بحاشرة: هجاء أكمح : صححتون للعبد

حسن بحاشرة نجل الشاعر، ومنزلهم في نوبة عياض

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الوادي الفياض من طرائف نوبة عياض ج2

هجاء أكمح : صححتون للعبد

--------------------------------------

من مقومات الهجاء الفنية الفكاهة التي تحدثها الصورة الساخرة التي يبذل الهجّاء جهداً في رسمها بالاعتماد على المبالغة والتضاد في بناء الصورة .. ورمي الخصم وتعييره بعلة فيه وإن لم يجدها ابتدعها ابتداعاً .

هذا الشاعر علي أحمد بحاشرة (1904 - 1994) في الهجاء الشخصي يرمي خصومه على وزن "حمار الشعر" (الرجز) وقلبه دليله فهو لا يعلم من علوم البيان والبديع شيئاً، ولا يعرف عروض الرجز ولا زحافه و مطويه ولا خبنه ومخبوله . هو شاعر .

اختلف مرة مع أحد أهل القرية يدعى (عبد) وكان أكمحاً أي طول يديه غير متساو ، وقد وقف (علوان) وهو من سكان قرية (مُقيبرة) مع الأكمح وليس مع بحاشرة .. أنظر كيف صوره وكيف ربط بين موضوع الخلاف وعاهة المهجو ..

صَحّحتونْ للعبدْ صلاته جايزهْ * ذي يدخل المسجدْ وكِرعانهْ يِبوسْ

كُلّه من (علوان) ذي قد كبّره * م العبــد باجيبه في حُفــرهْ نكوس

يقول: إن صلاة هذا الرجل لا تجوز لأنه يدخل المسجد ويصلي بوضوء ناقص، ذلك أن يديه لا تسمحان له بالوضوء فتبقى (كرعانه) أي مرفقاه يابسان لا يصلهما الماء، ولولا حماية علوان له لنكّست رأس المهجو إلى حفرة سحيقة!

.

-------------

• أكمح بحسب لهجتنا طول يديه غير متساو، غير أن للمفردة في المعاجم معنى آخر ، أكمحً : رفع رأسه افتخاراً.

* الصورة: حسن بحاشرة نجل الشاعر، ومنزلهم في نوبة عياض