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: عبود بن زين (الربّان)
المقام: جنس بياتي على درجة الحسيني ، الإيقاع: شرح بدوي
هوذا (الربان) في (صَبْيَة ضمد) بلاد الحازمي يطُرب ويُجبِر ويؤنِس ويُسعِد. في غناء عبود غنىً يملأ الوجدان بهجة وسعادة وغبطة ؛ وفي عوده ريحة العود والمسك ورنات نبض القلب وقد انطرب .. وحين تعانق عود عبود كمنجة مراد سرور تخالني متكئاً على (كود عورره) أو في (رواد الشُّقْف) .. عافاك أيها الوهطي الحالي كالمشبك والمكركر ، النادر كهريس المجاذيب والعالي بيرق فرح وانشراح ـــــ والليلة صفا الحازمي
**************** الليلة صفا الجابري ***************
هـــــذا جبـر للجــــابري * وصّى لي وكلّـف علي
وامصعبين جـــالس لنا * في السركــال با يعتلي
جانا في السلا بن علي * هادي هو ويا المجعلي
يا حيّــــا بهم فـي صفانا * (فضلي) وذا (عبـدلي)
بأ إلاّ صــاحبي ذي يشل * الدانه ودوبـــــه سلي
قد لي جم في (بير جابر) * من فَقْـــــدهم اقتــلي
شلِّوني معه في الصفا *أيش همي أنا وش علي
والليلة تبلبــــل معــــانا * فـــي الشَّرْح يا بلبــــل
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: صَفَا الجابري: ليلة فرح وسَمَر الجابري صاحب قرية (بئر جابر) بلحج وليس كما ذهب عبدالقادر قايد من أنه الولي الجابري صاحب كديمة الجابري ـ أمشعيبي شرق الوهط، في كتابه "تطور الأغنية اللحجية" ص 211 . بريكة: جارية الأمير وقد كانت تتميز بزغردتها (محجرتها) و(حَجَرَ) في العامية اللحجية تعني (زغرد) (= غطرف أو زلغط). امصعبين: المصعبي من وجهاء قرية بير جابر والظاهر كان الحفل/المخدرة بمناسبة زواجه لأنه هو الذي يجلس على السركال (المنصة). هادي: الشيخ هادي بن علي الزامكي والمجعلي: هو العاقل عبدالله مجعلي وهما من دثينة. دوبه: دائماً. شَلّوني: خذوني. الشرح: رقصة لحجية مشهورة تعرف ب (شرح لحجي ثقيل 12/8 هاجر + هاجر أو سيندا + مرواسين)، والبلبل هنا هي لقب مطرب القمندان وقتذاك مسعد بن أحمد حسين.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. أما هو فالجماهير تلقبه (ربان الطرب) ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: " الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ