كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل العبدلي (القمندان) ، غناء: فيصل علوي وعبود زين
المقام: حجاز اليمن (على الدوكاه) ، الإيقاع: زف لحجي (8/6 هاجر+مرواس+مرداد)
المرأة هي أنشودة الشاعر اللحجي. هو متيم بها ولهان ولِع: يمسي على باب مقطوب الخصر مجذوباً يلوب؛ ويقضي نهاره شحاذاً "يتلطلط" من باب لباب، ولا يرى في ذلك حرجاً .. يظل يتمنى طعم العسل فإذا ما أُسقيه ركَبَه الطمع فطلب فوق العسل "من اللبن شخبوب". تبحث عنه فتجده متكوراً على باب المحبوب "مكبكب مشتلب" مستلب أعوجاً محدرجاً كابن جدته المشرع المخزومي.
الحب عند اللحجي نارٌ آكله ؛ نار تطلع من قعر الفؤاد لا من طرف اللسان ، ليس له على الهجران طافة ولا طاقة ــــــــ وهل في الأرض مَن يسمّي "الحُبْ" حبّاً غير اللحجي .. وذنوب سيدي :
********* ذنوبْ سِيْدي ذنوبْ يا ورد نَيسَان *********
أنتَ عســـل جــرداني مَـــرْح مسكوب * وانـــا علــى هجـرانك خــاف باذوب
ليه دوب طبعك على المسكين مقلوب * قل لي على الذنب يا سيـدي وبا أوب
ليه تجفي العشـــاق ليه وأنت محبوب * وذا الجفا يااهْل الصفا غير مرغوب
كم لك عن العين متخفّي ومحجــــوب * ونـــــار قلبي من الهجــران مشبوب
متى عسى نلتقـي يــا خيـر يعســــوب * كفى كفى في الهوى من صبر أيـوب
لك خــدّ شــاميْ وتحته خصر مقطوبْ * وعين أمسى بهـــا ذا القلب مَسلوب
ناديــت مـظـلــوم يا دولـــــةْ ومَنهوبْ * قـــالوا نعم تُبْ وانا هَلِعْ كيف باتوب
وبأ لَبَـن في الحُسيني دوب محلوب * با اسقي المحبين من شخبوب شخبوب
وانا لكم في الهـوى تابــــع ومحسوب * وعســكري قـحْ كمـا عنتر وشيبوب
وبـأ رضــــاكم دوب والعفـــــو مطلوب * يا مِسْك في جامهْ بماء ورد مَريوب
يا ورد فـــــي مَشقُـرْ مرتّـــب بأسـلوب * العفـو ، بأ حتى من اللـــوز حلبـوب
ذنـــــــوب إنّ الظــلم في الحب مَعتـوب * ذنــوب يا سِيـْـد تهجــرني وانا لُوب
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: دوب: دوم، دائماً. جرداني: نُسبة لبلدة جردان في شبوة. مَرْح: صافي مُنقّى؛ يقال مرّحَ البّرّ أي نَقّاه من الغفا. ألوب: ألبُّ بالمكان أقام به ولزمه لا يفارقه؛ وألوب صيغة منها أي ملازمك لا أفرقك. بأ: أبغي، أريد، وإنما نُطقت غينها ألفاً لأن حرف الغين ينعدم في نطق أهل لحج.
دار العرائس: بلدة تقع في منطقة (العند) شمال مدينة الحوطة على الضفة الغربية لوادي تبن. ويشتمل الموقع على خرائب لقصر عثماني بني في فترة تواجد العثمانيين الأتراك في لحج. وقد أقيم ذلك القصر على خرائب موقع قديم يعود تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام ، تظهر منه بقايا جدار في الجزء الشرقي من القصر ، ويتكون من خمسة صفوف بنيت بطريقة محكمه ، وبأحجار مهندمة ، يمتد ذلك الجدار من الشمال إلى الجنوب ، ويبلغ طوله حوالي ( 7.5 متراً ) يتعامد على جدار آخر شرقي طوله ( 4.35 متراً ) ، وأعلى ارتفاع لبقايا ذلك الجدار حوالي ( 4,14 متراً ) ، ويظهر أن هذه الجدران هي بقايا مبنى قديم. وقد عثر على نقش في هذا الموقع كتب بخط المسند ولكنه تالف لم يبق منه سوى بعض الحروف المسندية ونتيجـة لأهميـة وادي تبن مُنذُ العصور القديمة فيحتمل أن يكون موقع دار العرائس هو واحد من بقايا مدن الوادي. وكان يسكن قصر العرائس الأمير فضل عبدالكريم. وبقربه قرية تدعى (شَيْلُوب). حيث كان السد: أي سد العرائس التأريخي. الحُسيني: أرض زراعية وواد وبُستان مشهور في جوارهما. جامه (فارسية) تعني كأس. مريوب: مُذَاب ، مخلوط. حلبوب: الحلبوب أحد قسمي حبة اللوز.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمنــدان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في إباحة العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب"، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة والسير نحو العلم والعمل والتحرر. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج".
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. أما هو فالجماهير تلقبه (ربان الطرب) ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: "الوهط دار المسرة"، "الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ